فِى
مَوْلِدِ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
مُقَدِّمَةُ الْمُؤَلِّفِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الَّذِى أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِبِعْثَةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَهُ سِرَاجًا وَإِمَامًا لِلْمُتَّقِينَ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى خَاتَمِ الْمُرْسَلِينَ وَإِمَامِ الأَنْبِيَاءِ الْحَاشِرِ الْعَاقِبِ الأَمِينِ وَعَلَى ءَالِهِ وَصَحَابَتِهِ الطَّيِّبِينَ.
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ كَرَّمَ النَّبِىَّ مُحَمَّدًا وَكَرَّمَ أُمَّتَهُ وَرَفَعَ قَدْرَهَا فَوْقَ الأُمَمِ السَّابِقَةِ قَالَ تَعَالَى ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [سُورَةَ ءَالِ عِمْرَان/110] وَمَا ارْتَفَعَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ إِلَّا بِنَبِيِّهَا وَمَا شَرُفَتْ إِلَّا بِهِ لِذَلِكَ كَانَ الِاعْتِنْاءُ بِبَيَانِ مَوْلِدِ هَذَا النَّبِىِّ الْكَرِيمِ وَمَا ظَهَرَ مِنَ الآيَاتِ عِنْدَ ذَلِكَ وَمَا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الْمَوَاهِبِ وَالشَّمَائِلِ مِنْ مُهِمَّاتِ الأُمُورِ إِذْ يَزْدَادُ الْمُؤْمِنُ بِذَلِكَ تَعْظِيمًا وَمَعْرِفَةً بِفَضْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَلَمَّا كَانَ أَغْلَبُ مَا خُصِّصَ مِنَ الْمُصَنَّفَاتِ لِلْمَوْلِدِ مُشْتَمِلًا عَلَى الْكَثِيرِ مِنَ الضَّعِيفِ بَلْ وَيَحْوِى أَحْيَانًا الْمَوْضُوعَ صَنَّفْنَا هَذَا الْكِتَابَ مُسْتَخْرَجًا مِنْ كُتُبِ السُّنَّةِ فَجَاءَ فِيهِ زُبْدَةَ الْمَرْوِيَّاتِ فِى مَشْهُورِ مُصَنَّفَاتِ الأَئِمَّةِ الْحُفَّاظِ طَلَبًا لِلأَجْرِ وَرَغْبَةً فِيمَا عِنْدَ اللَّهِ مِنْ جَزِيلِ الثَّوَابِ.
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.