بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى قصم بالموت رقاب الجبابرة وكسر به ظهور الأكاسرة وقصر به آمال القياصرة الذين لم تزل قلوبهم عن ذكر الموت نافرة حتى جاءهم الوعد الحق فأرداهم فى الحافرة فنقلوا من القصور إلى القبور ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود ومن التنعم بالطعام والشراب إلى التمرغ فى التـراب ومن أنس العشرة إلى وحشة الوحدة والصلاة والسلام على سيدنا محمد ذى المعجزات الظاهرة والآيات الباهرة وعلى جميع إخوانه النبيين والمرسلين وءال كل وصحب كل وسائر الصالحين.
أما بعد فجدير بـمن الموت مصرعه والتـراب مضجعه والقبر مقره وبطن الأرض مستقره والقيامة موعده والجنة أو النار مورده أن لا يكون له استعداد إلا لأجل الموت، قال الله تعالى: {كل نفس ذآئقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} [ءال عمران:185]، وقال سبحانه: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} [الأعراف: 34]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله“، رواه الترمذي[1] وقال حديث حسن.
عملا بهذا كله أحببنا أن نقدم بين يدي القارئ، اقتداء بالعلماء الصالحين، كتيبا مختصرا في بيان بعض ما ينفع المسلم بعد وفاته، مع ذكر بعض الأدلة الشرعية من القرءان الكريم والحديث الشريف وأقوال علماء أهل السنة والجماعة. أسميناه: القول اليقين في بيان ما ينفع أمواتنا المسلمين.
سائلين الله تعالى أن يجعل فيه النفع العميم. ءامين.
دار الفتوى- أستراليا
[1] سنن الترمذي، أبواب صفة القيامة. ومعنى قوله: من دان نفسه، يقول: حاسب نفسه في الدنيا قبل أن يحاسب يوم القيامة.اهـ
الإشعارات