المقدمة الثانية
مند ما يزيد على ثلاثة عقود من الزمن ظهرت امرأة في دمشق تسمى منيرة قبيسي يقال إنها بالأصل من مدرسة مفتي سوريا الشيخ أحمد كفتارو وهناك دراسات تقول إنها بالأصل من جماعة حزب الإخوان القدماء في سوريا.
هذه المرأة انفصلت عن الأصل وتفردت بمنهج خاص في الخطاب والمنهج والسلوك وتخطيط متماسك لجانبين في عملها جانب سري وءاخر علني. وانضمت إليها نساء كثيرات ولا سيما الشابات لأن هذه الحركة أخذت منحى خاصًا إنها حركة نسوية بحتة بعيدة عن الرجال بعدًا تامًا إلا من توجيهات عن بعد للشيخات الكبيرات منهم ووجدت هذه الحركة رعاية خاصة مادية ومعنوية واتسعت فروع التنظيم حتى تجاوز دمشق لا وبل سوريا وصار يعرف التنظيم الأم باسم القبيسيات نسبة إلى منيرة قبيسي الشيخة الكبرى أو الآنسة الكبرى كما يجري في اصطلاحهم.
وفي لبنان نشأ هذا التنظيم والتي عملت على حركته أميرة جبريل ثم ما لبثت أن انسحبت من الميدان فبرزت سحر حلبي فصرن يعرفن فيما بعد باسم السحريات في لبنان وبالطباعيات في الأردن وذلك نسبة إلى فتاة دمشقية الأصل تدعى فادية الطباع. وقد انفتن جماعة سحر بها حتى قال شيخ لبناني إنهن يقلن عن الآية {ونجيناهم بسحر} أن معناها أن الله نجاهن من الضلال بسحر أي بسحر حلبي.
ومن هنا فقد ألغت هذه النسوة العقل من رءوس النساء حتى لا يفكرن بما يُملى عليهن لا بل رحن يعلمن الأطفال في مدارسهن المنتشرة في سوريا ولبنان والأردن على التعقيد والتقوقع ففي بلدة المرج البقاعية أخذن بعض البنات وعملن لهن تمثيلية تمثل بزعمهن منكرًا ونكيرًا في القبر وذلك بعد الدفن وأطفأت الأضواء ومثلت واحدة دور الميت ثم قامت اثنتان بدور منكر ونكير بزعمهن وهنا علا الصراخ بين الفتيات الصغار واشتد النحيب والبكاء ولما عادت إحدى الفتيات إلى المنزل وسألتها أمها عن تورم عينيها واحمرارهما فأخبرتها عما جرى، أمرتها أمها أن لا تذهب بعد ذلك إليهن.
وزدن على هذا أنهن يقلن للأطفال الصغار إن فعلت كذا فالله يعذبك بالنار فترى الصغير لا يتعلم في مدارسهن لا يرضى أن تصافحه أو تقبله خالته أو عمته لئلا يعذبه الله بزعمه وذلك كما تعلم من [النظام المرصوص] الذي يمارسنه على البراعم.
فبهذا الأسلوب الترهيبي الفظ البعيد عن أحكام الدين استطعن التسلط على عقولهن والعياذ بالله تعالى.
زد على ذلك أن الرعاية المادية والمعنوية التي يلقينها من بعض ما يسمى بالمرجعيات الدينية والمالية جعل لديهن مؤسسات من المدارس والصالات الحديثة التي انتشرت في سوريا ولبنان والأردن بحيث صار لهن الجيوش من النساء أيضًا.
لذلك فإننا ننصح بالتحذير الشديد من هؤلاء اللواتي غزون المجتمعات فبين أيديهن أطفال المسلمين وفتيات المسلمين يربين الأطفال والبنات فالطفل سيصير رجلًا والفتاة ستصير أمًا إن شاء الله ذلك فإن تركن هكذا يملكن مفاصل المجتمع. فإلى متى السكوت عن مثل هؤلاء وإلى متى نسمع لأصوات النشاز التي تقول باستمرار ليس الآن وقت التحذير بل يجب علينا جميعًا أن نتحد في وجه العدو الأكبر نقول كيف يكون الاتحاد بين المؤمنين وبين من يكيدون للمؤمنين من داخل الصف بتشويه العقيدة الإسلامية والفكر الإسلامي. بل الافتراق عن أهل الباطل وتحذير المسلمين منهم خير من مساعدتهم والسكوت عنهم يفسدون في الأرض.
ولن يكون في ردنا شائعات لا أساس لها وإنما سنذكر كل مسئلة بشاهدها الذي سمعها أو الكتاب المذكورة فيه ومن أراد زيادة التحري فباستطاعته مراجعة الكتب أو سؤال الشهود.
قال الله تعالى: {فأما الزبدُ فيذهبُ جُفاءً وأما ما ينفعُ الناسَ فيمكثُ في الأرض} [سورة الرعد].
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى ءاله وصحبه الطاهرين أما بعد فقد ابتليت طوائف من الناس بعقائد فاسدة زائفة مضلة ليست من الإسلام في شيء وأدخلت باسم الدين ليهون على أصحابها المارقين من الدين التلبيس على الأمة في عقائدها. ولما كان التحذير من الغشاش الذي يغش في البيوع واجبًا كان التحذير من الذي يغش المسلمين في دينهم أوجب لأن في ذلك إنقاذًا لهم من الهلاك المؤدي إلى الخلود الأبدي في النار. فلذلك نقوم بالتحذير من أناس قد استفحل ضررهم وانتشر خطرهم بين كثير من الجهال فإليك رسالة في ذلك قد استشهدنا فيها بكلام من كنّ بينهم وقد ذكرنا أسماء البعض ولم نذكر أسماء البعض الآخر مراعاة لهن ومن أراد التحقق فالأسماء عندنا موجودة. والله من وراء القصد.