المقالة الحادية والعشرون
* تقول سعاد ميبر ص127: كذلك رفض الإسلام أن يكون مفهوم الألوهية أمرًا معنويًا وفكرة مجردة مطلقة لا يدل عليها وصف ولا يدرك لها واقع تتجلى فيه.
ثم تقول سعاد ميبر عند كلامها عن الله ما نصه: كي نستشعر الذات ونتجه إليها ونرفع لها صلواتنا ودعواتنا. ثم تقول: إلى أن ذات الله لا يدرك كنهها وجوهرها أحد. ثم تقول: ولكن لما لم يكن بد من أن نتصور فقد أسعفنا القرءان الكريم بالقدر الضروري الذي يسد حاجتنا في هذا المقام فجعل الإله مفهومًا غير مجسد ذاتًا ليس كمثلها شيء.
الرد: من الفساد في عبارتها الأولى قولها تتجلى فيه وصف الله تعالى بأن صفاته تتجلى في غيره والألوهية صفة من صفاته قال بعضهم معناها استحقاق العبادة وقال الإمام الأشعري القدرة على اختراع الحادثات أي تفرد الله بالخلق أي التفرد بإيجاد الحادث أي إبرازه من العدم إلى الوجود. ثم في عبارتها الثانية إطلاق الجوهر على الله. والله تعالى هو خالق الجوهر والعرض، وما عرفه من اعتقده جوهرًا لأن الجوهر هو أحد قسمي العالم، لأن العالم منحصر في شيئين الجوهر والعرض. الجوهر هو الجسم الكثيف واللطيف وأما العرض فهو صفات الجوهر اللطيف والكثيف. وقولها كي نستشعر الذات مخالف لما قدمته من أن الله لا يُدرك بالتصور فهو كلام متناقض. فكلامها هذا مخالف لما هو معتقد أهل السنة والجماعة بلا خلاف، والذي أوقعها في هذا الخطر هو أنها ما تهذبت على عالم معتمد في علم العقيدة إنما اعتمدت على المطالعات لنفسها في مؤلفات متعددة وهذا شأن من لم يتلق علم الدين من أفواه الثقات المشهود لهم بالعمل والثقة.