المقالة الثانية
تقول سعاد ميبر في كتابها الذي سمته “عقيدة التوحيد” ص497 ومما يجدر التنبه إليه أن الإيمان باليوم الآخر لا يعني أن يترك الإنسان دنياه لآخرته أو أن يزهد في الحلال من أطايب الحياة، أو يدع العمل والسعي لاكتساب رزقه. فذلك يتنافى ودعوة الإسلام إلى عمارة الأرض واستثمار خيراتها ويؤدي إلى تعطيل مسيرتها التي أرادها الله أن تكون نابضة بالحياة عامرة بالعطاء.
ثم تقول: وحسبنا ما شهدت به الحضارة الإسلامية التي أنشأها السلف الصالحون الذين أجمعوا بين الإيمان الوثيق والعمل الصالح والعلم النافع والخلق الرشيد ولم يدعوا دنياهم لآخرتهم.
الرد: قولها إنه لا ينبغي الزهد في الطيبات أي اللذائذ من المأكول والمشورب ونحو ذلك وأن الإسلام دعا إلى ما تقول كذب ظاهر بل ثبت أن الرسول عليه السلام قال لمعاذ بن جبل: “إياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين” رواه أحمد، وثبت أيضًا حديث: “لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما ليس به بأس حذرًا مما به بأس” رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما، وعلى هذه سيرة الصالحين الأنبياء ومن اقتدى بهم فقد اشتهر عن عيسى عليه السلام أن أكله الشجر ولباسه الشعر وكان الزهد دأبه ودأب غيره من الأنبياء. هذا نبي الله سليمان عليه السلام كان يأكل لنفسه خبز الشعير باللبن الحامض الشديد الحموضة ويطعم الناس لب القمح الصافي وكان رسول الله عليه الصلاة والسلام لا يوقد في بيته النار الشهر والشهران، كان يقتصر على التمر والماء.