الأحد ديسمبر 22, 2024

المقالة الثامنة والعشرون

* تقول سعاد ميبر ص38 استنكر الإمام مالك والشافعي وأبو يوسف الاشتغال بعلم الكلام إلخ.

الرد: إطلاقها يوهم ذم علم الكلام مطلقًا ولعله خفي عليكِ يا سعاد أن علم الكلام الذي ذمه الشافعي وغيره هو علم الكلام الذي وضعه أهل الأهواء أي المخالفين لأهل السنة من معتزلة وخوارج ومشبهة وجبرية وغيرهم فإنهم ألفوا مؤلفات لتأييد عقيدتهم أما علم الكلام الذي كان الشافعي يتقنه حتى قال أحكمنا ذاك قبل هذا ا.هـ. أي أتقنت علم الكلام الذي هو الدفاع عن عقيدة أهل السنة قبل أن أبلغ في الفقه المبلغ الذي بلغته، وقد بين ذلك البيهقي في كتاب مناقب الشافي والحافظ ابن عساكر وغيرهما، ثم إن عبارة الشافعي التي نقلها الإمام ابن المنذر وغيره: لأن يلقى الله تعالى العبدُ بكل ذنب ما خلا الشرك خير له من أن يلقاه بهذه الأهواء، بل قال النووي وغيره إن القيام بالعلم الذي يُرَدّ به على هذه الأهواء فرض كفاية لكن كلام أولئك المخالفين مثل ابن تيمية الذي هو يعتقد التشبيه والحد لله تعالى والتحيز بالعرش والنزول بالحس والحركة كل ليلة إلى السماء الدنيا فهو الذي ذمه الشافعي وغيره.

 

فالذي حذر منه الأئمة هو ما كان يشتغل به ابن تيمية وأمثاله فابن تيمية كان معروفًا بالتشبيه ونسبة الحد لله تعالى، هذه كتبه تشهد بذلك، كتابه موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول وكتابه شرح حديث النزول وفتاويه وغير ذلك بل لا يخلو كتاب من مؤلفاته من التشبيه والتحريف إلا رسالتان إحداهما في الأذكار النبوية ما أثر عن بعض الصحابة كقول من أصابه مرض الخدر في رجله يا محمد فإنه أثبت هذا مع أنه هو أول من حرم التوسل بالنبي والأولياء لكنه في هذا الكتاب الذي سماه الكلم الطيب قال: فصل في الرجل إذا خدرت. ثم ذكر أن عبد الله بن عمر خدرت رجله فقيل له اذكر أحب الناس إليك فقال يا محمد فاستقامت رجله وتبع في ذلك البخاري في كتابه الأدب المفرد وغيره من السلف والخلف، وهذا وافق فيه الحق لكن الوهابية بقيت على العمل بقوله بتحريم التوسل وخالفوه فيما قاله في كتابه الكلم الطيب اتبعوا ابن تيمية فيما خالف به الأمة وخالفوه فيما وافق به الأمة وهو قول يا محمد فإنه لم يزل المسلمون يرون هذا جائزًا عند الشدة والفرح.

 

وإن أردت أن تتأكدي ضلال ابن تيمية فطالعي رد عصرييه الحافظ أبي سعيد العلائي والحافظ تقي الدين السبكي وكتاب الإمام تقي الدين الحصني وبعض هؤلاء معاصر لابن تيمية وأما تقي الدين الحصني فهو بعد ابن تيمية بنحو قرن.