الأحد ديسمبر 22, 2024

المقالة الثالثة والعشرون

تقول سعاد ميبر ص305: من المقطوع به عند الجمهور أن ءادم عليه السلام من الأنبياء وهو رأي لم يخالف فيه أحد وإنما الخلاف هل هو رسول أم لا.

 

الرد: قولها هذا باطل ولا حجة لمن قال ذلك في حديث الشفاعة وهو: “إن الناس يذهبون إلى نوح يقولون له يا نوح أنت أول رسول إلى أهل الأرض” فإنه محمول على أن معناه إلى أنه أول رسول أرسل إلى كل أهل الأرض ولا يصح حمله على أن نوحًا هو أول رسول على الإطلاق للحديث الصحيح الذي رواه ابن حبان من حديث أبي ذر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في ءادم “إنه نبي رسول” فكلام سعاد ميبر هذا موافق للوهابية القائلين بأن نوحًا أول رسول على الإطلاق.

 

وفي بعض مؤلفاتهم القول بأنه لم يسبق نوحًا رسول كما ذكر محمد بن عبد الوهاب شيخ الوهابية في كتابه كشف الشبهات ص1 قال ما نصه: الرسل الذين أرسلهم الله وأولهم نوح، كلا الأمرين باطل.

 

وذلك لأن الرسول عرفه بعض العلماء بأنه من نبىء وأنزل عليه كتاب وبعضهم عرف الرسول بأنه من أنزل عليه شرع جديد أي أن شرعه يحتوي على حكم جديد لم يكن في شرع النبي الذي قبله وأما النبي فهو من بُعث ولم يحصل له أحد هذين الأمرين لكنه مأمور بالتبليغ لانه لا معنى للنبوة من غير أن يكون مأمورًا بالتبليغ بل الأمر بالتبليغ شامل للنبي والرسول قال الله تعالى: {وما أرسلنا من قبلكَ من رسولٍ ولا نبيٍّ إلا إذا تمنَّى ألقى الشيطانُ في أمْنِيَّتِهِ} [سورة الحج] الآية. ومضمون كلام سعاد أن سيدنا ءادم وأولاده كانوا يعيشون كالبهائم ليسوا مأمورين بشيء ولا منهيين عن شيء وهذا ظاهر الفساد لكل أحد يرده القرءان الكريم ويرده الحديث الصحيح.