المقالة الثالثة
تقول سعاد ميبر في كتابها المذكور ص189 وأن كل الموجودات إنما هي بخلق مباشر من الله.
الرد: هذا خلاف اصطلاح علماء أهل السنة، أهل السنة لا يعبرون في شيء من صفات الله بالمباشرة وهذه ليست من لغة أهل العلم بل هذه من لغة العوام الذين لا يعرفون مدلولات الكلام على حسب ما وضعت له في لغة العرب، والمباشرة لا تطلق في حق الله بأي وجه من الوجوه وإنما الذي ينبغي أن يقال على مذهب أهل السنة أن الله يخلق من غير حاجة إلى واسطة ولا ءالة لأن معنى المباشرة لغة واصطلاحًا الاتصال، والله منزه عن الاتصال والانفصال وقد نقل النووي في كتاب روضة الطالبين في باب الردة أن اعتقاد الاتصال والانفصال والحدوث في الله تعالى كفر وردة، وكان على هذه المؤلفة أن تتعلم ما هو من ألفاظ الردة وما ليس منها وتميز هذا من هذا قبل أن تؤلف وتصنف لأنها تعدت قدرها فوقعت على أم رأسها وهي لا تشعر فلتراجع كتاب روضة الطالبين باب الردة الجزء العاشر ص64، وهذا أي كون الله منزهًا عن الاتصال والانفصال لا خلاف فيه بين أهل السنة، قال الشيخ الدردير في منظومته عن الله منزه عن الحلول والجهة والاتصال والانفصال والسفه.
وقال الإمام زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما عن الله: “لا تُحسُّ ولا تُجسُّ ولا تمس” رواه الحافظ الزبيدي.
وهذا لا ينافي الحديث الصحيح الثابت: “إن الله تعالى خلق كل شيء من الماء” فالمخلوقات بعضها فرع من بعض، فالماء هو أصل المخلوقات وما سواه فهو فرع منه خلق الله الإنسان من تراب الذي أصله الماء ثم خلق من هذا الإنسان الذي خلق من التراب وهو ءادم ذريته من الماء الذي خرج منه ومن زوجته حواء، وهذا الحديث رواه ابن حبان وصححه.