المقالة التاسعة والعشرون
* تقول سعاد ميبر في ص14 وأما الاستعانة الممنوعة فهي طلب النفع بأشياء لم يجعلها الله سببًا ظاهرًا له كأن يمرض شخص فيستعين على شفائه باللجوء إلى ساحر أو دجال بدل الطبيب ليعمل على شفائه بلا علم ولا قانون بل بقوى غيبية يزعم الاتصال بها أو يلجأ إلى قبر أحد الصالحين ويطلب منه الشفاء وهو لا يملك تحريك لسانه بالدعاء له ولا يقدر من عند نفسه على الشفاء.
الرد: كلامها هذا مردود لأنه لا يشترط في التوسل أن يكون في أمر جرت به العادة في الظاهر بل ثبت جواز طلب ما لم تجر به العادة فقد روى مسلم أن ربيعة بن كعب الأسلمي قال له الرسول مكافأة له على أنه قدّم له ماء الوضوء: “سَلْ” فقال له أسألك مرافقتك في الجنة فقال: “أو غير ذلك” فقال هو ذاك فقال له: “فأعني بكثرة السجود”، ولم يقل له الرسول كيف تطلب مني ما لم تجر به العادة وهو مرافقته في الجنة، وثبت أن صحابيًا جاء إلى قبر الرسول عام الرمادة وكان عامًا اشتدت به المجاعة على أهل المدينة فقال يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا وهذا أمر لم تجر به العادة وإنما جرت العادة بأن يطلب من نبي أو صالح بأن يستسقي في حياته وهو على وجه الأرض ومع هذا هذا الرجل الذي قال يا رسول الله استسق لأمتك رأى في المنام أنه يقال له أقرئ عمر السلام وأخبره أنهم يسقون فجاء الرجل إلى عمر وأخبره فبكى عمر ثم سقاهم الله تعالى المطر وهذا صحيح الإسناد رواه الحافظ أبو بكر ابن أبي شيبة في مصنفه ورواه الحافظ الخليلي في كتاب الإرشاد وحكم الحافظ ابن حجر بأنه قوي.
وأما ءاثار السلف من توسلهم بالأولياء أصحاب القبور فكثير جدًا فقد قال الإمام إبراهيم الحربي تلميذ الإمام أحمد بن حنبل “قبر معروف الترياق المجرب”، أي قصد هذا القبر للدعاء عنده رجاء الاستفادة من هذا الولي شيء نافذ لا بد أن يتحقق لقاصده ما يطلبه. وكذلك ثبت عن الحافظ عبد الغني بن سعيد الحنبلي أنه جاء إلى قبر الإمام أحمد بن حنبل وكان طلع بيده خُراج أعيا الأطباء علاجه فمسحه بقبر الإمام أحمد فتعافى. فمن أين اشترطت يا سعاد هذا الشرط الفاسد. لعلك أخذته من كتب الوهابية الشاذين عن السلف والخلف على أننا ننصحك بالرجوع عن هذا الشواذ الذي شمله كتابك هذا الذي سميته عقيدة التوحيد من الكتاب والسنة وهو ضد الكتاب والسنة.