المقالة التاسعة عشرة
تقول سعاد ميبر ص409: عن سكان الغرب: فلا عليه إذا تسلى بالأرواح وتحضيرها بعد أن حطم الذرة وغزا الفضاء.
الرد: هذا كلام لا طائل تحته وفي قولها هذا إيهام أنهم يحضرون أرواح الموتى وهذا باطل، أرواح الموتى من البشر لا يستطيع أحد لا إنس ولا جن أن يحضرها بمحاولة شيء من الأشياء، أما أرواح الخيّرين المسلمين الأتقياء فقد قال رسول الله إنهم لا يحبون أن يرجعوا إلى الدنيا ولو أعطوا الدنيا وما فيها، وأما أرواح الكفار فقد ثبت في الحديث أنهم يعرض عليهم غدوًا وعشيًا مقاعدهم في جهنم وأما أرواح عامة المسلمين فهم يلزمون قبورهم إلى أن يبلى الجسد ولا يبقى منه شيء إلا ذلك العظم الصغير الذي في أسفل الظهر فعندئذ بعضهم يكونون في السماء الأولى وبعضهم فيما بين السماء والأرض وهم تحت نظر الملائكة الموكلين بهم لا طاقة لأحد من الإنس والجن في أن يستحضرهم وما شاع في هذا العصر من أن أناسًا يستحضرون الأرواح بطريقة يستعملونها فهو كذب إنما الذين يحضرونهم أحيانًا هم الجن الذين كانوا مع الأشخاص قبل موتهم يقولون حضرنا أنا فلان الفلاني وأنا فلانة الفلانية اللهم إلا أن الأولياء يمكنهم الله من الخروج من قبورهم ثم عودتهم إليها، وهؤلاء الجن الذين يدعون أنهم أرواح أولئك الموتى من البشر لهم مآرب خبيثة. قال بعض العلماء مرة جائتني امرأة شابة جميلة الصورة فقالت ذهبت إلى هذا الذي يستحضر الأرواح فأحضر لي زوجي ثم صار يأتي إلى بيتي في الوقت الذي لا يكون في البيت أحد غيري بزي زوجي فقلت لها إنه جني ليس زوجك وهذا الجني الذي أتاها كان قرين زوجها فأراد أن يوقعها في الفاحشة.
ومضمون كلام سعاد ميبر أنه لا بأس بالتسلي بهذه الأباطيل إذا برع الشخص في بعض العلوم أو قام ببعض الاكتشافات وهذا تخليط فالحلال حلال والحرام حرام ولا يتغير ذلك باكتشاف أو براعة في علم لكن ما الحيلة إذا كانت سعاد تتكلم وتطبع وتنشر من غير علم ولا إذن عالم. والله المستعان.