الجمعة مارس 29, 2024

المقالات اللبنانية في تنزيه الله عن المكان والجهة والكمية

الشيخ محمد بن إبراهيم الحسيني [المتوفى سنة 1372هـ]

 

تلقى علومه الأولية في بعض مدارس طرابلس ثم سافر إلى الأزهر وأتم دراسته هناك ثم عاد إلى طرابلس واشتغل بالتدريس وتولى وظيفة ختم البخاري في جامع طينال، تلقى علومه من مفتي طرابلس الشيخ عبد الغني الرافعي والشيخ محمود منقارة، يقول في تفسيره في ص/101 في تفسير قوله تعالى: {وإذا قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقةُ وأنتم تنظرون} [سورة البقرة/56] ما نصه:

ظنوا أنه سبحانه وتعالى مما يشبه الأجسام ويتعلق به الرؤيا تعلقها بها –أي الأجسام- على طريق المقابلة في الجهات والأحياز، ولا ريب في استحالته، وإنما الممكن في شأنه تعالى الرؤيةُ منزهًا عن الكيفيات بالكلية وذلك للمؤمنين في الآخرة.

 

الشيخ مصطفى وهيب بن إبراهيم البارودي [المتوفى سنة 1373هـ]

 

تولى الإمامة والتدريس في المدرسة القرطاوية في طرابلس زهاء أربعين عامًا، تلقى علومه من الشيخ محمد الحسيني والشيخ محمود نشابة وغيرهم كثير.

 

وقال في كتابه الفوز الأبدي في الهدي المحمدي ص/73 ما نصه:

إن الله تعالى منزه الذات عن الاختصاص بالأمكنة والجهات، وهذا أصلٌ من أصول العقائد الإيمانية لأنه لو احتاج إلى المكان لكان حادثًا وقد قام الدليل على وجوبِ القدم –له- واستحالةِ العدم –عليه-، ولأن هذه الجهات هو الذي خلقها وأحدثها اهـ.

 

 

قال العلامة الشيخ عبد الله الهرري حفظه الله تعالى:

 

الحمد لله، جمهور الأمة المحمدية مئاتُ الملايين، علماؤهم في الشرق والغرب يعتقدون ويُدرسون أن الله تبارك وتعالى موجودٌ منزهٌ عن الحد والمكان اهـ.

 

 

المقالات اللبنانية في التحذير من الردة والألفاظ الكفرية

 

العلامة الشيخ عبد الباسط الفاخوري البيروتي [المتوفى سنة 1323هـ]

 

قال في كتابه الكفاية لذوي العناية:

الردةُ وهي قطع مُكلف مختار الإسلام ولو امرأة بنية [أي اعتقاد] كُفرٍ أو فعلٍ مُكفّر أو قول مكفّر سواء قاله استهزاء أو اعتقادًا أو عنادًا.

 

فمن أنواعها: أن يعزم الإنسانُ على الكفر أو يعلقهُ على شئ كأن يعزم بقلبه أو يقول بلسانه إنه بعد سنة يكونُ كافرًا مثلاً، أو اعتقد قِدم هذا العالم [أي اعتقد أن العالم ليس مخلوقًا] أو نفى ما هو ثابتٌ لله تعالى بالإجماع المعلوم من الدين بالضرورة كإنكار علمه وقدرته تعالى أو شك في نبوة نبي مجمع عليها، أو عاب نبيًا أو ملكًا من الملائكة بشئ. أو قال لمسلم: يا كافر أو سخر بأوامر الله تعالى ونواهيه ووعده، أو قال لو أمرني الله بكذا لم أفعله، أو لو أعطاني الجنة ما دخلتُها استخفافًا، أو قال: لو ءاخذني بترك الصلاة مثلاً مع ما بي من المرض أو الشدة فقد ظلمني، أو قال: اليهود خيرٌ من المسلمين. فيكفر ويرتد بواحدة من هذه المذكورات.

 

حكم المرتد: أنه يبطل نكاحه حالاً إن كانت الردة قبل الدخول بزوجته فإن كانت بعد الدخول يبطل نكاحه بعد انقطاع العدة إن لم يسلم فيها، وتحرم ذبيحته، ولا يصح نكاحه، ولا يرث ولا يورث ويحبط علمه، ويخلد في النار إن مات على ذلك، ولا يُغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين.

وتجبُ استتابته في الحال فإن تاب وأسلم بأن نطق بالشهادتين وأقر بما أنكره وتبرأ مما اعتقده أو تلفظ به قُبل منه.

 

 

العلامة الشيخ مصطفى وهيب البارودي الطرابلسي [المتوفى سنة 1373هـ]

 

قال في كتابه واجب الاهتمام فيما وصى به الإسلام:

ومما وصى الإسلامُ باجتنابه وحذر منه كل ما يفسده ويقطعه وهو الردة والعياذ بالله تعالى وهي ثلاثة أقسام اعتقادات وأفعال وأقوال، وكل قسم منها يتشعب منه شعبٌ كثيرة:

 

فمن الأول: الشك في الله أو في رسوله أو القرءان أو اليوم الآخر أو الجنة أو النار أو الثواب أو العقاب أو نحو ذلك مما هو مجمعٌ عليه، أو نفي مشروعية مجمع عليه كذلك، أو رسالة أحد من الرسل أو نبوته أو نبيًا من الأنبياء المجمع عليهم، أو أنكر حرفًا مجمعًا عليه من القرءان أو زاد حرفًا مجمعًا على نفيه معتقدًا أنه منه، أو كذب رسولاً أو نبيًا أو نقصه أو صغر اسمه [أي بقصد تحقيره]، أو جوز نبوة أحد بعد نبينا صلى الله عليه وسلم، أو أنكر صحبة أبي بكر رضي الله عنه.

 

والقسم الثاني الأفعال: وهي كل فعل أجمع المسلمون على أنه لا يصدر إلا من كافر وذلك كسجود لصنم.

 

والقسم الثالث الأقوال وهي كثيرة جدًا منها: كالسخرية باسم من أسمائه تعالى أو أسماء أنبيائه أو وعده أو وعيده وهو ممن لا يخفى عليه ذلك، أو قال: أنا بريء من الله أو رسوله أو من القرءان أو الشريعة أو دين الإسلام إن كان كذا، أو قال: أكون قوّادًا إن صليت أو الصلاة لا تصلح لي استخفافًا أو استحلالاً.

 

وعلى من وقع منه شئٌ من ذلك العودُ فورًا إلى الإسلام بالنطق بالشهادتين والإقلاع عما وقع منه ويجب عليه الندم على صدوره والعزمُ أن لا يعود لمثله.

 

 

الشيخ عبد الرحمن الحوت البيروتي [المتوفى سنة 1334هـ]

 

قال في كتابه إرشاد العوام ما نصه: الردة  والعياذ بالله تعالى هي قطعُ الإسلام من البالغ العاقل.

ومن الأشياء المكفرة: الرضا بالكفر ولو ضمنا كأن يسأله كافرٌ يريدُ الإٍسلام أن يُلقنه كلمة الشهادة فلم يفعل أو يقول له اصبر حتى أفرغ من شُغلي أو غير ذلك.

 

ومن الأشياء المكفرة: لو سخر باسم من أسماء الله أو بأمره أو وعده أو وعيده.

 

ومن الاشياء المكفرة: السخرية بالشريعة أو حُكم من أحكامها.

 

ومن الأشياء المكفرة: شتمُ ملك الموت وهذا يُبتلى به أصحاب المصائب عند الموت نسأل الله العافية وكذلك شتم غيره من الملائكة أو الأنبياء.

 

ومن الأشياء المكفرة: شتمُ الدين الإسلامي أو سب الدين الواقع الآن بين المتهاونين في الدين التاركين لتعظيم الله بشتمهم لما شرعه الله لأنّ الدين هو ما شرع الله من الأحكام، فالسابُّ للدين سابٌّ لله تعالى لأنه تعالى هو الشارعُ للدين وساب للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه هو المبلغُ للدين.

 

يترتبُ على هذه الكلمات الخروجُ عن الملة الإسلامية والخلود في النار إذا لم يرجع إلى الإسلام بالنطق بالشهادتين.

 

 

قال العلامة الشيخ عبد الله الهرري حفظه الله تعالى:

 

وأما مسألة بيان المكفرات في الألفاظ الكفرية، نحن لا نحمل مذهبًا جديدًا إنما اتبعنا في ذلك أئمة من المذاهب الأربعة كما يقول الحافظ مرتضى الزبيدي في شرح إحياء علوم الدين فقد ألف أئمة من المذاهب الأربعة في بيان الألفاظ الكفرية اهـ.