الأحد ديسمبر 22, 2024

     اللَّهُ عَالِمٌ بِكُلِّ شَىْءٍ

     قَالَ الإِمَامُ الْهَرَرِىُّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ النَّاسَ لِيَبْتَلِيَهُمْ أَىْ لِيُظْهِرَ مَنْ هُوَ مُطِيعٌ لَهُ وَمَنْ هُوَ غَيْرُ مُطِيعٍ لَهُ، هُوَ عَالِمٌ فِى الأَزَلِ أَنَّ عَدَدًا مِنْهُمْ يَصِيرُونَ مُؤْمِنِينَ مُطِيعِينَ وَأَنَّ عَدَدًا مِنْهُمْ يَكُونُونَ عَاصِينَ لَكِنْ أَرَادَ أَنْ يَظْهَرُوا فِى عَالَمِ الْوُجُودِ أَمَّا هُوَ عَالِمٌ فِى الأَزَلِ عِلْمُهُ لا ابْتِدَاءَ لَهُ لَيْسَ فِى هَذَا شَىْءٌ جَدِيدٌ عَلَى عِلْمِهِ بَلْ كُلُّ مَا حَصَلَ وَمَا سَيَحْصُلُ إِلَى مَا لا نِهَايَةَ لَهُ فَقَدْ سَبَقَ عِلْمُ اللَّهِ بِهِ لَيْسَ عَلَى اللَّهِ جَدِيدٌ لَكِنْ يُظْهِرُ لِخَلْقِهِ مَنْ هُمْ مُطِيعُونَ وَمَنْ هُمْ غَيْرُ مُطِيعِينَ ثُمَّ يَكُونُ الأَمْرُ كَمَا عَلِمَ فِى الأَزَلِ لا يَتَغَيَّرُ فَمَنْ عَلِمَ اللَّهُ فِى الأَزَلِ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ مُطِيعٌ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِى الدُّنْيَا يَصِيرُ كَذَلِكَ مُؤْمِنًا مُطِيعًا وَمَنْ عَلِمَ اللَّهُ فِى الأَزَلِ أَنَّهُ يَكُونُ عَاصِيًا يُوجَدُ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ.