اللَّهُ خَلَقَ الْعَرْشَ إِظْهَارًا لِقُدْرَتِهِ
قَالَ الإِمَامُ الْهَرَرِىُّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ عَلِىٌّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْعَرْشَ إِظْهَارًا لِقُدْرَتِهِ وَلَمْ يَتَّخِذْهُ مَكَانًا لِذَاتِهِ» هَذَا الْعَرْشُ أَكْبَرُ خَلْقِ اللَّهِ خَلَقَهُ اللَّهُ لِإِظْهَارِ قُدْرَتِهِ لِأَنَّهُ يُوجَدُ مَلائِكَةٌ لا يَعْلَمُ عَدَدَهُمْ إِلَّا اللَّهُ يُحِيطُونَ بِالْعَرْشِ يَدُورُونَ حَوْلَ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بِحَمْدِهِ هَؤُلاءِ عِنْدَمَا يَرَوْنَ هَذَا الْجِرْمَ الْكَبِيرَ الَّذِى لا يَعْلَمُ حَدَّهُ إِلَّا اللَّهُ يَزْدَادُونَ يَقِينًا بِكَمَالِ قُدْرَةِ اللَّهِ. الْمَلائِكَةُ خِلْقَتُهُمْ عَظِيمَةٌ بَعْضُهُمْ مِنْ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسَافَةُ سَبْعِمِائَةِ عَامٍ بِاعْتِبَارِ الطَّيْرِ بِاعْتِبَارِ طَيَرَانِ الطَّيْرِ هَؤُلاءِ مَعَ عِظَمِ خِلْقَتِهِمْ عِنْدَمَا يَرَوْنَ هَذَا الْعَرْشَ الَّذِى لا يَعْلَمُ حَدَّهُ إِلَّا اللَّهُ يَزْدَادُونَ خَشْيَةً مِنَ اللَّهِ وَعِلْمًا بِكَمَالِ قُدْرَتِهِ لِهَذَا خَلَقَهُ لَيْسَ لِيَجْلِسَ عَلَيْهِ. الْجُلُوسُ مِنْ صِفَةِ الْخَلْقِ الإِنْسَانُ يَجْلِسُ وَالْكَلْبُ يَجْلِسُ وَالْبَقَرُ يَجْلِسُ الْجُلُوسُ جُلُوسٌ إِنْ كَانَ قُرْفُصَاءَ وَإِنْ كَانَ تَرَبُّعًا وَإِنْ كَانَ إِقْعَاءً كَالْكَلْبِ وَإِنْ كَانَ افْتِرَاشًا. الْجُلُوسُ جُلُوسٌ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِهِ فَالَّذِى يُثْبِتُ هَذَا لِلَّهِ فَهُوَ كَافِرٌ. اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لا يَجُوزُ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ كَشَىْءٍ مِنْ خَلْقِهِ هَكَذَا تَكُونُ مَعْرِفَةُ اللَّهِ، لَيْسَ مَعْرِفَةُ اللَّهِ بِأَنْ يُعْتَقَدَ أَنَّهُ جِسْمٌ فَوْقَ الْعَرْشِ بِقَدْرِ الْعَرْشِ. مُعْتَقَدُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَمَنْ وَصَفَ اللَّهَ بِمَعْنًى مِنْ مَعَانِى الْبَشَرِ فَقَدْ كَفَرَ.