الإثنين ديسمبر 8, 2025

 الله موجود بلا مكان

 الإمام أبو منصور البغدادي هو ممن نقل الإجماع على أن الله لا يحويه مكان منذ أكثر من ألف سنة.

 وهذا في كتابه “الفرق بين الفرق”، الذي بين فيه عقيدة الفرقة الناجية بعد أن ذكر عقائد ومفاسد فرق أهل الضلال. طبع دار المعرفة ط۳\ص٢٩٢:

 “وأجمعوا -أي أهل السنة والجماعة- على أنه لا يحويه مكان، ولا يجري عليه زمان، على خلاف قول من زعم من الهشامية والكرامية أنه مماس لعرشه، وقد قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: إن الله تعالى خلق العرش إظهارا لقدرته لا مكانا لذاته، وقال أيضا: قد كان ولا مكان وهو الآن على ما كان”.

 

 كتاب غاية المرام لسيف الدين الآمدي، طبع دار الكتب العلمية ط١\ ص١٥٩

 معتقد أهل الحق أن البارئ لا يشبه شيئا من الحادثات ولا يماثله شيء من الكائنات بل هو بذاته منفرد عن جميع المخلوقات، وأنه ليس بجوهر ولا جسم ولا عرض، ولا تحله الكائنات ولا تمازجه الحادثات ولا له مكان يحويه ولا زمان هو فيه، أول لا قبل له، وآخر لا بعد له، ليس كمثله شىء

 

 كتاب “الأسماء والصفات” للحافظ البيهقي، طبع دار الكتاب العربي ط٢\ج٢\ص ١٤٤

 قال: “والذي روي في آخر هذا الحديث إشارة إلى نفي المكان عن الله تعالى، وأن العبد أينما كان فهو في القرب والبعد من الله تعالى سواء، وأنه الظاهر، فيصح إدراكه بالأدلة؛ الباطن، فلا يصح إدراكه بالكون في مكان”

 ثم قال: “واستدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه بقول النبي ﷺ: «أنت الظاهر فليس فوقك شيء. وأنت الباطن فليس دونك شيء». وإذا لم يكن فوقه شيء ولا دونه شيء لم يكن في مكان”.

 

 قال الرازي في تفسيره المعروف بالتفسير الكبير طبع دار الكتب العلمية ط٢\ج١٤\ص٩۳ :

 “قال الله تعالى: ﴿والله الغني﴾ حكم بكونه غنيا على الإطلاق، وذلك يوجب كونه تعالى غنيا عن المكان والجهة”.اهـ.

 وفي ج٢٥\ص١٩٤: “ولو تدبر الإنسان القرءان لوجده مملوءا من عدم جواز كونه -تعالى- في مكان”. اهـ.

 وفي تفسيره للآية ٥٤ من سورة الأعراف، ج١٤\ص٩٢   قال: “فثبت أن القول بأنه تعالى حاصل في الحيز والجهة قول باطل على كل الاعتبارات”.اهـ.

 أما في ج٢٧\ص١٢٤: “قوله تعالى: ﴿وهو العلي العظيم﴾ ولا يجوز أن يكون المراد بكونه عليا العلو في الجهة والمكان لما ثبتت الدلالة على فساده”.اهـ.

 

 كتاب “تفسير القرطبي”، والمعروف كذلك باسم “الجامع لأحكام القرءان”. طبع دار الكتب العلمية ط٢\ج١٨\ص١٤١

 “ووصفه بالعلو والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود لأنها صفات الأجسام. وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء لأن السماء مهبط الوحي، ومنزل القطر (أي المطر)، ومحل القدس (أي جبريل)، ومعدن (أي مكان) المطهرين من الملائكة، وإليها ترفع أعمال العباد، وفوقها عرشه وجنته، كما جعل الله الكعبة قبلة للدعاء والصلاة، ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها، وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان. ولا مكان له ولا زمان. وهو الآن على ما عليه كان”

 وفي ج۳\ص١٨١: “والعلي يراد به علو القدر والمنزلة لا علو المكان لأن الله منزه عن التحيز”

 

 قال الإمام محمد مرتضى الزبيدي في كتابه “إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين”، طبع دار الفكر ج٢\ص٢٥:

 “والله تعالى منزه عن الجسمية، ولا يحل فيه شيء تعالى وتقدس عن أن يحويه مكان فيشار إليه، أو تضمه جهة، وإنما اختصت السماء برفع الأيدي إليها عند الدعاء لأنها جعلت قبلة الأدعية كما أن الكعبة جعلت قبلة للمصلي يستقبلها في الصلاة، ولا يقال إن الله في جهة الكعبة”

 وفي ج٢\ص٢٥: “وإنه تعالى مقدس منزه عن التغير من حال إلى حال، والانتقال من مكان إلى مكان، وكذا الاتصال والانفصال، فإن كلا من ذلك من صفات المخلوقين”.

 وفي ج٢\ص١٠٤: “فإن قيل فما بال الأيدي ترفع إلى السماء وهي جهة العلو فأشار المصنف – أي الغزالي– إلى الجواب بقوله: فأما رفع الأيدي عند السؤال والدعاء إلى جهة السماء فهو لأنها قبلة الدعاء”. اهـ.

  وفي ج٢\ص٢٥:  “قال أبو إسحاق الشيرازي : فلو كان في جهة فوق لما وصف العبد بالقرب منه إذا سجد بل هو تعالى رفيع الدرجات”، ثم يقول : “وقال أبو منصور البغدادي: كونه على درجات مرتفعة لأنه يستحيل كونه في مكان”.

 وفي ج٢\ص١٠۸: “قال ابن القشيري: فالرب إذن موصوف بالعلو وفوقية الرتبة والعظمة منزه عن الكون في مكان”.

 وفي ج٢\ص١٠۳: “الأصل السابع العلم بأن الله تعالى منزه الذات عن الاختصاص بالجهات، أي ليست ذاته في جهة من الجهات الست ولا في مكان من الأمكنة”. اهـ.

 وفي ج٢\ص١٠٤: “قال أبو منصور التميمي : وأما إحالة كونه في جهة فإن ذلك كإحالة كونه في مكان”.

 وفي ج٢\ص١٠٤: “وقال السبكي : صانع العالم لا يكون في جهة”.

 وفي ج٤\ص۳٨٠: “ومن ذلك دعاء أهل البيت في خصوص هذا الموقف المذكور في الصحيفة السجادية عن الإمام السجاد ذي النفقات زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين أنه كان يقول في يوم عرفة: أنت الله الذي لا يحويك مكان”.اهـ.

 

 كتاب “الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد” طبع دار الكتب العلمية  ط١\ص١٩

  قال إمام الحرمين عبد الملك بن عبد الله الجويني : “فصل: البارئ سبحانه وتعالى قائم بنفسه، متعال إلى الافتقار إلى محل يحله أو مكان يقله. واختلفت عبارات الأئمة رحمهم الله تعالى في معنى القائم بالنفس، فمنهم من قال هو الموجود المستغني عن المحل، وقال الأستاذ الإمام أبو إسحاق -أي الإسفراييني- : القائم بالنفس هو الموجود المستغني عن المحل والمخصص”.

 ثم قال: “والغرض المعني من هذا الفصل هو إقامة الدليل على تقدس الرب تبارك وتعالى عن الحاجة إلى محل”.اهـ.

 وفي ص۲۱: “ومذهب أهل الحق قاطبة أن الله سبحانه وتعالى يتعالى عن التحيز والتخصص بالجهات”.  اهـ.

 

 قال الإمام القزويني كتاب “مفيد العلوم ومبيد الهموم” طبع دار الكتب العلمية ص۲٤:

 “والتوحيد أن يعلم أن الله واحد قديم لم يزل ولا يزال، كان ولا مكان وهو الآن على ما عليه، فمن اعتقد هذا فمؤمن موحد حقا”. اهـ.

 

 قال الشيخ كمال الدين البياضي في كتاب “إشارات المرام من عبارات الإمام أبي حنيفة النعمان في أصول الدين”، طبع دار الكتب العلمية ط۱\ص۱٦۳:

 “وقال الإمام أبو حنيفة في الفقه الأبسط: كان الله تعالى ولا مكان، كان قبل أن يخلق الخلق، كان ولم يكن أين –أي مكان- ولا خلق ولا شيء وهو خالق كل شيء موجد له بعد العدم فلا يكون شيء من المكان والجهة قديما”

 

 في كتاب “لسان العرب”، طبع دار الكتب العلمية ط۱\ص٧٧٩

 قال الإمام اللغوي جمال الدين ابن منظور الأنصاري: “وفي الحديث – أي القدسي– : من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا. المراد بقرب العبد من الله عز وجل القرب بالذكر والعمل الصالح، لا قرب الذات والمكان، لأن ذلك من صفات الأجسام والله يتعالى عن ذلك ويتقدس”.اهـ.

 

 في كتاب “سنن النسائي بشرح الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي” طبع دار إحياء التراث العربي\ص٢٢٦ يشرح السيوطي قول النبي ﷺ: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.

 قال: “قال القرطبي: هذا أقرب بالرتبة والكرامة لا بالمسافة، لأنه منزه عن المكان والمساحة والزمان، وقال البدر بن الصاحب في تذكرته: في الحديث إشارة إلى نفي الجهة عن الله تعالى”.اهـ.

 

  كتاب “تفسير البحر المحيط” لأبي حيان الأندلسي، طبع دار الكتب العلمية ط۱\ج٦ في تفسير سورة الأنبياء الآية ۱٩: ﴿وله من في السموات والأرض ومن عنده﴾.

 قال: “و « عند » هنا -أي كلمة (عند) هنا– لا يراد بها ظرف المكان لأنه تعالى منزه عن المكان بل المعنى شرف المكان وعلو المنزلة”. اهـ.

 وفي تفسيره لقول الله تعالى: ﴿فأينما تولوا فثم وجه الله﴾.

 قال: “رد على من يقول: إنه في حيز وجهة، لأنه لما خير في استقبال جميع الجهات دل على أنه ليس في جهة ولا حيز، ولو كان في حيز لكان استقباله والتوجه إليه أحق من جميع الأماكن. فحيث لم يخصص مكانا، علمنا أنه لا في جهة ولا حيز، بل جميع الجهات في ملكه وتحت ملكه، فأي جهة توجهنا إليه فيها على وجه الخضوع كنا معظمين له ممتثلين لأمره”.

 

 كتاب نهاية الإقدام للشهرستاني طبع دار الكتب العلمية ط۱\ص٦٣

 قال: فمذهب أهل الحق أن الله سبحانه لا يشبه شيئا من المخلوقات ولا يشبهه شيء منها بوجه من وجوه المشابهة والمماثلة ﴿ليس كمثله شىء وهو السميع البصير﴾ فليس البارئ سبحانه بجوهر ولا جسم ولا عرض ولا في مكان ولا في زمان ولا قابل للأعراض ولا محل للحوادث

 

 كتاب تفسير النسفي للإمام عبد الله بن أحمد النسفي، طبع دار النفائس ط۱\ص۲۲٠

 في تفسير سورة يونس، الآية ، قول الله تعالى: ﴿ثم استوى على العرش﴾. قال : “أي استولى فقد يقدس الديان عن المكان والمعبود عن الحدود”.اهـ.

 وفي كتابه “البحر الرائق في شرح كنز الدقائق في فروع الحنفية”، طبع دار الكتب العلمية ط۱\ص٢٠۲ قال: “ويكفر بإثبات المكان لله تعالى. فإن قال: الله في السماء فإن قصد حكاية ما جاء في ظاهر الأخبار لا يكفر وإن أراد المكان كفر”.

 

 من أشهر كتب علماء أهل السنة والجماعة في علم التوحيد، كتاب الفقه الأكبر، لمؤلفه الإمام العالم أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه. وقد شرحه الملا علي القاري في كتاب سماه: “منح الروض الأزهر في شرح الفقه الأكبر”. طبع دار البشائر ط۱

 قال في ص١١٧: “ويعلم من قول أبي حنيفة: شيء لا كالأشياء، أنه سبحانه ليس في مكان من الأمكنة، ولا في زمان من الأزمنة، لأن المكان والزمان من جملة المخلوقات، وهو سبحانه كان موجودا في الأزل ولم يكن معه شيء من الموجودات”. اهـ.

 وفي ص٣٣٥: “وقد ثبت عن إمام الحرمين في نفي صفة العلو –أي المكاني– قوله: كان الله ولا عرش وهو الآن على ما كان”. اهـ.

 ثم قال: “ومما ينقض القول بالعلو المكاني، وضع الجبهة على الأرض مع أنه ليس في جهة الأرض إجماعا، وأما قول بشر المريسي في حال سجوده: سبحان ربي الأعلى والأسفل، فهو زندقة وإلحاد في أسمائه تعالى، ومن الغريب أنه استدل على مذهبه الباطل برفع الأيدي في الدعاء إلى السماء وهو مردود، لأن السماء قبلة الدعاء بمعنى أنها محل نزول الرحمة التي هي سبب أنواع النعمة”. ا.هـ.

 وفي ص٣٣٣: “ذكر الشيخ الإمام ابن عبد السلام في كتاب حل الرموز، أنه قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله: من قال لا أعرف الله تعالى في السماء هو أم في الأرض كفر، لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا، ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه” ثم قال: “ولا شك أن ابن عبد السلام من أجل العلماء وأوثقهم، فيجب الاعتماد على نقله”

 وفي ص٣٥٥: “فمن أظلم ممن كذب على الله أو ادعى ادعاء معينا مشتملا على إثبات المكان والهيئة والجهة، من مقابلة وثبوت مسافة وأمثال تلك الحالة، فيصير كافرا لا محالة”.

 

 كتاب “إحياء علوم الدين” للغزالي. طبع دار الكتب العلمية ط١\ج١\ص١٣٠

 قال : “تعالى عن أن يحويه مكان، كما تقدس على أن يحده زمان، بل كان قبل أن خلق الزمان والمكان وهو الآن على ما عليه كان”.

 وقال ص١٥٣: “فأما رفع الأيدي عند السؤال إلى جهة السماء فهو لأنها قبلة الدعاء”.اهـ.

 

 في كتاب “طبقات الشافعية الكبرى”، طبع دار الكتب العلمية ط١\ج٤\ص٣٣٦ يتكلم الإمام تاج الدين السبكي في ترجمة الشيخ الكبير أبي منصور فخر الدين بن عساكر، صاحب العقيدة المشهورة والمعروفة بالعقيدة المرشدة.

 ذكر السبكي العقيدة المرشدة التي فيها : “موجود قبل الخلق، ليس له قبل ولا بعد ولا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا أمام ولا خلف ولا كل ولا بعض ولا يقال متى كان ولا أين كان ولا كيف، كان ولا مكان، كون الأكوان، ودبر الزمان، لا يتقيد بالزمان، ولا يتخصص بالمكان”… إلى آخر العقيدة المرشدة.

 ثم قال: “هذا آخر العقيدة وليس فيها ما ينكره سني”.اهـ. فهذه عقيدة أهل السنة والجماعة التي تدرس وتـحفظ لأطفال المسلمين شرقا وغربا والحمد لله رب العالمين.

 وفي ص٣٤٠: “ونقلت من خط الحافظ صلاح الدين العلائي رحمه الله ما يلي: وهذه العقيدة المرشدة جرى قائلها على المنهاج القويم والعقد المستقيم وأصاب فيما نزه به العلي العظيم”.

 

 وفي ص٣٥٤ قال السبكي في ترجمة عبد العزيز بن عبد السلام: “شيخ الإسلام والمسلمين، وأحد الأئمة الأعلام، سلطان العلماء، إمام عصره بلا مدافعة، القائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في زمانه، ولد ٥٧٨ هـ”. ثم بعد ذلك قال:

 “قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام رحمه الله ورضي عنه: الحمد لله ذي العزة والجلال والقدرة والكمال والإنعام والإفضال الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ليس بجسم مصور ولا جوهر محدود مقدر ولا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء ولا تحيط به الجهات ولا تكتنفه الأرضون ولا السموات كان قبل أن كون المكان ودبر الزمان وهو الآن على ما عليه كان”.اهـ.

 

  كتاب حاشية السندي على شرح الحافظ جلال الدين السيوطي على “سنن النسائي”. طبع دار إحياء التراث العربي ج٣\ص٢٢٧ عند شرح السيوطي لقول النبي ﷺ: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد). قال السندي:

 “قال القرطبي : هذا أقرب بالرتبة والكرامة، لا بالمسافة والمساحة، لأنه منزه عن المكان والزمان، وقال البدر بن الصاحب في تذكرته : في الحديث إشارة إلى نفي الجهة عن الله تعالى”. ثم قال السندي: “ثم الكلام في دلالة الحديث على نفي الجهة وإلا فكونه تعالى منزه عن الجهة معلوم بأدلته والله أعلم”.اهـ.

 

 كتاب “التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين” لأبي المظفر الإسفرايني، طبع دار الكتب العلمية ط٢\ص١٤٨ قال في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة نصرهم الله:

 “وأن تعلم أنه لا يجوز عليه الكيفية والكمية والأينية لأن من لا مثل له لا يمكن أن يقال فيه كيف هو ومن لا عدد له لا يقال فيه كم هو ومن لا أول له لا يقال له مم كان ومن لا مكان له لا يقال فيه أين كان وقد ذكرنا من كتاب الله تعالى ما يدل على التوحيد ونفي التشبيه ونفي المكان والجهة ونفي الابتداء والأولية وقد جاء فيه عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أشفى البيان حين قيل له: أين الله فقال إن الذي أين الأين لا يقال له أين فقيل له كيف الله فقال إن الذي كيف الكيف لا يقال له كيف”.

 وفي ص١٤٦: “وأن تعلم أن الحركة والسكون والذهاب والمجيء والكون في المكان والإجتماع والإفتراق والقرب والبعد من طريق المسافة والإتصال والإنفصال والحجم والجرم والجثة والصورة والحيز والمقدار والنواحي والأقطار والجوانب والجهات كلها لا تجوز عليه تعالى لأن جميعها يوجب الحد والنهاية وقد دللنا على استحالة ذلك على الباري سبحانه وتعالى وأصل هذا في كتاب الله تعالى وذلك أن إبراهيم عليه السلام لما رأى هذه العلامات على الكواكب والشمس والقمر قال ﴿لا أحب الآفلين﴾ فبين (أي إبراهيم) أن ما جاز عليه تلك الصفات لا يكون خالقا”.

 

 كتاب “الدر الثمين والمورد المعين شرح المورد المعين على الضروري من علوم الدين” لمحمد بن أحمد ميارة المالكي  طبع دار الحديث القاهرة

 قال في ص٤٥: “نقول ونجزم ونعتقد أن الله لا داخل العالم ولا خارج العالم، لقيام الدلائل الواضحة على ذلك عقلا ونقلا. أما النقل فالكتاب والسنة والإجماع، وأما الكتاب فقوله تعالى : ﴿ليس كمثله شيء﴾، وأما السنة فقوله ﷺ: (كان الله ولا شيء معه وهو الآن على ما كان عليه)، وأما الإجماع فأجمع أهل الحق قاطبة على أن الله تعالى لا جهة له فلا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا أمام ولا خلف”.

 

 كتاب “غاية المرام في علم الكلام” للإمام العلامة سيف الدين الآمدي. طبع دار الكتب العلمية ط١\ص١٥٩

 قال: “معتقد أهل الحق أن البارئ لا يشبه شيئا من الحادثات ولا يماثله شيء من الكائنات ولا له مكان يحويه ولا زمان هو فيه أول لا قبل له وآخر لا بعد له، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير”.

 

 قال الشيخ كمال الدين البياضي في كتاب “إشارات المرام من عبارات الإمام أبي حنيفة النعمان في أصول الدين” طبع دار الكتب العلمية ط۱\ص۱٦٤:

 “ولو كان (تعالى) في مكان محتاجا إلى الجلوس والقرار، مختصا بجهة من الجهات فإما أن يكون ذلك القرار والاختصاص في الأزل، أو يحدث له بعد حدوث العرش وحدوث الجهات. فإن كان الأول فقبل خلق العرش أين كان الله؟ وكيف كان في ‘أين’ ولا جهة في الأزل. وإن كان الثاني فكيف صار مختصا بمكان وجهة وعرض له ذلك الاختصاص فيما لا يزال بعد أن لم يكن متصفا بذلك الاختصاص في الأزل تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا”.

 ص۱٦٣: “وقال أبو حنيفة في الوصية وهو حافظ العرش وغير العرش من غير احتياج ولو كان في مكان لكان محتاجا إليه بالضرورة ولم يكن حافظا له لأن المتمكن محتاج إلى مكانه بحيث يستحيل وجوده بدونه فلو كان محتاجا إليه بالقرار لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره وحفظه لأن المحتاج عاجز في نفسه فكيف يقدر على تدبير غيره”.

 وقال: “وقال الإمام أبو حنيفة في الفقه الأبسط: كان الله تعالى ولا مكان، كان قبل أن يخلق الخلق، كان ولم يكن أين –أي مكان- ولا خلق ولا شيء وهو خالق كل شيء موجد له بعد العدم فلا يكون شيء من المكان والجهة قديما”. اهـ.

 

 كتاب “الفتاوى الهندية” المعروفة بالفتاوى العالمكيرية في مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان طبع دار الكتب العلمية ط۱\ج٢

 قال ص٢٨٢: “يكفر بإثبات المكان لله تعالى، فلو قال لا محل خالي من الله يكفر، ولو قال الله تعالى في السماء، فإن قصد به حكاية ما جاء فيه ظاهر الأخبار لا يكفر وإن راد به المكان يكفر”. اهـ

 

  كتاب “المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على كثير من الألسنة” للإمام السخاوي، طبع دار الكتب العلمية ط٢

 قال ص٣٩٤: “والله سبحانه وتعالى منزه عن الحلول في الأماكن فإنه سبحانه وتعالى كان قبل أن تحدث الأماكن”.

 

 كتاب “مفيد العلوم ومبيد الهموم” للقازويني طبع دار الكتب العلمية

 ص٢٤: “والتوحيد أن يعلم أن الله واحد قديم لم يزل ولا يزال، كان ولا مكان وهو الآن على ما عليه، فمن اعتقد هذا فمؤمن موحد حقا”.

 

 كتاب “روض الرياحين في حكايا الصالحين” لليافعي. طبع المكتبة التوفيقية ص٤٢٤

 قال : “قد ذكرت عقائد أئمتنا رضي الله عنهم، فأنا الآن أذكر عقيدتي معهم على جهة الاختصار وحذف حجج الأصوليين النظار، فأقول وبالله التوفيق: الذي نعتقد أن أحاديث الصفات ليست على ظاهرها وأن لها تأويلات تليق بجلال الله تعالى الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وكذلك نعتقد ما اعتقده العارفون والعلماء العاملون أنه سبحانه وتعالى استوى على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواء منزها عن الحلول والاستقرار والحركة والانتقال لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته لا يقال أين كان ؟ ولا كيف كان ولا متى، كان ولا زمان وهو الآن على ما عليه كان، تعالى عن الجهات والأقطار والحدود والمقدار لا يحله شيء ولا يحل في شيء”.

 ثم قال: “وجميع ما ذكرته في هذا الفصل هو معتقد أئمتنا من الأولياء والعلماء رضي الله عنهم وهو مذهب أهل السنة من السلف والخلف”. اهـ

 

  قال الإمام أبو القاسم عبد الكريم القشيري في كتابه “الرسالة القشيرية” طبع مؤسسة الكتب الثقافية ط١\ص١٣ :

 “وقال جعفر الصادق: من زعم أن الله في شيء أو من شيء أو على شيء فقد أشرك إذ لو كان على شيء لكان محمولا ولو كان في شيء لكان محصورا ولو كان من شيء لكان محدثا [أي مخلوقا]”  

 

  قال أبو المظفر الإسفرايني في كتابه “التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين” طبع دار الكتب العلمية، ط٢\ص١٤٨ في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة نصرهم الله:

  “وأن تعلم أنه لا يجوز عليه الكيفية والكمية والأينية لأن من لا مثل له لا يمكن أن يقال فيه كيف هو ومن لا عدد له لا يقال فيه كم هو ومن لا أول له لا يقال له مم كان ومن لا مكان له لا يقال فيه أين كان وقد ذكرنا من كتاب الله تعالى ما يدل على التوحيد ونفي التشبيه ونفي المكان والجهة ونفي الابتداء والأولية وقد جاء فيه عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أشفى البيان حين قيل له: أين الله فقال إن الذي أين الأين لا يقال له أين فقيل له كيف الله فقال إن الذي كيف الكيف لا يقال له كيف”. اهـ

 وقال في ص١٤٦:

“وأن تعلم أن الحركة والسكون والذهاب والمجيء والكون في المكان والإجتماع والإفتراق والقرب والبعد من طريق المسافة والإتصال والإنفصال والحجم والجرم والجثة والصورة والحيز والمقدار والنواحي والأقطار والجوانب والجهات كلها لا تجوز عليه تعالى لأن جميعها يوجب الحد والنهاية وقد دللنا على استحالة ذلك على الباري سبحانه وتعالى وأصل هذا في كتاب الله تعالى وذلك أن إبراهيم عليه السلام لما رأى هذه العلامات على الكواكب والشمس والقمر قال ﴿لا أحب الآفلين﴾ فبين (أي إبراهيم) أن ما جاز عليه تلك الصفات لا يكون خالقا”.

 

 قال الزبيدي في “كتابه إتحاف السادة المتقين” طبع دار الفكر ج٢\ص٢٥:

 “وهذا معنى قوله تعالى: ﴿ونحن أقرب إليه من حبل الوريد﴾ أي أعلم منه بنفسه، وقوله عز وجل لنبيه ﷺ: ﴿واسجد واقترب﴾ دليل على أن المراد به قرب المنزلة لا قرب المكان كما زعمت المجسمة أنه مماس لعرشه إذ لو كان كذلك لازداد بالسجود منه بعدا لا قربا”.