الإثنين أبريل 21, 2025

الكلام بخلاف الحقيقة

قَالَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ »إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِى إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا« رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ وَمُسْلِمٌ.

فِى هَذَا الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ حَثَّنَا الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى قَوْلِ الصِّدْقِ وَحَذَّرَنَا مِنْ قَوْلِ الْكَذِبِ وَالْكَذِبُ هُوَ الْكَلامُ بِخِلافِ الْوَاقِعِ وَهُوَ حَرَامٌ فِى الْجِدِّ وَالْمِزَاحِ.

فَالْمُسْلِمُ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلامٍ بِخِلافِ الْحَقِيقَةِ وَهُوَ يَعْلَمُ ذَلِكَ فَقَدْ وَقَعَ فِى مَعْصِيَةِ الْكَذِبِ مِثَالٌ عَلَى ذَلِكَ أَنْ يَقُولَ شَخْصٌ أَنَا ضَرَبْتُ فُلانًا وَهُوَ لَمْ يَضْرِبْهُ.

وَالْكَذِبُ إِذَا كَانَ يُؤَدِّى إِلَى إِيذَاءِ مُسْلِمٍ وَإِيقَاعِ الضَّرَرِ بِهِ فَإِنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ مَعْصِيَةً كَبِيرَةً فَيَنْبَغِى أَنْ تُعَوِّدَ لِسَانَكَ عَلَى قَوْلِ الصِّدْقِ وَأَنْ تَجْتَنِبَ الْكَذِبَ فَالْكَذِبُ عَادَةٌ شَنِيعَةٌ قَبِيحَةٌ فَكَمْ مِنْ أُنَاسٍ تَعَوَّدُوا الْكَذِبَ حَتَّى عَدَّهُمُ النَّاسُ كَذَّابِينَ فَصَارُوا غَيْرَ مَوْثُوقِينَ عِنْدَ النَّاسِ.

وَتَذَكَّرْ أَنَّ النَّبِىَّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ لَمْ يَكْذِبْ فِى حَيَاتِهِ قَطُّ حَتَّى سَمَّاهُ قَوْمُهُ الصَّادِقَ الأَمِينَ. وَكَذَلِكَ سَائِرُ الأَنْبِيَاءِ لا يَكْذِبُونَ قَطُّ.