الخميس مارس 28, 2024

خامسًا:الكتاب المسمى الصفات المنسوب كذبًا للدارقطني

وهو الحافظ أبو الحسن عليّ بن عمر الدّارقطني الذي انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بالعلل وأسماء الرجال مع الصدق وصحة الاعتقاد([1]). وهذا الكتاب تشهد حاله الحديثية على براءة الدارقطني البصير بعلل الحديث ورجاله منه. فلا تصحّ نسبته إلى الدارقطنيّ كما نبه عليه الكوثريّ([2])، لأن في سنده إليه أبا العز بن كادش أحمد بن عبيد الله (ت 526هـ) الذي قال الذهبيّ في ترجمته([3]): «أقرَّ بوضع حديث…» اهـ.

ويرويه ابن كادش عن محمد بن عليّ أبي طالب العشاريّ، الذي قال عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني([4]) والذهبيّ([5]): «شيخ صدوق معروف، لكن أدخلوا عليه أشياء فحدَّث بها بسلامة باطن، منها حديث موضوع في فضل ليلة عاشوراء، ومنها عقيدة للشافعيّ -وذكر بعض الأباطيل عنه ثم قال-  فقبَّح الله من وضعه، والعتب إنما هو على محدّثي بغداد كيف تركوا العشاريّ يروي هذه الأباطيل» اهـ. وقد تقدم الكلام في شىء من هذا.

وفي هذا الكتاب باب في «إثبات القدمين»، وفيه أن «الكرسيّ موضع القدمين»، وفيه الأطيط ونحو ذلك من التجسيم والتشبيه.

[1] ) العبر في خبر من غبر، الذهبيّ، 3/30

 

[2] ) تبديد الظلام المخيم، الكوثريّ، ص206.

 

[3] ) ميزان الاعتدال، الذهبيّ، 1/259.

 

[4] ) لسان الميزان، ابن حجر، 5/302.

 

[5] ) ميزان الاعتدال، الذهبيّ، 6/ 267.