قال القرضاوي في شريط مسجل ونص كلامه في خطبة الجمعة الثانية: قبل أن أودع مقامي هذا أحب أن أقول كلمة عن نتائج الانتخابات الإسرائيلية، العرب كانوا معلقين كل ءامالهم على نجاح رابين وقد سقط رابين وهذا مما نحمده في إسرائيل نتمنى أن تكون بلادنا مثل هذه البلاد من أجل مجموعة قليلة سقط واحد من الشعب وهو الذي يحكم ليس هناك التسعات الأربع أو التسعات الخمس التي نعرفها في بلادنا تسعة وتسعين وتسعة وتسعين من مائة ما هذا لو أن الله عرض نفسه على الناس ما أخذ هذه النسبة نحيي إسرائيل على ما فعلت([1]).
الرَّدُّ:
هل وصلت بك الوقاحة يا قرضاوي أن تسوّق للديمقراطية الصهيونية، هل وصلت بك الوقاحة أن تقول عن الله ما قلت، وهل الله بحاجة إلى تصويت وإلى استفتاء، كيف تقيس الخالق بالمخلوق هذا من أبشع الكفر وأشنعه ساويت رب العالمين بالبشر؛ بل جعلته أقل من بعضهم، فارجع عن هذا الكفر وتب التوبة الشرعية وتشهد قبل فوات الأوان ولا تغرنك الأموال ولا يغرنك الرعاع المصفقون لك، فإنهم لن يدافعوا عنك في القبر ولا في الآخرة فارجع قبل فوات الأوان.
وبالأمس تقول([2]): طلبت من أمير قطر غسل يديه بعد مصافحة بيريز سبع مرات إحداهن ممزوجة بالتراب واليوم تحيي الدولة الصهيونية وتحمدها على إسقاط رابين وكأن نتنياهو بزعمك صلاح الدين الأيوبي. ثم كيف تقول له: أن يغسل يديه سبعًا إحداهن ممزوجة بالتراب من أين جئت بهذا وعلى أي معنى تقوله هذا افتراء على دين الله؛ لأنك تأمره بما لا يلزمه إجماعًا ونحن لا نعجب من مواقفك اليهودية فلقد زعمت أن سيدنا عمر: «أمر بصرف معاش دائم ليهودي وعياله من بيت مال المسلمين»([3])، وزعمت أن النبي ﷺ كان يكرمهم ويزورهم([4])، وزعمت أن النبي وقف لجنازة يهودي احترامًا له([5]) وهذا تحريف واضح وتكذيب للشرع (راجع تفاصيل هذا الموضوع في مكان ءاخر من هذا الكتاب)، وزعمت أن الرسول استعان بناس من اليهود وأسهم لهم([6]) ومن أظهر مكامن اليهودية التي تظهر في كتبك تقديسك لبعض رموز الماسونية([7])، ومن المعروف أن الماسونية حركة يهودية أنشئت لتدمير كل الأديان سوى اليهودية.
والقارئ المنصف يلاحظ أن القرضاوي رجل مدسوس في صفوف الأمة؛ لأن أعداء الإسلام والعرب لم يستطيعوا دك حصون هذه الأمة بالمواجهات العسكرية في أعنف أربع حملات في التاريخ، أعني: العربية والحملة الاستعمارية «الانتداب» ولما لم يستطيعوا النصر لجأوا لأناس من جلدتنا وقوميتنا وصدّروهم باسم الدين زورًا وبهتانًا فراحوا يدكون مداميك الأمة من الداخل.
([1]) أصدر ابن عثيمين أحد رؤوس الوهابية فتوى في هذا الكلام وهي مسجلة قال: أعوذ بالله هذا يجب أن يتوب وإلا فيقتل مرتدًا؛ لأنّه جعل المخلوق أعلم من الخالق فعليه أن يتوب إلى الله فإن تاب فالله يغفر الذنوب عن عباده وإلا يجب على ولاة الأمور أن يضربوا عنقه، ورد ذلك في كتاب «إسكات الكلب العاوي في الرد على يوسف بن عبد الله القرضاوي»، فليراجع.
([3]) يراجع: كتابه المسمّى غير المسلمين (ص47).
([4]) يراجع: كتابه المسمّى غير المسلمين (ص46).
([5]) يراجع: كتابه المسمّى غير المسلمين (ص46).