الرَّدُّ:
أقول هذا الذي يكفر من يحكم بالقانون ها هو هنا يسن قوانين لا علاقة لها بالشرع مطلقًا لأنه ما أنزل الله بها من سلطان. ويحاول إسقاط قانون الحزب أو فقه الحزب على شرع الله وأنى له ذلك القرضاوي إنما يقول ذلك من أجل استصدار فتاوى من المجموعات الحزبية التي يجتمع بها في أوروبا وأمريكا وغيرهما ويريدون أن يلزموا الأمة بأفكار هؤلاء الحزبيين الضالين المضلين حتى مع هؤلاء الحزبيين من جماعة حزب الإخوان لا ولن يستطيعوا أن يؤسسوا الإجماع بينهم؛ لأنهم الآن يكفرون بعضهم البعض وأكبر دليل على ذلك ما حصل نتيجة حرب الخليج الثانية بين قيادة حزب الإخوان في قطر والأردن ومصر وبريطانيا، حتى داخل اللون الواحد من حزب الإخوان لن يستطيعوا بدليل أنهم لم يصلوا إلى نتيجة في مسألة أكل ذبائح أوروبا.
فيقولون في البيان الصادر عنهم فيما يسمّى «المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث» الذي يعقد اجتماعه الثاني في دبلن والذي يرأسه يوسف القرضاوي وأعوانه من حزب الإخوان (ص4): «وقد تطرق النقاش إلى موضوع تعريف أهل الكتاب وهل الأوروبيون الحاليون أهل كتاب أم لا؟ وكان الجواب أنهم أهل كتاب وكان تعليل هذا الموقف بأن أهم تحوّل حدث في المسيحية هو تحولها من التوحيد إلى التثليث وإن ذلك تم قبل الإسلام هو ما كفّر به القرءان المسيحيين ولكنه أباح مؤاكلتهم ومصاهرتهم. وبعد البحث المضني والتباين الكبير في وجهات النظر وزوايا المعالجة قرر المجلس إفراد الموضوع بالمزيد من البحث والتدقيق حتى يتم حسمه بالنظر إلى جوانبه المتعددة».اهـ.
فالقرضاوي هنا يناقض نفسه بدليل أن المجالس لم يحسم الموضوع؛ لأن قسمًا من الحاضرين لم يوافق على طرح القرضاوي الذي يجيز أكل البهائم التي قتلها أهل الكتاب بالصعق الكهربائي أو حتى بالخنق، فهو عارض إصدار الفتوى وجمَّد الموضوع؛ لأنّه لا يوافق وجهه نظره([2]) وأبطل الإجماع بالتصويت ذلك الإجماع الآخر الذي ينادي به القرضاوي.
[1])) انظر: الكتاب (ص156).
[2])) للمزيد راجع: بحثنا في هذا الكتاب في ردنا على القرضاوي في مسألة الذبائح.