الرَّدُّ:
لقد رد الكثير من الناس عبر الأنترنت واستاء الكثير؛ لأن القرضاوي كثيرًا ما يرفع عقيرته بأعلى صوته مناديًا بفقه جديد ويدعو إلى الاجتهاد والترفع عن التقليد كل ذلك من أجل «الفكر الحزبيّ» ليس إلا. وإلا فما معنى أنهم يثورون على حكام العرب والمسلمين ويكفرون كل موظف في الدولة بسبب أنه يحكم بالقانون حتى قال سيد قطب: حتى ولو حكم بجزئية فهو كافر – لماذا من عمل بالقانون في بلادنا مهدور الدم ولماذا القانون الأوروبي يجب احترامه وتقديسه عند القرضاوي وزمرته المتعفنة؟!
هذا الكلام ليس كلام القرضاوي فحسب إنما هو كلام رئيس هذا المجلس وبعض أعضائه لهم شهرة في حزب الإخوان([2]) الذين وافقوا عليها، كيف يجب احترام قوانين الأوروبيّين، من أين أتيتم بهذه المزاجية يا حزب الإخوان، فلكم الويل في تسمية مثل هذا الكلام بالفقه الإسلامي؛ بل هذا يسمّى «بفكر حزب الإخوان» ولا نخدع بتسمياتكم بفقه المرحلة والوسطية والاعتدال كل ذلك زيف وبهتان.
فبالأمس القريب «ونصوصكم موجودة في الكتاب» كنتم تعتبرون البرلمانات مصانع الكفر والإلحاد وكنتم تعتبرون أن الدخول إليها شرك لا يغفره الله وكل نائب حلال الدم. فها أنتم تطبعون العلاقات مع الأنظمة التي كفرتم وحاربتم، وصار لكم نواب في البرلمانات (لبنان – مصر – الجزائر – السودان – اليمن – الأردن) حتى صار لكم وزراء في الجزائر وصار لكم نظام في السودان، فأنتم تحللون وتحرمون بحسب شهواتكم وبحسب مقتضى هواكم وأفكار حزبكم، حتى إن الترابي صار رئيس مجلس النواب (أي: المؤسسة التي ترون أنها تشرع الكفر والفساد؛ بل ذهبتم في شهوتكم لدخول البرلمانات إلى أكثر من ذلك بكثير حيث إن لكم عضوًا في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست). فماذا تقولون؟…
ولو كان رمحًا واحدًا لاتقيته |
| ولكنه رمحٌ وثانٍ وثالثُ».اهـ. |
الرَّدُّ:
أوّلًا: إن القرضاوي يكفر المسلمين في كثير من القضايا التي منها: ما هو من الكبائر، ومنها: ما هو من الصغائر، ومنها: ما هو مكروه، ومنها: ما هو مباح، ومنها: ما هو مسنون، وسنفرد بحثًا خاصًّا لهذا الموضوع في هذا الكتاب.
ثانيًا: إن تكفير القرضاوي للحكام وللمسلمين بسبب الحكم بالقانون ليس بجديد على الإخوان المسلمين وهو قد اقتفى بذلك أثر الخوارج وأبي الأعلى المودودي وسيد قطب حتى إن عبارته في تكفير الحكام والمحكومين تكاد تكون نسخة طبق الأصل عن عبارات سيد قطب.
فليراجع الرد التفصيلي على هذه المسألة في تبيين حقيقة حزب الإخوان وسيد قطب من هذا الكتاب فهنالك بحث مفصل ومفيد([8])، أما الرد على قتال الحكام فقد رددنا على هذه المسألة على حزب التحرير في هذا الكتاب فارجع إليه([9]).
([1]) هذا النص من بيان وزعوه عن توصيات وفتاوى المؤتمر (ص2)، وفي هذا البيان أحلوا فيه أكل المطعومات التي فيها لحم خنزير وأحلوا بيع لحم الخنزير والخمر، وذكروا أن ذلك كان باجتهاد منهم.
([2]) في ءاخر البيان ورد: المشاركون: الشيخ فيصل مولوي (لبنان)، والشيخ عبد الله يوسف الجديع (بريطانيا)، والشيخ محمد سعيد البادنجي (بريطانيا)، والشيخ محمد فؤاد البرازي (الدانمارك)، والشيخ راشد الغنوشي (تونس)، والشيخ عصام أحمد البشير (السودان)، والشيخ عبد الرحيم الطويل (إسبانيا)، والشيخ محمد مجاهد (بلجيكا)، والشيخ علي بوكسال (شيخ الإسلام في أوروبا تركي الأصل)، والدكتور أحمد الراوي (لندن)، والشيخ حسن حلاوة (إيرلندا) وءاخرين من المشايخ والعلماء المسلمين من دول أوربية مختلفة، إضافة إلى القرضاوي الذي يترأس هذا المجلس.
([8]) راجع: بحث (القرضاوي يمتدح حزب الإخوان…)، وبحث (القرضاوي يزعم أن سيد قطب شهيد ومجتهد…).