الجمعة أكتوبر 18, 2024

وبعد أن سردنا لك وبيّنا فضائح ووقائح وقبائح سيد قطب ومن تبعه في بغضهم وكراهيتهم وعدائهم للأمة العربية والإسلامية، وتكفيرهم لأهل كل المجتمعات، إليك الآن علاقتهم ومودتهم وارتباطهم ومحبتهم للإنكليز والماسونية واليهود، ونبدأ بما شهدوا به على أنفسهم وبالتحديد ما قاله الشيخ محمد الغزالي الذي كان مرافقًا ومصاحبًا وصديقًا للشيخ حسن البنا رحمه الله وكيف أنهم بعد حسن البنا انحرفوا وبدلوا وغيروا حتى كفرهم الشيخ حسن البنا، وأن الماسونية هي التي أفسدت جماعة سيد قطب من سيد قطب وحسن الهضيبي ومن تبعهما ففي الكتاب المسمى “من معالم الحق” [ص/263-264] للغزالي دار الكتب الحديثة الطبعة الثانية 1963 ما نصه: “فلم يشعر أحد بفراغ الميدان من الرجولات المقتدرة في الصف الأول من جماعة الإخوان المسلمين إلا يوم قتل حسن البنا في الأربعين من عمره لقد بدا الأقزام على حقيقتهم بعد أن ولى الرجل الذي طالما سد عجزهم.

وكان في الصفوف التالية من يصلحون بلا ريب لقيادة الجماعة اليتيمة، ولكن المتحاقدين الضعاف من أعضاء مكتب الإرشاد حلّوا الأزمة، أو حُلت بأسمائهم الأزمة بأن استقدمت الجماعة رجلًا غريبًا عنها ليتولى قيادتها، وأكاد أوقن بأن من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامي الوليد فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة في كيان جماعة هذه حالها وصنعت ما صنعت. ولقد سمعنا كلامًا كثيرًا عن انتساب عدد من الماسون بينهم الاستاذ حسن الهضيبي نفسه لجماعة الإخوان ولكني لا أعرف بالضبط، استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة على النحو الذي فعلته، وربما كشف المستقبل أسرار هذه المأساة” اهـ.

ويقول محمد الغزالي [ص/264] فاضحًا جماعة سيد قطب ومادحًا حسن البنا: “فألف حسن البنا ما يسمى بالنظام الخاص، وهو نظام يضم شبابًا مدربين على القتال، كان المفروض من إعدادهم مقاتلة المحتلين الغزاة من إنكليز ويهود. وقد كان هؤلاء الشبان الأخفياء شرًا وبيلًا على الجماعة فيما بعد، فقد قتل بعضهم بعضًا، وتحولوا إلى أداة تخريب وإرهاب في يد من لا فقه لهم في الإسلام ولا تعويل على إدراكهم للصالح العام، وقد قال حسن البنا فيهم قبل أن يموت: إنهم ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين” اهـ.

ويقول المستشار سعيد العشماوي في مجلة مصر [ص/42]: “هناك علاقة بين جماعة الإخوان وبين شركة القناة وأن هذه الشركة موَّلت الإخوان بمبلغ 30 ألف جنيه والشركة معروفة أنها كانت تعمل لحساب المخابرات الإنكليزية والفرنسية، وذكر أن هناك أكثر من وثيقة تدل على صلة المخابرات الاميركية بتيار الإخوان، وعجبًا كيف يدّعون محبتهم الإسلام والمسلمين وأنهم يرفضون الكفر والتعامل مع الكفار ثم يتعاملون بل يمانعون من قتال أعداء الأمة، فقد كان الدكتور إسحاق موسى الحسيني يقول في كتابه “الإخوان المسلمون” [ص/72] ما نصه: وحين أعلن أحمد ماهر الحرب على ألمانيا وإيطاليا عارضه الإخوان وكتبوا إلي بالعدول عن ذلك واغتيل أحمد ماهر”.

وفي كتاب سامي شرف رجل المعلومات الذي صمت طويلًا يتحدث لعبد الله إمام، عبد الناصر كيف حكم مصر؟ دار الجيل/ بيروت الطبعة الأولى 97 يقول في [ص/134] ما نصه: “نرجع إلى السؤال الذي طرحته وأنا لدي تصور أن الإخوان المسلمين في تلك الفترة لم يكونوا على علاقة بالقصر الملكي فقط ولكنهم أساسًا كانوا على علاقة بالإنجليز، وأعتقد أنه ليس مصادفة أن تكون بداية قيام الإخوان المسلمين في منطقة الإسماعيلية حيث مقر الاحتلال ومقر شركة قناة السويس، وأن أول دعم تلقته جمعية الإخوان المسلمين كان من شركة قناة السويس الاستعمارية، وكان هذا الدعم سببًا في أول انشقاق في صفوف الإخوان، ثم فيما بعد سنرى أن هذه العلاقة تتأكد من خلال اتصالهم بالمستشار الشرقي للسفارة البريطانية مستر ايفانز، في هذه الفترة كانت هناك مفاوضات مع الإنجليز وقد عمل الإخوان على إفشال المفاوضات مما يؤكد هذه العلاقة بينهم وبين الإنجليز”. اهـ.

الأرقام تقول انك ترافعت في أكثر من 20 قضية من هذا النوع كأنك تخصصت في الدفاع عنهم، لماذا؟ أظن عدد 20 قضية غير دقيق لأنه من المؤكد أن عدد القضايا التي اشتركت فيها أكثر من هذا بكثير، ولكن ربما أشهرها وأكبرها وأضخمها هي العشرون، لماذا؟ لأنني منهم وهم مني، وأستطيع أن أتفهم الدوافع التي يبرر بها بعض الشباب من الجماعات الإسلامية أعمالًا قد تسمى بأعمال العنف قد تصدر من أمثالهم، أستطيع أن أتفهم أنها ردود فعل لعنف أصلي يقع عليهم من السطلة أو من أجهزة الامن ثم دعني أضيف موضحًا أن التخصيص وارد في مهنة المحاماة، ويعرف الناس أن محامين معينين يقومون بالدفاع في قضايا المخدرات ولا لوم عليهم وهناك المتخصصون في قضايا الأحداث أو أمام المحاكم العسكرية، وهكذا، لماذا إذن تيار اللغط حولنا نحن فقط؟ هناك بالطبع مساحة للتعاطف مع هؤلاء المتهمين وكما ذكرت لك فأنا عن نفسي أدافع عنهم لأنني منهم وهم مني.

ماذا تقصد بقولك إنك منهم؟

أنا من أنصار الفكرة الإسلامية ومن أبناء الحركة الإسلامية.

أنت لا تعتبر نفسك إذن مجرد محام يؤدي دوره الذي يوجبه القانون وإنما تعتبر نفسك صاحب قضية؟

أستطيع أن أقر بذلك.

– وفي مجلة الوطن العربي/ العدد 921 الجمعة 28/10/1994 بالخط العريض: لهذه الاسباب تفتح بريطانيا أبوابها أمام الأصوليين.