قال الشهاب الألوسي([1]) في تفسيره: «قال أبو حيان وغيره: إن هذه المقالة من أوضاع اليهود وزنادقة السوفسطائية([2])، ولا ينبغي لعاقل أن يعتقد صحة ما فيها، وكيف يجوز تمثُّل الشيطان بصورة نبيّ حتى يلتبس أمره عند الناس ويعتقدوا أن ذلك المتصوّر هو النبيّ، ولو أمكن وجود هذا لم يوثق بإرسال نبيّ، نسأل الله تعالى سلامة ديننا وعقولنا، ومِن أقبح ما فيها زعم تسلُّط الشيطان على نساء نبيّه حتى وطئهنَّ وهنَّ حُيَّض، الله أكبر، هذا بهتان عظيم وخطب جسيم، ونسبة الخبر إلى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لا تسلم صحتها»([3]).اهـ. ومما يدلّ على كذب هذه الرواية ما قاله ابن عباس رضي الله عنه: ما بغَت (أي: ما زنت) امرأة نبيّ قطّ»([4]).اهـ.
[1])) محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي شهاب الدين أبو الثناء، مفسّر محدّث أديب، من أهل بغداد مولده ووفاته فيها، من كتبه: (روح المعاني) في التفسير، و(غرائب الاغتراب)، و(كشف الطرة عن الغرة)، توفي سنة 1270هـ. الأعلام، الزركلي، (7/176).
[2])) إلى هنا ينتهي كلام أبي حيان.
[3])) روح المعاني، الشهاب الألوسي، (12/191).
[4])) البحر المحيط، أبو حيان، (7/361).