الجمعة أكتوبر 18, 2024

الشكر على نعم الله:

عن أبي هريرة – رضي الله عنه: انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن ثلاثة من بني إسرائيل: أبرص، وأقرع، وأعمى، أراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكاً، فأتى الأبرص، فقال: أي شيء أحب إليك قال: لون حسن، وجلد حسن، ويذهب عني الذي قد قذني الناس، فمسحه فذهب عنه قذره وأعطي لونا حسنا. فقال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل أو قال: البقر – شك الراوي – فأعطي ناقة عشراء، فقال: بارك الله لك فيها فأتى الأقرع، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس، فمسحه فذهب عنه وأعطي شعراً حسنا. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر، فأعطي بقرة حاملاً، وقال: بارك الله لك فيها فأتى الأعمى، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: أن يرد الله إلي بصري فأبصر الناس، فمسحه فرد الله إليه بصره. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأعطي شاة والداً، فأنتج هذان وولد هذا، فكان لهذا واد من الإبل ولهذا واد من البقر، ولهذا واد من الغنم ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال: رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد السن، والمال، بعيرا أتبلغ به في سفري، فقال: الحقوق كثيرة فقل: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله؟ فقال: إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر، فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت، وأتى الأقرع في صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا ورد عليه مثل ما رد هذا، فقال: إن كنت كاذبا صيرك الله إلى ما كنت وأتى الاعمى في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري؟ فقال: قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري، فخذ ما شئت ودع ما شئت، فوالله ما أجهدك اليوم بشيء أخذته لله – عز وجل- فقال أمسك مالك فإنما ابتليتم. فقد رضي الله عنه وسخط على صاحبيك.

وأنشد أبو الحسن الكندي القاضي:

إذا كنت في نعمة فارعها          فإن المعاصي تزيل النعم