الجمعة أكتوبر 18, 2024
  • السعي في حوائج الناس وخدمتهم:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

قال ابن عطاء الله السكندري: من فضل الله عليك حاجة الناس إليك. فإن عامل الناس على حسب ما يرضي الله يكون كسب خيراً كبيراً.

روى أحمد من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم والجلوس على الطريق، قلنا: يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها قال: فأما إذا أبيتم فأعطوا الطريق حقه قلنا: وما حقه يا رسول الله، قال: غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو حديث صحيح، قال الحافظ ابن حجر: وقد اجتمع في آداب من جلس على الطريق اثنا عشر أدباً وقد نظمت ذلك في أبيات:

جمعت من رام الجلوس على              

الطريق في قول خير الخلق

أد السلام وأحسن في الكلام تقا          وشمت العاطس الحماد إيمانا

في الحمل عاون ومظلوما أعن وأغث      لهفاناً رد سلاماً وأهد جيرانا

بالعرف مر وأنه عن نكر وكف أذى      وغض طرفا وأكثر ذكر مولانا

زبيدة رحمها الله عملت عملا عظيماً هي لوجه الله أجرت الماء إلى عرفة (من أرض بعيدة يقال له ماء زبيدة) لوجه الله هي زوجة هارون الرشيد رحمهما الله هي رأت مناماً أن كل الناس يجامعونها فقصت لمعبر (لعالم ممن يعبر المنام) فقال لها تعملين عملاً ينتفع به الناس فعملت ذلك العمل أجرت الماء تحت الأرض من أرض بعيدة إلى الآن موجود هذا الماء لولا هذا الماء لهلك كثير من الحجاج هي عملت ذلك لوجه الله. في الماضي نساء الملوك كن يعملن المبرات لخدمة الناس اليوم التنافس في بناء القصور وما أشبه ذلك. فكثير من الرؤى لا تفسر على ظاهرها.

روي أنه كان بمصر تاجر تمر، يقال له: عطية بن خلف، وكان من أهل الثروة ثم افتقر، ولم يبق له سوى ثوب ليستر عورته، فلما كان يوم عاشوراء، صلى الصبح في جامع عمرو بن العاص ووقف يدعو مع جملة الناس وهو بمعزل عن النساء، فجائته امرأة ومعها أطفال فقالت: يا سيدي، هلا فرجت عني وآثرتني بشيء أستعين به على قوت أطفالي؟ مات أبوهم وما ترك لهم شيئاً وأنا شريفة منسوبة للنبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، ولا أعرف أحدا أقصده! فقال الرجل في نفسه: أنا لا أملك شيئاً وليس لي غير هذا الثوب، ثم قال لها: اذهبي معي حتى أعطيك شيئاً، فذهب معه إلى منزله، فأوقفها على الباب ودخل خلع ثوبه واتزر بثوب بال كان عنده، ثم ناولها الثوب من شق الباب، فقالت له: رزقك الله من حلل الجنة، ولا أحوجك في باقي عمرك إلى أحد، ففرح بدعائها وأغلق الباب ودخل بيته يذكر الله تعالى إلى الليل، ثم نام فرأى في الرؤيا حوراء لم ير الراءون أحسن منها وبيدها تفاحة قد عطرت ما بين السماء والأرض، فناولته التفاحة فكسرها، فخرج منها حلة من حلل الجنة لا تساويها الدنيا وما فيها، فألبسته الحلة وجلست معه، فقال لها: من أنت؟ فقالت: زوجتك في الجنة، فقال: فبم نلت ذلك؟ قالت: بدعوة تلك المسكينة الأرملة والأيتام الذين أحسنت إليهم بالأمس.