الرواتب والصلوات المسنونة
- قال الشيخ: الذي ورد في الحديث: “رحم الله امرًا صلى قبل العصر أربعًا“([1]). هذه الأربع تصلى أربعًا موصولةً أو ركعتين ركعتين مفصولتين.
- قال الشيخ: ظاهر الحديث أن عشرًا من الركعات [النوافل] بالقيام([2]) تستوي مع عشرين [ركعةً أداها] قاعدًا، لكن العشر بالقيام أفضل.
- قال الشيخ: إذا صلت المرأة التراويح في بيتها منفردةً خير لها من أن تذهب للمسجد لتصليها جماعةً.
- قال الشيخ: بعض الشافعية مشهور عندهم أن التراويح تصح بعشرين ركعةً، لكن في أصل المذهب عبارة الشافعي: الثمان ركعات مع طول القراءة أفضل من العشرين مع خفتها. قال الشافعي: ما قل عدده وطال أحب إلي مما كثر بغير طول قيام، حكاه البيهقي وحكاه عنه السيوطي في الفتاوى.
- قال الشيخ: ليلة الثلاثين إذا شك هل غدًا عيد يصلي التراويح، أما إذا تيقن أن غدًا عيد لا ينوي قيام رمضان إنما يتطوع كسائر الأيام. إذا صلى ركعتين أو أربع ركعات لا يسمى تراويح، التراويح اسمه لأن أهل مكة كانوا يصلون أربعًا ثم يطوفون ثم يصلون أربعًا ثم يطوفون لأجل هذا سمي التراويح لأنهم كانوا يستريحون بعد كل أربع ركعات [بالطواف] إلى أن يكملوا عشرين.
- قال الشيخ: التراويح إن أريد بها مطلق قيام رمضان فلا عدد لها، تصح بثمان ركعات وثلاث ركعات مع الوتر، وتصح بأقل من ذلك وتصح بأكثر من ذلك، ولو إلى تسع وأربعين وأكثر من ذلك. فقد نقل عن الشافعي أنه قال: لا عدد لركعات قيام رمضان، وما كان أقل عددًا وأطول قيامًا أحب إلي [ولم يقل بشرط أن لا تقل عن عشرين]، ثم إن أريد بها ما جرت به العادة في الحرمين من أن أهل مكة كانوا يصلون أربع ركعات ثم يستريحون بالطواف وكان هذا عددًا معروفًا عندهم عشرين ركعةً، كانوا يستريحون للطواف بالكعبة بين كل أربع ركعات، سمي ذلك التراويح. وجرت عادة أهل المدينة فيما قبل عصور يصلون ستًا وثلاثين ركعةً لأنهم كانوا يعوضون بدل الاستراحة بالطواف [الذي يفعله أهل مكة] أربع ركعات مكان كل ترويحة، وأما وقتها فيمتد من العشاء إلى الفجر، ولم يشترط فيها قراءة خاصة ويسن فيها الجهر.
- قال الشيخ: المنفرد بالتراويح والوتر في رمضان يجهر.
- قال الشيخ: أهل المدينة في القرن الثاني كانوا يصلون قيام رمضان ستًا وثلاثين ركعةً، وعمر جمع الناس على ثماني ركعات وجمعهم على عشرين، والرسول ﷺ صلى في ءاخر عمره قيام رمضان ست ركعات وأوتر بركعة. الشافعي يقول: قيام رمضان ليس له عدد مخصوص([3]). أما النووي فخالفه وهذا غريب، قال: لا يصح التراويح إلا بعشرين ركعةً ولا يصح إلا ركعتين ركعتين. قيام رمضان يقال له قيام الليل([4]). إذا صلى ثماني ركعات وكان يقول: أصلي التراويح وهو يريد قيام رمضان صح ذلك. الألباني الشاذ قال: لا يجوز قيام رمضان بأقل من إحدى عشرة ركعةً ولا بأكثر من ذلك [وهذا كلام فاسد ظاهر البطلان].
- قال الشيخ: من صلى التراويح عشرين ركعةً له أن ينوي التراويح وله أن ينوي قيام رمضان، أما إذا نوى التراويح وصلى دون العشرين لا يصح على قول النووي وغيره. النووي قال: لا تصح التراويح إلا بعشرين. كلمة التراويح مأخوذة من الراحة لأن أهل مكة كانوا يطوفون بعد كل أربع ركعات بالكعبة لأنهم كانوا يطيلون في القراءة، أما في المدينة فكانوا يصلون ستًا وثلاثين ركعةً عوض ما فاتهم من الطواف. ومن نوى التراويح وصلى أقل من عشرين ركعةً فهذا غلط، يقال له: لا تقل تراويح قل قيام رمضان. كل قيام رمضان، لكن بما أنهم يفهمون منه قيام رمضان يصح عند بعضهم، عند غير النووي وجماعة([5]).
- قال الشيخ: الرواتب أفضل من صلاة الليل.
- قال الشيخ: في صلاة الليل يجهر ببعض الآيات ويسر ببعض، وإن شاء جهر في بعض الصلوات وأسر في بعض.
- قال الشيخ: الحديث الذي صححه ابن حبان ووافقه عليه الحافظ ابن حجر: “الصلاة خير موضوع([6]) فمن شاء استكثر ومن شاء استقل” وحديث البخاري ومسلم: “صلاة الليل مثنى مثنى” فيه ترك التحديد بعدد فيشمل سبع ركعات وتسعًا وإحدى عشرة إلى عشرين إلى مائة إلى أكثر من ذلك، وليس الرسول فعل كل ما رغب فيه. فظن الألباني أن أي عمل من أعمال الدين لم يفعله الرسول بعينه باطل جهل منه. الله تبارك وتعالى قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، فيشمل العشرة والمائة والألف والألفين وما فوق ذلك، مع أنه لم ينقل عن الرسول في الأحاديث الواردة أنه كان يستغفر مائتي استغفار أو ألفًا، إنما الوارد أنه قال: “أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه” مائة مرة وقال: “رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم” مائة مرة. فهل يفهم من هذا وأمثاله أنه لا يجوز الزيادة على هذا القدر؟! فما أجهل الألباني وما أجرأه على الكذب على الله والرسول. أليس ثبت عن أبي هريرة أنه كان يسبح كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة ويقول: “أسبح الله بقدر ذنوبي؟!” فعلى قول الألباني أبو هريرة عصى الله!! وأهل المدينة الذين كانوا يقومون في رمضان بست وثلاثين ركعةً ضالون على قول الألباني، خاب سعيهم وضل عملهم. وحديث أبي هريرة رواه ابن سعد([7]). وللألباني مقالة أخرى في فتاويه مثلها، وهذا نصها: “الكفر المخرج عن الملة يتعلق بالقلب لا يتعلق باللسان”، فبهذا خالف النص القرءاني وإجماع علماء الإسلام، قال تعالى: وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ.
- قال الشيخ: إن صلى صلاة الحاجة بعد النوم بالليل تعد تهجدًا.
- قال الشيخ: قيام الليل إن كان بعد نوم أو بلا نوم فهو قيام الليل. التهجد الذي هو له ذلك الفضل الكبير يكون بعد النوم.
- قال الشيخ: إذا صلى في الليل بعد النوم ونوى التهجد أو قيام الليل يصح، وإذا صلى قبل النوم يقول أصلي قيام الليل.
- قال الشيخ: من صلى بالليل وقرأ كأنه صلى التهجد.
- قال الشيخ: لا يكره النفل المطلق بعد ركعة الوتر.
- قال الشيخ: الذي يقوم بالليل يريد أن يصلي يقول: “ركعتين من قيام الليل” وكان هو صلى الوتر قبل أن ينام.
- قال الشيخ: من أراد صلاة ركعتين من الوتر يقول في قلبه: “أصلي مقدمة الوتر”.
- قال الشيخ: “لا وتران في ليلة” حديث. لا يصلي بعد الوتر وترًا، أما التنفل بعد الوتر فجائز.
- قال الشيخ: تأخير الوتر إلى ءاخر الليل أحسن، “الوتر ركعة من ءاخر الليل“([8])، هكذا الذي فعله الرسول أكثر أنه أخر الوتر إلى ءاخر الليل.
- قال الشيخ: عند الشافعية أفضل نافلة الصلاة رواتب الفرائض، وقال بعضهم: الوتر أفضل.
- قال الشيخ: لا يجوز في الوتر أن يصلي بعد الركعة اثنتين مثلًا بل يختم بالركعة.
- قال الشيخ: الذي يداوم على ترك السنن الرواتب وقع في كراهة.
- قال الشيخ: قال الحنفية: ليس للمغرب سنة قبلية، لكن ثبت الحديث: “صلوا قبل المغرب ركعتين“([9]).
- قال الشيخ: الذي يريد أن يصلي السنة قبل وبعد الجمعة في النية يقول: أصلي قبلية الجمعة، أصلي بعدية الجمعة.
- قال الشيخ: العشاء لها سنة قبلية.
- قال الشيخ: البيت الذي لا تصلى فيه نوافل كأنه قبر. قال رسول الله ﷺ: “لا تجعلوا بيوتكم قبورًا وصلوا في بيوتكم“.
- شخص سأل: لماذا يكره تخصيص ليلة الجمعة بالقيام؟
قال الشيخ: للحديث. هذا أمر تعبدي([10]).
- من قال: “أصلي ركعتين من التراويح”، ولم يصل عشرين ركعةً؟
قال الشيخ: يصح إذا كان يفهم من التراويح قيام رمضان.
- سئل الشيخ: من صلى ثماني ركعات في رمضان بعد العشاء ونوى التراويح؟
قال الشيخ: إن كان قصده قيام رمضان يصح.
- هل تجوز صلاة التراويح أو التهجد بعد ركعة الوتر؟
قال الشيخ: التهجد يحصل بالنفل الذي يصلى في الليل بعد النوم، وهذا هو الأصل، ويحصل لمن ترك النوم في الليل كله بعد ركعة الوتر أو قبلها، وبالتراويح يحصل قيام رمضان. إن أخرت إلى ما بعد القيام من النوم وإن لم تؤخر بأن صلى عقب العشاء في أول الوقت.
- لو قال قائل: لماذا أصلي التراويح وسنة العشاء طالما الوتر أفضل؟
قال الشيخ: الرسول رغب في قيام رمضان، واتباع الرسول خير في التفاصيل التي علم أمته.
- سئل الشيخ: أليس عمر جمع الناس على صلاة التراويح؟
قال الشيخ: بعدما قطع الرسول الاجتماع لها، عمر جمعهم أول مرة على إحدى عشرة ركعةً ثم على ثلاث وعشرين ركعةً، وما أنكر عليه الصحابة. أهل مكة كانوا يصلون أربع ركعات ثم يطوفون بالكعبة ثم يصلون أربعًا ثم يطوفون بالكعبة ثم يصلون أربعًا ثم يطوفون بالكعبة تراويح لذلك سميت التراويح، وأهل المدينة صاروا بدل الطواف الذي فاتهم مما اكتسبه أهل مكة صاروا يصلون ستًا وثلاثين ركعةً، هذا أيام التابعين [ستًا وثلاثين ركعةً لأهل المدينة]، ومنهم من كان يصلي تسعًا وأربعين ركعةً قيام رمضان لأن الرسول ما حدد، ما قال لا تصلوا إلا هذا العدد، ترك الباب مفتوحًا [للقليل والكثير].
قيل للشيخ: التراويح أقلها كم ركعةً؟
قال الشيخ: الرسول قال: “صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الفجر فليوتر بركعة” ما حدد للواحد أن يصلي مائة ركعة في ليالي رمضان وألفًا ومائتي ركعة وعشر ركعات وثمان ركعات وست ركعات، كل هذا باب مفتوح.
قيل له: لو صلى ست ركعات ماذا ينوي، قيام رمضان أو التراويح؟
قال الشيخ: التراويح ما يصلى أربعًا ثم أربعًا ثم أربعًا إلى عشرين ركعةً. لما سميت صلاة التراويح كانوا يستريحون بعد كل أربع ركعات بالطواف([11]).
- قال الشيخ: من صلى العشاء تقديمًا يجوز له أن يصلي الوتر في وقت المغرب([12]).
- كيف تكون النية بالنسبة لمن يصلي ركعتين ركعتين؟
قال الشيخ: يقول أصلي ركعتين مقدمة الوتر إن كان يريد أن يفصل الركعة الأخيرة عما قبلها، وإلا نوى الوتر المجموع.
- من صلى ركعة الوتر هل له أن يصلي ركعةً ليصير شفعًا ثم يتابع حتى يصلي ركعة وتر مرةً ثانيةً؟
قال الشيخ: الرسول قال: “لا وتران في ليلة“.
- سألت الشيخ: أيهما أفضل صلاة النافلة أم قراءة القرءان؟
قال الشيخ: الرواتب لا تترك لأجل القرءان [بنية السنة]، أما النفل المطلق قد يكون قراءة القرءان أفضل في حال، وفي حال النفل المطلق يكون أحسن، يختلف باختلاف حال الشخص.
- سألت الشيخ: ماذا ينوي من يصلي ركعتي السنة بعد الجمعة؟
قال الشيخ: ينوي بعدية الجمعة إن كان يظن صحتها.
- قال الشيخ: قبل الصلوات الخمس كان فرضًا قيام الليل على الجميع ثم نسخت.
- قال الشيخ: بعض العلماء قالوا بوجوب صلاة العيد([13]).
- قال الشيخ: عند الكسوف يصلي الشخص ركعتين.
قيل: إن كانت المرأة حائضًا؟
قال الشيخ: تستغفر وتذكر.
قال الشيخ: التهجد أفضله في النصف الأخير من الليل، من شاء يتهجد النصف الأخير كله ومن شاء أول الليل ينام ثم يستيقظ يصلي ثم ينام ثم يستيقظ يصلي ويصلي الصبح أول الوقت، هذا أحسن. يقرأ ليستيقظ ءاخر أربع ءايات من سورة الكهف([14]).
([1]) رواه أبو داود والترمذي وأحمد وصححه ابن حبان.
([2]) أي قيامًا.
([3]) أي كقولنا في غير رمضان: عدد ركعات قيام الليل ليس له عدد مخصوص.
([4]) لكن لما كان في رمضان سمي قيام رمضان.
([5]) والشيخ عبد الله الهرري رحمه الله كان يقول بأن قيام رمضان يطلق على ما كان عشرين ركعةً وما كان أقل من عشرين إنما هو صلاة ليل في رمضان، وأما تسمية التراويح فمخصوصة بعشرين ركعةً من قيام رمضان.
([6]) قال المناوي في «فيض القدير»: “بإضافة «خير» إلى «موضوع»” اهـ.
([7]) بسند صحيح عن عكرمة، وهو مذكور في الإصابة.
([8]) رواه مسلم.
([9]) قال العلامة أحمد بن علي المقريزي في «مختصر قيام الليل»: هذا إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد صح في ابن حبان حديث: أن النبي ﷺ صلى ركعتين قبل المغرب اهـ.
وقد روى محمد بن نصر عن جماعة من الصحابة والتابعين أنهم كانوا يصلون الركعتين. فهذه الأحاديث الصحيحة الصريحة وءاثار الصحابة والتابعين تدل على استحباب الركعتين بعد أذان المغرب وقبل صلاته.
وأما الحنفية فقد استدلوا برواية: “بين كل أذانين صلاة لمن شاء” مع زيادة “إلا المغرب” لكن فيه حيان بن عبيد الله الذي ذكره ابن عدي في الضعفاء فلذا رده الشافعية ومناصرو قولهم. واحتج الحنفية أيضًا بأن التنفل بعد غروب الشمس وقبل صلاة المغرب يؤدي إلى تأخير صلاة المغرب وهو مكروه، وما يؤدي إلى المكروه فهو مكروه. وقد رد هذا الزعم النووي في شرحه على صحيح مسلم قائلًا: فهذا خيال منابذ للسنة فلا يلتفت إليه ومع هذا فهو زمن يسير لا تتأخر به الصلاة عن أول وقتها اهـ. وتمسك الحنفية في نصرة دعواهم بأن الأحاديث التي وردت باستحباب ركعتين قبل المغرب منسوخة بالندب للتبكير لصلاة المغرب.
وقد رد النووي هذا بقوله: وأما من زعم النسخ فهو مجازف لأن النسخ لا يصار إليه إلا إذا عجزنا عن التأويل والجمع بين الأحاديث وعلمنا التاريخ وليس هنا شىء من ذلك والله أعلم اهـ.
فترجح بذلك قول الشافعية مؤيدًا بحديث: “صلوا قبل المغرب ركعتين” وبغيره من الأدلة، والله تعالى أعلم.
([10]) روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: “لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم”.
([11]) قال ابن الأثير في «النهاية في غريب الحديث والأثر»: “والتراويح جمع ترويحة وهي المرة الواحدة من الراحة تفعيلة منها مثل تسليمة من السلام” اهـ.
([12]) لأن وقت المغرب هو وقت العذر للعشاء، فتكون صلاة الوتر على هذا مؤداةً في وقت العذر للعشاء بعد العشاء المجموعة.
وقد قال النووي في «المجموع»: للعشاء أربعة أوقات: فضيلة واختيار وجواز وعذر. فالفضيلة: أول الوقت، والاختيار: بعده إلى ثلث الليل في الأصح وفي قول نصفه، والجواز: إلى طلوع الفجر الثاني، والعذر وقت المغرب لمن جمع بسفر أو مطر اهـ
([13]) الوجوب عندهم غير الفرضية.
وقد أجمعت الأمة على مشروعية صلاة العيد، لكن ذهب العلماء في حكم صلاة العيد مختلفين على أربعة أقوال:
الأول: القول بأنها واجبة على الأعيان أي على من وجبت عليه الجمعة وليست فرضًا: وهو ظاهر مذهب أبي حنيفة وأصحابه. ووجه الوجوب عندهم مواظبته عليه الصلاة والسلام عليها من غير ترك. قال المرغيناني الحنفي (ت 593هـ) في كتابه البداية: وتجب صلاة العيد على كل من تجب عليه الجمعة اهـ.
الثاني: القول بأنها فرض عين: وهو المنقول في رواية عن أحمد، كما ذكره الزركشي في شرحه على مختصر الخرقي والمرداوي في الإنصاف وغيرهما.
الثالث: القول بأنها فرض كفاية: وهو رواية عن مالك وبه قال أحمد وهو ظاهر مذهبه وابن أبي ليلى الحنفي وأبو سعيد الإصطخري الشافعي صاحب ابن سريج الشافعي والأوزاعي والليث وغيرهم. ودليلهم: ﱡﭐ ﱺ ﱻ ﱼ ﱠ قالوا: يدل على الوجوب لكن حديث الأعرابي في الصحيحين: هل علي غيرها؟ قال: “لا إلا أن تطوع” يدل على أنها لا تجب على كل أحد، فتعين أن تكون فرضًا على الكفاية عندهم.
الرابع: أنها سنة عين مؤكدة أو سنة مؤكدة: وهو قول الشافعي وجمهور أصحابه ومالك وجماهير العلماء وروي ذلك أيضًا عن أحمد وأبي حنيفة. والله تعالى أعلم.
([14])إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً {107} خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا {108} قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا {109} قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا {110}.
وفي «مسند الدارمي» قال: “حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن عبدة عن زر بن حبيش قال: “من قرأ ءاخر سورة الكهف لساعة يريد يقوم من الليل قامها. قال عبدة: فجربناه فوجدناه كذلك”
قال أبو عبيد القاسم بن سلام «فضائل القرءان»: “وقال محمد بن كثير: وقد جربناه أيضًا في السرايا غير مرة فأقوم من الساعة التي أريد، قال: وأبتدئ من قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً {107} إلى ءاخرها” أي إلى ءاخر السورة.