الأحد ديسمبر 22, 2024

الرسول سمّى الـمطر مُغيثا

  لا فرق بين التوسل والاستغاثة، فالتوسل يسمى استغاثة كما جاء في حديث البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: »إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم ثم موسى ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم« الحديث في رواية عبد الله بن عمر لحديث الشفاعة يوم القيامة، وفي رواية أنس روي بلفظ الاستشفاع وكلتا الروايتين في الصحيح فدل ذلك على أن الاستشفاع والاستغاثة بمعنى واحد فسمى الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الطلب من ءادم أن يشفع لهم إلى ربهم استغاثة.  هذا الحديث فيه دليل على أن التوسل يأتي بمعنى الاستغاثة وفي بعض الروايات لهذا الحديث: »يا ءادم أنت أبو البشر اشفع لنا إلى ربنا« وفي هذا رد على الوهابية الذين جعلوا التوسل بغير الله شركا والعياذ بالله منهم. الاستشفاع والتوسل والاستغاثة والتوجه والتجوه بمعنى واحد، وقد قال الحافظ تقي الدين السبكي في شفاء السقام: الاستشفاع والتوسل والتوجه والتجوه والاستغاثة والاستعانة بمعنى واحد. والتقي السبكي محدث حافظ فقيه لغوي كما وصفه بذلك السيوطي في الذيل.

   ثم الرسول سمى المطر مغيثا، فقد روى أبو داود وغيره بالإسناد الصحيح أن الرسول قال: »اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريعا نافعا غير ضار عاجلا غير ءاجل«، فالرسول سمى المطر مغيثا لأنه ينقذ من الشدة بإذن الله، كذلك النبي والولي ينقذان من الشدة بإذن الله تعالى على رغم أنف كل وهابي أشر.