الإثنين ديسمبر 23, 2024

ومما يجب الحذر منه ، ما دُسَّ في «الرسالة القشيرية»[(340)]، على أبي القاسم القشيري، ما هو بريء منه ولا يقول به، فيقولون والعياذ بالله تعالى[(341)]: «وسمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت محمدًا الفراء يقول: سمعت الشبلي يقول: أليس الله تعالى يقول: أنا جليس من ذكرني؟ ما الذي استفدتم من مجالسة الحق سبحانه؟ وسمعته يقول: سمعت عبد الله بن موسى السلامي يقول: سمعت الشبلي ينشد في مجلسه: [الطويل]

ذكرتك، لا أني نسيتك لمحةً

 

وأيسر ما في الذكر ذكرٌ لساني

وكدت بلا وجد أموت من الهوى

 

وهام على القلب بالخفقانِ

فلما رآني الوجد أنك حاضري

 

شهدتك موجودًا بكل مكان

ويقولون في افترائهم: [(342)] «وفي بعض الكتب: أن موسى عليه السلام قال: يا رب أين تسكن؟ فأوحى الله تعالى إليه: في قلب عبدي المؤمن» ثم يقولون: «ما من يوم إلا والجليل سبحانه ينادي».

ويقولون أيضًا: [(343)] «وجاء في الإنجيل: اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب، وارض بنصرتي لك خير لك من نصرتك لنفسك».

ويقولون أيضًا: [(344)] «سُمي أصحاب الكهف فتية؛ لأنهم آمنوا بربهم بلا واسطة» ثم يقولون: «وقيل لبعضهم: ما الفتوة؟ فقال: أن لا يُميزّ بين أن يأكل عنده ولي أو كافر». ويقولون في افترائهم على العلماء: «يقول بعض العلماء – وهذا كذب – استضاف مجوسي إبراهيم الخليل عليه السلام، فقال: بشرط أن تُسلم، فذهب المجوسي، فأوحى الله تعالى إلى إبراهيم الخليل: منذ خمسين سنة نطعمه على كفره، فلو ناولته لقمة من غير أن تطالبه بتغيير دينه؟! فمضى إبراهيم عليه السلام على أثره حتى أدركه، واعتذر إليه، فسأله عن السبب، فذكر له ذلك؛ فأسلم المجوسي» اهـ. والعياذ بالله، والله تعالى يقول {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} ، إذا كان هذا في أمة النبي محمد عليه الصلاة والسلام فكيف يقولون أنه قال لإبراهيم (من غير أن تطالبه بتغيير دينه)؟!

ـ[340]   الرسالة القشيرية (دار الجيل – بيروت، الطبعة الثانية 1410هـ).

ـ[341]   الرسالة القشيرية (ص/222 – 223).

ـ[342]   (ص/224).

ـ[343]   (ص/225).

ـ[344]   (ص/226 – 227).