الأحد ديسمبر 22, 2024

الرد على الوهابية القائلين بأن الله فوق العرش بذاته:

 اعلم أخي المسلم أن الوهابية الذين يدّعون كاذبين أنهم سلفية يعتقدون أن الله جسم مُتحيِّز فوق العرش له مقدار عندهم وهو أنه بقدر العرش لا أصغر ولا أكبر على ما قاله زعيمهم ابن تيمية في بعض مؤلفاته وفي بعضٍ إنه بقدر العرش ويزيد، ولو قال لهم عابد الشمس: كيف تقولون معبودي الذي هو الشمس لا يجوز أن يكون إلها مع أنه موجود مُشاهَد لنا ولكم وكثير النفع ينفع البشر والشجر والنبات والهواء ويُطيِّب الماء، وضَوءه ينفع البشر، وأما معبودكم الذي هو جسم تخيلتموه فوق العرش لم تشاهدوه ولا نحن شاهدناه ولا شاهدنا له منفعة، فغاية ما يحتجّون به إيراد بعض الآيات كقوله تعالى “الله خالق كل شىء” فيقول لهم عابد الشمس: “أنا لا أؤمن بكتابكم أعطوني دليلا عقليا” فهل عندكم من جواب يقطعه؟ كلاّ، أما نحن أهل السنة الأشاعرة والماتريدية نقول لعابد الشمس: معبودك هذا له حجم وشكل مخصوص فهو محتاج لمن أوجده على هذا الحجم وعلى هذا الشكل ومعبودنا موجود ليس ذا حجم ولا شكل فلا يحتاج إلى مُخصِّص يُخصِّصه بحجم وشكل بخلاف الشمس، فهو الذي أوجد الشمس على حجمها وشكلها المخصوص وهو الذي يستحق أن يكون إله العالَم لأنه لا يُشبِه شيئا من العالم. عجبا كيف تعتقد الوهابية أدعياء السلفية أن الله جسم قاعد على العرش بقدر العرش والسماء الأولى بالنسبة إلى العرش كحبة صغيرة بالنسبة إلى صحراء كبيرة ويقولون إن الله ينزل بذاته إلى السماء الدنيا كل ليلة. هل الله يتصاغر ويتصاغر ويتضائل حتى تسعه هذه السماء الأولى. إن قالوا إنه يتصاغر كالقطن المنفوش إذا كُبس يعود صغيرا. إن جعلوا الله كذلك وصفوه بصفة الخلق الضعيف لأن القطن المنفوش خلق ضعيف كيف يُشبّهون الله بهذا القطن المنفوش الذي هو من أضعف خلق الله. ابن تيمية الذي تُسمِّيه الوهابية شيخ الإسلام يقول في كتابه المسمى “شرح حديث النزول” الله ينزل إلى السماء الدنيا لكن لا يخلو العرش منه إذا نزل، ما هذا؟ جعل الله مطّاطا والعياذ بالله من الكفر. فيُعلم من هذا أنه لا يجوز تسمية الوهابية بالسلفية لأنهم ليسوا على عقيدة السلف الصالح وكذلك لا يجوز تسمية زعيمهم ابن تيمية بشيخ الإسلام أو الترحم عليه.