الخميس نوفمبر 21, 2024

الرد على الوهابية أدعياء السلفية القائلين بأن الله له حَدّ لا يعلمه إلا هو سبحانه: 

اعلم أخي المسلم أن الله تعالى يستحيل أن يكون له حدّ أي حجم وكميّة لأن الحدّ من صفات المخلوقين، فمن كان له حدّ فهو مخلوق. والله تعالى لو كان ذا حدّ ومِقدار لاحتاج إلى من جعله بذلك الحدّ والمقدار كما تحتاج الأجرام إلى مَن جعلها بحدودها ومقاديرها لأن الشىء لا يخلق نفسه على مقداره، ولا يصح في العقل أن يكون هو جعل نفسه بذلك الحدّ، والمحتاج إلى غيره لا يكون إلها. أما زعيم الوهابية ابن باز فقد قال كذبا وزورا بأن الله له حدّ لا يعلمه إلا هو سبحانه وذلك في تعليقه على العقيدة الطحاوية، وكلامه هذا كفر صريح لا يقبل التأويل. وقد قال قبل ذلك سَلَفه ابن تيمية بأن الله محدود لكن لا يعلم حَدّه إلا هو. فهو بقوله هذا شَبّه الله بخلقه لأن كل الأجرام لها حَدّ إمّا حد صغير وإمّا حَدّ كبير والمحدود عند العلماء ما له حجم كبيرا كان أو صغيرا، كثيفا كالإنسان والشجر أو لطيفا كالنور والهواء. وقد قال علي رضي الله عنه: “من زعم أن إلهنا محدود فقد جهِل الخالق المعبود” رواه الحافظ أبو نُعيم في كتاب حِلية الأولياء، ومعنى كلامه أن الله ليس له حجم صغير ولا كبير، ليس كأصغر حجم وهو الجزء الذي لا يتجزأ، ولا كأكبر حجم كالعرش وليس حجما أكبر من العرش ولا كما بين أصغر حجم وأكبر حجم قال تعالى “وكل شىء عنده بمِقدار” فالله تعالى ليس له مِقدار أي حدّ وكميّة، فمن قال إنه حجم كبير بقدر العرش أو كحجم الإنسان فقد خالف هذه الآية، كما أنه خالف قوله تعالى: “ليس كمثله شىء” لأنه لو كان له حجم لكان له أمثال لا تحصى. قال الإمام زين العابدين رضي الله عنه علي بن الحسين في الصحيفة السجّادِيّة: “سبحانك أنت الله الذي لستَ بمحدود” رواه الحافظ محمد مُرتضى الزبيدي في كتاب إتحاف السادة المتقين بالإسناد المتصل منه إلى زين العابدين ومعناه أن الله ليس له حجم كبير أو صغير وإذا قيل عن الله إنه ليس بمحدود ليس معناه أنه شىء ممتد إلى غير نهاية. من ظن أن الله له امتداد لا نهائي كافر، والذي يعتقد أن الله له امتداد ينتهي صغير أو كبير كافر، كل شىء له مِقدار فهو مخلوق. وقال الامام الطحاوي رحمه الله: “تعالى (يعني الله) عن الحدود والغايات والأعضاء والأركان والأدوات” والمعنى أن الله تعالى ليس له حَدّ بالمرّة، فلا يقال إن له حدّا يعلمه هو، ولا يقال إن له حَدّا يعلمه هو وغيره من خلقه كالملائكة الحافِّين حول العرش وحَمَلة العرش. والحدّ معناه نهاية الشىء، فلا يجوز على الله الحدّ والمِساحة والمِقدار والكمِيّة والحجم، فنفيّ الحدّ عنه عِبارة عن نفيّ الحجم وليس معنى نفيّ الحدّ عن الله أنه مُمتد إلى غير نهاية، الحدّ معناه نهاية الشىء، والأجرام كلها لها حَدّ، العرش له حَدّ يعلمه الله، ولكن نحن البشر لا نعلم مِساحة العرش كم هي، ولا الكرسي ولا السموات السبع ولا الجنة ولا جهنم، ومعنى الغايات النِّهايات وهذا من صفات الأجسام. ومعنى الأركان الجوانِب، ومعنى الأعضاء جمع عضو وذلك من خصائص الأجسام، ومعنى الأدوات الأجزاء الصغيرة كاللهاة.