الدِّينُ السَّمَاوِىُّ هُوَ دِينُ الإِسْلامِ فَقَطْ
قَالَ الإِمَامُ الْهَرَرِىُّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ الدِّينُ السَّمَاوِىُّ الإِسْلامُ وَالإِسْلامُ هُوَ دِينُ الأَنْبِيَاءِ كُلِّهِمْ، اللَّهُ مَا ارْتَضَى دِينًا لِخَلْقِهِ غَيْرَ الإِسْلامِ، يُقَالُ الشَّرَائِعُ السَّمَاوِيَّةُ، ءَادَمُ لَهُ شَرِيعَةٌ فِيهَا تَحْلِيلُ تَزْوِيجِ الأَخِ بِالأُخْتِ إِذَا كَانَا مِنْ بَطْنَيْنِ ثُمَّ اللَّهُ حَرَّمَ هَذَا فِى شَرَائِعِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ جَاؤُوا بَعْدَهُ هَذَا اخْتِلافُ الشَّرَائِعِ كَذَلِكَ جَاءَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ فَأَحَلَّ بَعْضَ مَا كَانَ حَرَامًا فِى شَرِيعَةِ مُوسَى هَذَا مَعْنَى اخْتِلافِ الشَّرَائِعِ مَعْنَاهُ الأَحْكَامُ.
لا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ الأَدْيَانُ السَّمَاوِيَّةُ هَذَا الْكَلامُ يُفْهَمُ مِنْهُ أَنَّ اللَّهَ ارْتَضَى لِعِبَادِهِ دِينًا غَيْرَ الإِسْلامِ. ءَادَمُ مَثَلًا كَانَ مُسْلِمًا وَعَلَّمَ أَوْلادَهُ الإِسْلامَ ثُمَّ النَّبِىُّ الَّذِى جَاءَ بَعْدَ ءَادَمَ عَلَى الإِسْلامِ ثُمَّ ءَالُ عِيسَى وَمُوسَى وَءَالَ مُحَمَّدٍ كُلُّ هَؤُلاءِ عَلَّمُوا النَّاسَ الإِسْلامَ، مَنِ اعْتَقَدَ أَنَّهُ كَانَ دِينٌ غَيْرُ الإِسْلامِ اللَّهُ تَعَالَى ارْتَضَاهُ لِخَلْقِهِ فِيمَا مَضَى فَهُوَ كَافِرٌ.
أَمَّا مَنْ يَفْهَمُ مِنْ كَلِمَةِ الأَدْيَانِ الشَّرَائِعَ أَىِ الأَحْكَامَ فَقَالَ الأَدْيَانُ السَّمَاوِيَّةُ بِمَعْنَى الشَّرَائِعِ مَعَ اعْتِقَادِهِ أَنَّ الدِّينَ الَّذِى أَمَرَ اللَّهُ بِهِ هُوَ الإِسْلامُ فَقَطْ مَعَ اخْتِلافِ الشَّرَائِعِ بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ فَلا يَكْفُرُ.