الدليل من القرآن على البدعة الحسنة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد طه الأمين. أما بعد يقول الله تبارك وتعال في كتابه العزيز: }وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الذِينَ اتبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللهِ{. فهذه الآية يُستدل بها على البدعة الحسنة، لأن معناها مدح الذين كانوا مسلمين مؤمنين من أمة عيسى مُتبعين له عليه السلام بالإيمان والتوحيد، فالله تعالى مدحهم لأنهم كانوا أهل رأفة ورحمة ولأنهم ابتدعوا رهبانية، والرهبانية هي الانقطاع عن الشهوات، حتى إنهم انقطعوا عن الزِواج رغبة في تجردهم للعبادة. فمعنى قوله تعالى: ما كتبناها عليهم، أي نحن ما فرضناها عليهم إنما هم أرادوا التقرب إلى الله، فالله تعالى مدحهم على ما ابتدعوا مما لم ينص لهم عليه في الإنجيل ولا قال لهم المسيح بنص منه، إنما هم أرادوا المبالغة في طاعة الله تعالى والتجرد بترك الانشغال بالزواج ونفقة الزوجة والأهل، فكانوا يبنون الصوامع أي بيوتا خفيفة من طين أو من غير ذلك على المواضع المنعزلة عن البلد ليتجردوا للعبادة. فهذا يا أحبابنا دليل من القرآن على البدعة الحسنة والحمد لله الذي وفقنا لهذا والله أعلم وأحكم.