الدرس الثالث والعشرون
عثمان بن عفان رضي الله عنه
هو أبو عمرٍو عثمان بن عفان بن أبي العاص أمّه أروى بنت كريز يلتقي بعمود النسب الشريف بعبد مناف. لقب بذي النورين لأنه تزوج بنتي رسول الله r: رقية وأم كلثوم.
كان ربعة، حسن الوجه، أبيض مشربًا بحمرةٍ، بوجهه علامات من أثر الجدري، وكان كثّ اللحية، بعيد ما بين المنكبين، طويل الذراعين، أصلع شعره كسا ذراعيه، قد شدّ أسنانه بالذهب، كان خاتمه خاتم رسول الله r كأبي بكر وعمر رضي الله عنهم، فلما وقع الخاتم في بئر أريس (بئر مقابل مسجد قباء) اتخذ خاتمًا نقشه، عليه: “ءامنت بالذي خلق فسوّى”.
ولد بالطائف (وهي بلدة مشهورة من جهة نجد كثيرة الورد والعنب) بعد عام الفيل بست سنين، أسلم قديمًا على يد أبي بكر رضي الله عنهما وعمره حينئذٍ تسع وثلاثون سنة.
شهد المشاهد كلّها مع رسول الله r إلا بدرًا لأن زوجته رقية كانت مريضة فأمره r أن يقيم بالمدينة لمرضها وقد عدّه النبي r من أهل بدٍر وأسهم له من غنائمها.
بويع له بالخلافة بعد دفن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بثلاث ليال أربع وعشرين، فتحت في عهده بلاد كثيرة كأرمينيا وطرابلس الغرب. ثم إن عثمان جهز جيشًا لغزو إفريقيا وكان ملك تلك الجهات جرجير من قبل هرقل يرسل إليه الخراج كل سنة، فلما بلغه الخبر جمع مائة وعشرين ألفًا ولقيهم من سبيطلة دار ملكه فدعوه إلى الإسلام أو الجزية فاستكبر.
وأرسل عثمان عبدالله بن الزبير بمدد من الجند فسمع جرجير بوصول المدد وخاف والتحم القتال واشتدت الحرب وهجموا على خيام الروم فهزموهم وقتل منهم أناس كثير، وقتل عبدالله بن الزبير جرجير وفتحوا سبيطلة ثم صالحه أهل إفريقية على ألفي ألفٍ وخمسمائة ألف دينار.
وفي خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه ظهر الطعن في ولاته بالأمصار، وكانوا يأخذون بفلتات الأمراء باللحظات ويعظمونها، وفشت تلك المقالات بين بعض الأهالي فصاروا ينادون بالجور الظلم من أمراء وولاة عثمان في الجهات والنواحي وانتهت هذه المقالات إلى كبار الصحابة بالمدينة، فتكلموا مع عثمان وطلبوا منه عزل بعض الأمراء تسكينًا للفتنة، فبعث عثمان إلى الأمصار من يأتيه بصحيح الأخبار منهم محمد بن مسلمة إلى الكوفة، وأسامة بن زيد إلى البصرة، وعبدالله بن عمر إلى الشام، وعمار بن ياسر إلى مصر، فذهبوا ورجعوا فقالو: ما أنكرنا شيئًا.
أسئلة: