الثلاثاء يناير 14, 2025

(المجلس الرابع-م2)

الحمد لله حمدًا يرضاه لذاتِه والصلاة والسلام على سيدِ مخلوقاتِه ورضي الله عن الصحابة والآل وأتْباعِهم من أهل الشرعِ والحال والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.

أشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له وأنّ محمدًا عبدُه ورسولُه وأنّ عيسى عبدُ الله وابنُ  أمَتِه وكلمتُه ألقاها إلى مريم وروحٌ منه وأنّ الجنةَ حقٌّ وأنّ النارَ حق.

اللهم صلِّ صلاةً كاملةً وسلِّمْ سلامًا تامًّا على سيدِنا محمدٍ الذي تنحلُّ به العقد وتنفرجُ به الكرَب وتُقضى به الحوائج وتُنالُ به الرغائبُ وحُسنُ الخواتيم ويُستسقى الغمامُ بوجهِه الكريم وعلى آلهِ وصحبه وسلِّم

يا رب إنا نسألكَ أنْ تجعلَ مجلسَنا هذا في كتابِ البرهان المؤيد للإمام الرفاعي خالصًا لوجهِك الكريم

 

يقولُ الإمامُ الرفاعيُّ في البرهان المؤيد “أي سادة، عظِّموا شأنَ نبيِّكم هو البرزَخُ الوسطُ الفارقُ بين الخلقِ والحق عبدُ الله حبيبُ الله رسولُ الله أكملُ خلقِ الله أفضلُ رسلِ الله الدالُّ على الله الداعي إلى الله المُخبِرُ عن الله بابُ الكلِّ إلى الله سبحانه وتعالى وسيلةُ الكلِّ إلى الله سبحانه وتعالى مَن اتصلَ به اتصل ومَن انفصلَ عنه انفصل قال عليه صلواتُ الله وسلامُه “لا يؤمنُ أحدُكم حتى يكونَ هواهُ تبَعًا لِما جئتُ به”

يقولُ اللهُ تعالى {إنّ اللهَ وملآئكتَه يصلّونَ على النبيِّ يآ أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلِّموا تسليمًا}[الأحزاب/٥٦]

قال القاضي عياض المالكي في كتاب الشفا بتعريفِ حقوقِ المصطفى صلى الله عليه وسلم قال ابنُ عباس معناه أنّ اللهَ وملائكتَه يُباركونَ على النبيّ، وهذا معناه أنّ بركةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم باقية ويدلّ هذا على أنه يَحسُنُ أنْ يُتوَسَّلَ وأنْ يُتَبَرَّك برسولِ الله صلى الله عليه وسلم في حالِ حياتِه وبعدَ مماتِه صلى الله عليه وسلم

الصلاةُ من اللهِ تعالى لمَن دونَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم رحمة وللنبيِّ صلى الله عليه وسلم تشريفٌ وزيادةُ تكرمة

اللهم صلِّ على محمد اللهم زد سيدَنا محمدًا تشريفًا وتعظيمًا، ليست الصلاةُ منَ اللهِ تعالى لنبيِّه صلاةً كصلاتِنا بحرَكاتٍ وسكَناتٍ وسجودٍ وركوعٍ بل صلاتُه على نبيِّه صلى الله عليه وسلم تشريفُه له وتكريم. اللهم صل على سيدنا محمد اللهم زد سيدَنا محمدًا تشريفًا وتعظيمًا، صلى الله على سيدِنا محمد صلى الله عليه وسلم.

وعندما نصلّي على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فإننا نُحصِّلُ الثوابَ من الله ثم ننتفعُ نحنُ من الله بصلاتِنا وسلامِنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعندما نذكرُ محمدًا فإننا نذكرُه على الوجهِ الذي يليقُ به عليه الصلاة والسلام لما في ذلك مما يدلُّ على تعظيمِه ورِفعةِ قدْرِه وجلالةِ مقامِه عليه الصلاة والسلام.

وإننا إنْ قلنا سيّدُنا محمد فهو سيّدُنا عليه الصلاة والسلام، سيدُنا هذا تشريفٌ تعظيمٌ إجلالٌ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، هذا مرادُ مَن يقولُ الصلاة والسلامُ عليك يا سيدي يا رسولَ الله.

ونقولُ نصلي على سيدِنا رسولِ الله فنقولُ سيدُنا محمد، وبعضُ الناسِ عندما يقولُ تجدُه ينطقُ فيقول سِيدنا محمد، نقول له قل: سيِّدُنا محمد وليس السِّيد.

فإنْ رجَعتَ إلى ما جاء في لغةِ العرب في معنى سِيد تجد أنه الذئب لا يذكرونَها على وجه المدح، كثيرٌ من الناس يذكرونَها لا يعرفونَ هذا المعنى وإنما يريدونَ المدح.

وإنما نقول الصلاة والسلام على سيدِنا محمد لا نقول الصلاة والسلام على سِيدنا محمد، على سيِّدنا محمد.

ولمَن يقول إنما نيّتي أنْ أعظِّم نقول له فلْيوافِقْ إذًا نطقُكَ ما في قلبِك من التعظيم ولا تجعلْ نطقَكَ ولا لسانَك مخالفًا لما في قلبِك من تعظيمِ رسولِ الله فواللهِ كلُّنا يحبُّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ويحبُّ تعظيمَه مع أننا لا نعظّمُ أحدًا كما نُعظِّمُ اللهَ تعالى وإننا إنْ عظّمْنا نبيَّنا محمدًا صلى الله عليه وسلم لأنّ اللهَ عظّمَه ولأنّ اللهَ أمرَ بتعظيمِه، لكننا نعبدُ اللهَ ولا نعبدُ محمدًا.

وإننا إنْ سألْنا اللهَ ببركةِ محمد أو بجاه محمد أو بقدرِ محمد أو توسَّلْنا إلى الله بمحمد فإنّنا في كلِّ ذلك نسألُ اللهَ عز وجل ولكنّ اللهَ تعالى قد يجعلُ سببَ إجابةِ دعائِنا أنّا قد توسّلْنا بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم.

وإنّا نسألُ الله بجاه رسولِ الله وبجاهِ رسولِ الله أنْ يُفرِّجَ كربَ أمةَ محمدٍ في هذا الزمان وأنْ يشفيَ مرضانا.

اللهم صلِّ على سيدِنا محمد اللهم زدْ سيدَنا محمدًا تشريفًا وتعظيمًا وسلِّم يا رب أمةَ محمد مما يخافُه محمدٌ على أمّـتِه.

يقولُ القاضي أبو بكر بنُ بُكَيْر “نزلَت هذه الآية {إنّ اللهَ وملآئكتَه يصلّونَ على النبيّ يآ أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا}[الأحزاب/٥٦] نزلَت هذه الآيةُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فأمرَ اللهُ أصحابَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنْ يسلِّموا عليه وكذلك مَن بعدَهم أُمِروا أنْ يسلِّموا على النبيّ ِصلى الله عليه وسلم عندَ حضورِهم قبرَه وعندَ ذكرِه اسْتحبابًا

كلّما ذكرْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم اسْتُحِبَّ لنا أنْ نصليَ وأنْ نسلِّمَ عليه حتى في خُطبةِ الجمعةِ وصلاةُ الجمعةِ موضِعُ إنصات لكنْ مع ذلك قال الفقهاء: فإذا صلّى الخطيبُ على المنبر على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كذلك المستمعُ إلى الخطبة يصلي على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.

فعندما نذكرُ محمدًا نصلي عليه وعندما نزورُ قبرَه الشريف نصلي عليه صلى الله عليه وسلم وهو القائل عليه الصلاة والسلام “مَن زار قبري وجبَت له شفاعتي” رواه الدارَقطني وحسّنهُ الحافظُ تقيُّ الدينِ السبكي.

هذا رسولُ الله عبدُ الله حبيبُ الله، اللهُ تعالى لا يحتاجُ إلى واسطة ولا يحتاجُ إلى خلق لكنّ اللهَ تعالى جعلَ أسبابًا إذا سلكَها العباد أعطاهمُ اللهُ تعالى مقصودَهم.

{وابتغوا إليه الوسيلة}[المائدة/٣٥] اطلبوا ما يُقرِّبُكم إليه.

وفي دعائِنا “آتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلة” فسؤالُ الله عز وجل بنبيِّه محمد عليه الصلاة والسلام سببٌ لإجابةِ الدعاء وتفريجِ الكرب.

وزيارةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم سببٌ لنَيْلِ شفاعتِه رزقَنا اللهُ زيارتَه ورزقَنا شفاعتَه صلى الله عليه وسلم.

إذا زرتَ قبرَ المختارِ صلى الله عليه وسلم وسألْتَ اللهَ تعالى عندَه أنْ يرزُقَكَ شفاعتَه فتأخذُ إنْ شاء الله شفاعةَ محمد وترجِعُ من هناك أيها الزائر أيها المحبُّ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، ترجعُ من عندِ صاحبِ البابِ العالي والمقامِ الرفيع غيرَ خائب ترجِعُ غانمًا سالمًا، ترجعُ بإذنِ الله بالبشرى برسولِ الله بشفاعةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.

يا خيرَ مَن دُفِنَت في التربِ أعظمُه       فطابَ مِن طيبِهنَّ القاعُ والأكَمُ

نفسي الفداءُ لقبرِ أنتَ ساكِنُه           فيه العفافُ وفيه الجودُ والكرمُ

أنتَ الحبيبُ الذي تُرجَى شفاعتُه        عند الصراطِ إذا ما زلَّتِ القدمُ

وصاحباكَ فلا أنساهما أبدًا            مني السلامُ عليكم ما جرى القلمُ

فالصلاةُ والسلامُ عليك يا سيدي يا رسولَ الله.

وفي قولِ الله تعالى {إنّ اللهَ وملآئكتَهُ يصلّونَ على النبيّ}[الأحزاب/٥٦]نٌ لرِفعةِ شأنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فهو أفضلُ خلقِ الله.

أفضلُ الخلقِ هم الأنبياء وأفضلُ الأنبياءِ محمدٌ صلى الله عليه وسلم، أحبُّ الخلقِ إلى الله  أكملُ خلق الله أشرفُ خلق الله الذي يدعو إلى الله الدالُّ إلى الله الداعي إلى الله المُخبِرُ عن الله بابُ الكلِّ إلى الله وسيلةُ الكلِّ إلى الله، رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.

{إنّ اللهَ وملآئكتَه يصلّونَ على النبيّ يآ أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا}[الأحزاب/٥٦]

رُويَ عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي ليلى عن كعبِ بنِ عُجرة أنه قال “قلنا يا رسولَ الله كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا اللهم صلِّ على محمد وعلى آلِ محمد كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد”

روى الحافظُ السخاويُّ وغيرُه أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم “مَن صلى عليِّ عصرَ يومِ الجمعةِ ثمانينَ مرة غفرَ اللهُ له ذنوبَ ثمانينَ عامًا”

والصيغةُ هي: اللهم صلِّ على محمدٍ عبدِك ونبيِّك النبيِّ الأميِّ وعلى آلهِ وسلِّم.

هذه الصيغة مَن أوْقعَها بين العصر والمغربِ من يومِ الجمعة غفرَ اللهُ تعالى له ذنوبَ ثمانينَ عامًا، فإنْ قال قائلٌ فماذا لو أنّ هذا العبدَ ما عاشَ ثمانينَ عامًا فما يكونُ معنى الحديث؟  قالوا يغفرُ اللهُ تعالى له الذنوبَ التي هي من الصغائر لو كانت ممّن عاشَ وأذنبَ من الصغائر ثمانينَ عامًا.

روى مسلمٌ في صحيحه عن عبدِ الله بنِ عمرٍ أنه قال “سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا سمعتمُ المؤذِّنَ فقولوا مثلَ ما يقول ثم صلوا عليّ فإنّه مَن صلى عليّ مرةً واحدة صلى اللهُ عليه بها عشرًا ثم سَلوا اللهَ ليَ الوسيلة فإنها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعددٍ من عبادِ الله أرجو أنْ أكونَ أنا هو فمَن سألَ ليَ الوسيلة حلّت عليه الشفاعة”

الصلاةُ والسلامُ عليك يا سيدي يا رسولَ الله.

يروي أنسُ بنُ مالك رضي الله عنه أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال “مَن صلّى عليَّ صلاةً صلى اللهُ عليه عشرَ صلوات وحَطَّ عنه عشرَ خطيئات ورفعَ له عشرَ درجات” وفي رواية “وكتبَ له عشرَ حسنات”

وعن أنسٍ رضي الله عنه عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنّ جبريلَ ناداني فقال: مَن صلى عليك صلاةً صلى اللهُ عليه عشرًا ورفَعه عشرَ درجات.

وفي رواية عبد الرحمنِ بنِ عوفٍ عنه صلى الله عليه وسلم “لَقيتُ جبريل عليه السلام فقال لي إنيّ أُبشّرُك أنّ اللهَ تعالى يقول منَ سلَّم عليك سلّمتُ عليه ومَن صلى عليك صليتُ عليه” رواه الحاكمُ والبيهقي.

الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله.

أوردَ القاضي عياض في الشفا ذلك كلَّه وزادَ عليه فمِن ذلك عن زيدِ بنِ الحُباب رضي الله عنه قال “سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: مَن قال اللهم صلّ على محمد وأنزِلْه المَنزِلَ المقرَّبَ عندَك يومَ القيامة وجبَت له شفاعتي”

*المنزلَ المقرَّبَ عندك أي المكانَ المشرّفَ عندك (أخذَ شفاعةَ الرسولِ صلى الله عليه وسلم)

مَن قال اللهم صلّ على محمد وأنزِله المنزلَ المقرَّبَ عندكَ أي المنزلَ المشرّفَ عندَك، فالعنديةُ هنا عنديةُ التشريف وليس المعنى أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقعدُ والعياذ بالله إلى جوارِ الله تعالى على العرش لأنّ اللهَ تعالى منزّهٌ عن الزمانِ والمكان واللهُ تعالى منزّهٌ عن الجلوس والاستقرار.

   وعن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال “أوْلى الناسِ بي يومَ القيامة أكثرُهم صلاةً عليّ”

فمَن أرادَ أنْ يكونَ أقربَ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يومَ القيامة فليُكثِر من الصلاة والسلام عليه في الدنيا.

الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسولَ الله ضاقت حيلتُنا وأنت وسيلتُنا أدركْنا يا رسولَ الله بإذن الله.

وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال “مَن صلى عليَّ في كتابٍ لم تزَل الملائكة تستغفرُ له ما بقيَ اسمي في ذلك الكتاب”

خطّ شيئًا في قلمِه في كتاب في كرّاس في صحيفة فذكرَ اسمَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم فكتبَ الصلاةَ عليه اللهُ تعالى يُعطيهِ استغفارَ الملائكة ما دامَ اسمُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الكتاب.

وعن عامرِ بنِ ربيعة قال “سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول مَن صلّى عليَّ صلاةً صلتْ عليه الملائكة ما صلّى عليه فلْيُقلِلْ من ذلك عبدٌ أو ليُكثِر”

وعن أُبَيّ بنِ كعبٍ رضي الله عنه كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهبَ رُبعُ الليلِ قام فقال “يا أيها الناسُ اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعُها الرادفة جاء الموتُ بما فيه، فقال أبيُّ بنُ كعب يا رسولَ الله إني أُكثِرُ الصلاةَ عليك فكم أجعلُ لكَ من صلاتي؟ قال ما شئتَ، قال الربع؟ قال ما شئت وإنْ زدتَ فهو خير، قال الثلث؟ قال ما شئتَ وإنْ زدتَ فهو خير، قال النصف؟ قال ما شئتَ وإنْ زدتَ فهو خير، قال الثلثيْن؟ قال ما شئتَ وإن زدتَ فهو خير، قال يا رسولَ الله فأجعلُ صلاتي كلَّها لك،  قال صلى الله عليه وسلم إذًا تُكفى ويُغفَرُ ذنبُك”

وعن أبي طلحة قال دخلتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فرأيتُه ببشرِه وطلاقتِه ما لم أرَه قط  فسألتُه فقال “وما يمنعني وقد خرجَ جبريلُ آنِفًا فأتاني ببشارةٍ من ربي عز وجل إنّ اللهَ تعالى بعثَني إليك أُبشّرُك أنّه ليس أحدٌ من أمّتِكَ يصلي عليك إلا صلى الله عليه وملائكتُه بها عشرًا”

الصلاة والسلام عليك يا سيّدي يا رسول الله.

وعن جابرِ بنِ عبدِ الله قال “قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم مَن قال حين يسمعُ النداء اللهم ربّ هذه الدعوةِ التامّة والصلاةِ الكاملة أتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلة وابعثْه مقامًا محمودًا الذي وعدْتَه حلّت له شفاعتي يومَ القيامة”

وعن سعدِ بنِ أبي وقاص رضي الله عنه “مَن قال حين يسمعُ المؤذِّنَ وأنا أشهدُ أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له وأنّ محمدًا عبدُه ورسولُه رضيتُ بالله ربّا وبمحمدٍ رسولًا وبالإسلامِ دينًا غُفِرَ له”

وروى ابنُ وهبٍ أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال “مَن سلّمَ عليَّ عشرًا فكأنما أعتقَ رقبة”

في بعضِ الآثار “ليَرِدَنَّ عليَّ أقوامٌ ما أعرِفُهم إلا بكثرةِ صلاتِهم عليّ”

عن أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه قال “الصلاةُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم أمْحَقُ للذنوبِ منَ الماءِ الباردِ للنار والسلامُ عليه أفضلُ من عتقِ الرقاب”

وعن زيدِ بنِ سهلٍ الأنصاريِّ قال “دخلتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأساريرُ وجهِه تبرُق فقلتُ ما رأيتُكَ بأطيبَ نفسًا ولا أظهرُ بِشرًا مِن يومِك، قال ومالي  لا تطيبُ نفسي ويظهرُ بِشري أتَاني آتٍ مِن عندِ ربي عز وجل -يعني من المكان المشرّفِ عند ربي- فقال مَن صلّى عليك من أمتِك صلاةً كتبَ اللهُ له بها عشرَ حسنات ومحَى عنه عشرَ سيئات ورفعَ له عشرَ درجات وردّ عليه مثلَها” رواه أحمد.

يقولُ سفيانُ الثوري رضي الله عنه “رأيتُ رجلًا في البادية لا يرفعُ قدَمًا ولا يضعُ أخرى إلا وهو يصلي على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقلتُ يا هذا قد تركتَ التسبيحَ والتهليلَ وأقبلْتَ بالصلاةِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فهل عندَك من هذا شىء؟ فقال مَن أنت؟ قلتُ أنا سفيانُ الثوري، فقال لوْلا أنتَ غريبٌ في زمانِك ما كشفْتُ عن حالي ولا أطلَعْـتُكَ على سري ثم قال: خرجتُ أنا ووالدي حاجَّيْنِ إلى بيتِ اللهِ الحرام حتى كنا في بعضِ المنازل مرضَ والدي فقمْتُ لأعالِجَه فبينما أنا عند رأسِه ماتَ واسوَدَّ وجهُه فجَرَّيْتُ الإزارَ على وجهِه فغلَبَتْيني عَيْنايَ فنِمتُ فإذا أنا برجلٍ لم أرَ أجملَ منه وجهًا ولا أنظفَ منه ثوبًا ولا أطيبَ منه ريحًا يرفعُ قدمًا ويضعُ قدمًا أخرى حتى دنا من والدي فكشفَ الثوبَ عن وجهِه وأمرَّ بيدِه على وجهِه فعاد وجهُه أبيض ثم ولّى راجِعًا، فتعلّقْتُ بثوبِه فقلتُ له مَن أنتَ يرحمْكَ الله؟ لقد منَّ اللهُ بك على والدي في دارِ الغربة، فقال: أوَ ما تعرِفُني ؟ أنا محمدُ بنُ عبدِ الله أنا صاحبُ القرآن أمَا إنّ والدَك كان مسرِفًا على نفسِه  -أي يقعُ في المعاصي- ولكنْ كان يُكثِرُ الصلاةَ عليَّ فلمّا نزلَ به ما نزلَ اسْتغاثَ بي فأنا غِياثُ مَن أكثرَ الصلاةَ عليّ فأنا غياثُ مَن أكثرَ الصلاةَ عليّ فأنا غياثُ مَن أكثرَ الصلاةَ عليّ، قال فانتبَهتُ من نومي فكشَفتُ عن وجهِ أبي فإذا وجهُه أبيض.

الصلاة والسلام عليك يا رسولَ الله الصلاة والسلام عليك يا نبيَّ الله الصلاة والسلام عليك يا حبيبَ الله

اللهم إنا نسألك ونتوجهُ إليك بنيّكَ محمد نبيِّ الرحمة يا محمد إنا نتوجهُ بك إلى ربِّنا في حاجتِنا لتُقضى لنا وحاجتُنا أنْ تفرّجَ الكربَ عن أمةِ محمد وأنْ ترفعَ عنهم البلاء

ربّنا تقبّل منا إنك السميعُ العليم وتب علينا إنك أنت التوابُ الرحيم

سبحانك اللهم وبحمدِك نشهدُ أنْ لا إله إلا أنت نستغفرُك ونتوبُ إليك

سبحان ربِّك ربِّ العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

وصلى الله على سيدِنا محمد وعلى آله وأصحابِه الطيبين الطاهرين.