(27) رَوَى التِّرمِذِىُّ فِى جَامِعِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلا يَقُلْ ءَاه أَوْ هَاه فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَضْحَكُ مِنْ جَوْفِهِ» الْمَعْنَى أَنَّ الإِنْسَانَ إِذَا قَالَ عِنْدَمَا يَتَثَاءَبُ ءَاه أَوْ هَاه وَفَتَحَ فَاهُ الشَّيْطَانُ يَضْحَكُ لِأَنَّهُ يَسْخَرُ مِنْ مَنْظَرِ ابْنِ ءَادَمَ فِى هَذِهِ الْحَالَةِ وَيَدْخُلُ إِلَى جَوْفِهِ إِهَانَةً لَهُ. وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ ءَاه لَيْسَ اسْمًا مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَأَنَّ مَا يَزْعُمُهُ بَعْضُ الْمُنْتَسِبِينَ إِلَى الطُّرُقِ مِنْ ذَلِكَ كَذِبٌ. وَكَذَلِكَ لا يَجُوزُ حَذْفُ أَلِفِ الْمَدِّ مِنْ كَلِمَةِ «اللَّه» كَمَا ذَكَرَ ذلِكَ اللُّغَوِىُّ الْخَلِيلُ بنُ أَحْمَدَ. وَقَدْ تَوَاتَرَ أَنَّ النَّبِىَّ لَمْ يَتَثَاءَبْ قَطُّ. قَالَ الْعُلَمَاءُ عِنِ التَّثَاؤُبِ الأَصْلُ أَنْ لا يَفْتَحَ الشَّخْصُ فَمَهُ يَغْلِبُ نَفْسَهُ ثُمَّ الْمَرْتَبَةُ الثَّانِيَةُ يَفْتَحُ لَكِنْ يُغَطِّى فَمَهُ بِالْيَدِ، لا بَأْسَ لَوْ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى أَوِ الْيُسْرَى عَلَى فَمِهِ. وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى أَسْمَائِهِ﴾ فَالَّذِينَ يَقُولُونَ ءَاه بِنِيَّةِ أَنَّهُمْ يَذْكُرُونَ اللَّهَ هَذَا حَرَامٌ لِأَنَّ هَذَا اللَّفْظَ يَدُلُّ عَلَى الضَّعْفِ وَالنَّقْصِ وَالْعَجْزِ وَهُوَ لَفْظٌ مَوْضُوعٌ لِلشِّكَايَةِ وَالتَّوَجُّعِ وَالتَّأَسُّفِ بِإِجْمَاعِ اللُّغَوِيِّينَ. فَمَنِ اعْتَقَدَ أَنَّ هَذَا اللَّفْظَ مَوْضُوعٌ لِذَلِكَ وَمَعَ ذَلِكَ اعْتَبَرَهُ اسْمًا مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ لِأَنَّهُ انْتَقَصَ اللَّهَ وَجَعَلَهُ مَخْلُوقًا وَأَمَّا مَنْ لَمْ يَعْتَقِدْ ذَلِكَ فَلا يَكْفُرُ.
وَلَفْظُ التِّرْمِذِىِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «الْعُطَاسُ مِنَ اللَّهِ وَالتَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ وَإِذَا قَالَ ءَاه ءَاه فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَضْحَكُ فِى جَوْفِهِ وَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ فَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ ءَاه ءَاه إِذَا تَثَاءَبَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَضْحَكُ فِى جَوْفِهِ».