الحديث الشريف وتفسيره – المعاملات والآداب
- سئل الشيخ: عن قول: “أكل الربا أشد من ست وثلاثين زنيةً”؟
قال الشيخ: غير صحيح ولا نكفره. بعضهم وصفه بالصحة لكن هيهات هيهات. أكل الربا بعد الكفر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق والزنا وترك السنة أي ترك عقيدة أهل السنة، بعد كل هذه هو مثل ذنب ترك الصلاة.
- قال الشيخ: قوله عليه الصلاة والسلام: “وإن الله إذا حرم على قوم شيئًا حرم عليهم أكل ثمنه” حملوه على اللحم ونحوه لا على العظم.
- قال الشيخ: معنى الحديث “من باع بيعتين فله أوكسهما أو الربا” البيعتان هو أن يقول له بعتك هذا الثوب بألف نقدًا وبألفين نسيئةً، ثم يفترقان من دون أن يتفقا على أحد الوجهين، ثم يرسله له، أما إن افترقا على شىء معين، قال: أريد التقسيط، قال: بعتك بكذا، يجوز.
- قال الشيخ: ما يروى على أنه حديث: “أكرموا حراس الليل الكلب والهرة” لا أصل له.
- قال الشيخ: حديث “إذا مررتم بأرض عذاب فأسرعوا” ليس للوجوب، الأمر أحيانًا للندب هنا الأمر للندب، من ذهب إلى أرض البحر الميت للاستشفاء لا كراهة.
وسئل الشيخ: إذا أخذ الأولاد رحلةً إلى هناك؟
قال الشيخ: احملوهم.
- قال الشيخ: لم يرد عن النبي ما يقال للمسلم في العيد وبم يرد عليه.
- قال الشيخ: ورد عن الصحابة أنهم كانوا يقولون في العيد: “تقبل الله منا ومنكم“، أما النبي عليه السلام ما ورد عنه في ذلك شىء .
- قال الشيخ: حديث: “جنبوا مساجدكم المجانين والأطفال” رواه ابن ماجه بإسناد ضعيف.
- يقول بعض الناس: “الضيف يأتي برزقه ويرجع بذنوب أهل البيت“؟
قال الشيخ: حديث ضعيف أي بسبب إكرامهم له تكفر الذنوب عنهم.
- قال الشيخ: حديث: “لا تتمارضوا فتمرضوا فتموتوا” حديث ضعيف.
قال الشيخ: لم يثبت عن رسول الله تحديد.
- قال الشيخ: “لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب فإن الله يطعمهم ويسقيهم” حديث صحيح([1]).
- قال الشيخ: حديث: “الظن أكذب الحديث” رواه البخاري. الظن الذي ذمه الرسول هو إساءة الظن بلا قرينة.
- قال الشيخ: حديث: “سلمان منا أهل البيت” إسناده ضعيف([2]).
- ما معنى قول النبي في الحديث الذي فيه ذكر محبة عمر له: “الآن الآن يا عمر“؟
قال الشيخ: هذا معناه الآن اكتمل إيمانك، لأن عمر كان يترقى في الدرجات في تلك المدة التي عاشها مع رسول الله من مقام إلى مقام، فقبل تلك الحالة التي قال فيها رسول الله ذلك كان عمر ينقصه الكمال مع أنه كان حاصلًا على الإيمان قبل ذلك.
- قال الشيخ: ليس في نص الحديث: “مغفور لمن غزا القسطنطينية”. الرسول مدح محمدًا الفاتح ومدح جيشه.
- ذكر في الحديث “إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجى اثنان منكم دون الآخر لأن ذلك يحزنه” ما معنى ذلك؟
قال الشيخ: معناه إذا كان أناس في سفر فتناجى اثنان، انفرد اثنان، فتركا الثالث وحده ليتحدثا يقلق هذا الثالث قد يقول: لعلهما يمكران بي، لذلك يستأذنانه، يقولان بإذنك ننفرد أنا وفلان، فلا ينكسر خاطره، وكذلك الحكم في الحضر.
- هل ورد حديث أن البر يزيد في طول العمر؟ وما المراد بالبر؟
قال الشيخ: المراد بالبر الصلة، الرحم والصدقة ونحو ذلك، والحديث ليس فيه كلمة الطول.
- يقولون إن الرسول مر براع ينفخ في الشبابة([3]) فلم ينهه. ما هذا الكلام، وما حكم الشبابة؟
قال الشيخ: هذا الحديث لم يثبت، أخرجه أبو داود بإسناد مستنكر. وأما حكمه فقد نص فقهاء الشافعية على أنها تحرم، وكذلك غيرهم لأنها تطرب. في بلادنا بعض الرعاة إذا أقبل إليه النمر يضربون له بالشبابة فيلتهي ويطرب حتى ينام.
- قال الشيخ: لم يرد في الحديث النهي عن بناء القبب على أسقف المنازل.
- قال الشيخ: حديث: “خير من يمشي على الأرض المعلمون” موضوع.
- قال الشيخ: حديث: “اطلبوا الرزق حيث تزدحم الأقدام” لا صحة له.
- قال الشيخ: في الحديث أن الطاعون وخز الشيطان([4]). ليس صحيحًا أنه من الجرذ كما يقال.
- قال الشيخ: الوارد في الحديث: “من دخل السوق“، فمن دخل السوق وكان مقفلًا أم مفتوحًا يدعو بدعاء السوق.
- قال الشيخ: حديث: “اتخذوا الغنم فإنها بركة” رواه السيوطي([5]).
- قال الشيخ: حديث: “القناعة كنز لا يفنى” تشبيه، معناه ككنز يطول كثيرًا.
- قال الشيخ: قول “لا دين لمن لا عقل له” ليس حديثًا.
- قال الشيخ: قول: “تعلم ساعة خير من عبادة ستين سنةً” ليس حديثًا.
- قال الشيخ: حديث: “أكثر النساء بركةً أيسرهم مؤنة” حديث ضعيف رواه السيوطي.
- قال الشيخ: “وأوكئوا السقاء” معناه غطوا القربة، الوكاء هو ما يربط به فم القربة ونحوها. السقاء وعاء من جلد الغنم يوضع فيه الماء والحليب. في ذلك الزمن غطاء القنينة سدادها يكفي.
- قال الشيخ: قال رسول الله ﷺ: “خيركم خيركم للنساء” رواه الحاكم. معناه الذي يحسن معاملة النساء أي أزواجه هو أفضل، أفضل المسلمين هو الذي يحسن معاملة أزواجه، يعاملها بالتواضع والعطف والرحمة وبشاشة الوجه والإحسان والعفو إذا هي أساءت، من كان هكذا هو أفضل الرجال لأن الذي يكون مع امرأته هكذا يكون مع الغير هكذا ، يكون حسن الخلق. صاحب حسن الخلق درجته كدرجة الإنسان الذي يصوم صيامًا متتابعًا ويقوم الليل. الذي يتواضع ويسامح الناس الذين أساءوا إليه وهو لا يؤذي غيره ويصبر على أذى غيره ويحسن إلى الناس هذا يساوي الرجل الذي يصلي نصف الليل مثلًا ويصوم كثيرًا، ستة أشهر أو ثمانية أشهر فوق الفرض، هذا بحسن خلقه درجته عند الله مثل ذاك.
- قال الشيخ: الرسول عليه السلام قال: “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي“، معناه أنا أشد الناس إحسانًا للأزواج. من يريد أن يقتدي بالرسول يعامل زوجته بالإحسان ليس بالتجبر والتكبر. الرسول كان يخدم كما يخدم الناس، يعمل في خدمة البيت، كان يحلب الشاة ويرقع دلوه إن انكسر الدلو، ويخصف نعله إذا صار فيها خلل هو بيده يصلحه، ما كان يعامل الناس معاملة الملوك للرعية، الذي ورد في الحديث قالت عائشة لما سئلت ماذا يفعل رسول الله في البيت؟ قالت: ما يعمل الرجل في بيته، معناه كان يخدم في البيت.
- قال الشيخ: قال رسول الله ﷺ: “من تواضع لله درجةً رفعه الله درجةً حتى يجعله في أعلى عليين، ومن تكبر على الله درجةً وضعه الله درجةً حتى يجعله في أسفل السافلين” رواه أحمد.
- قال الشيخ: قال رسول الله ﷺ: “وإن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد” رواه مسلم وغيره.
- قال الشيخ: الرسول لما قال: “إنكم لتغفلون عن أفضل العبادة التواضع“([6]) كان يخاطب جمعًا من الصحابة، هذا ليس للكل، كبارهم مثل أبي بكر وعمر هؤلاء متواضعون جدًا.
- قال الشيخ: ورد في الحديث: “إن أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي“([7]) الأحسن الاجتماع على الأكل من أن يأكل كل واحد بمفرده، والأحسن أن يأكلوا من قصعة واحدة لأن هذا أقرب للتواضع.
- قال الشيخ: حديث: “من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه ملأ الله جوفه أمنًا وإيمانًا، ومن ترك لبس ثوب جمال تواضعًا كساه الله حلة الكرامة” رواه أبو داود.
- قال الشيخ: حديث: “أعفوا اللحى وأحفوا الشوارب وخالفوا أهل الكتاب” هذا الحديث سببه أن بعض الصحابة قال: يا رسول الله إن أهل الكتاب يعفون الشارب ويحلقون اللحى، فقال هذا.
- قال الشيخ: حديث: “أعفوا لحاكم وأحفوا شاربكم وخالفوا أهل الكتاب وائتزروا وتسرولوا وخالفوا أهل الكتاب” رواه أحمد. الرسول قال الجملتين في نسق واحد، هل يفهم أنه لو لم يلبس الشخص الإزار كل عمره أنه يكون ءاثمًا؟! ولو لم يلبس السروال إلا الإزار كل عمره هل عليه إثم؟! لا. كذلك الذي لم يعف لحيته ليس عليه إثم. أستغرب من الذين استدلوا بهذا الحديث على تحريم حلق اللحية. بعض الشافعية قالوا يحرم حلق اللحية وبعضهم قالوا يكره.
- قال الشيخ: قال الرسول عن المجوس: “سنوا بهم سنة أهل الكتاب غير ناكحي نسائهم ولا ءاكلي ذبائحهم” حديث مشهور.
- قال الشيخ: حديث: “سلموا على اليهود والنصارى ولا تسلموا على يهود أمتي” موضوع، حذروا منه.
- قال الشيخ: ورد في الحديث: “كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل“. إذا قيل عنك جبان خير لك من أن يقال عنك ظالم.
- قال الشيخ: حديث “كل مؤذ في النار” رواه السيوطي، من رفع دعوًى على مسلم أو غرمه بلا حق، هذا في النار.
- قال الشيخ: الدليل على كون البصاق إذا انفصل عن الفم مستقذرًا الحديث: “البصاق في المسجد خطيئة“.
- قال الشيخ: حديث: “طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما خفي ريحه وظهر لونه“، هذا في الترمذي، إسناده ضعيف([8]).
- قال الشيخ: حديث: “صنائع المعروف تقي مصارع السوء” رواه السيوطي([9]).
- قول: “ومن وجدتموه وقع على بهيمة([10]) فاقتلوه واقتلوا البهيمة”؟
قال الشيخ: ما له صحة.
- قال الشيخ: حديث: “الحياء([11]) لا يأتي إلا بخير” صحيح([12]).
- قال شخص إن عليًا قال: لو كان الفقر رجلًا لقتلته؟
قال الشيخ: ليس له أصل.
- قال الشيخ: معنى “فإني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا رياءً ولا سمعةً” ما خرجت ليرى الناس أنني إنسان معتن بالعبادة ولا للرياء ولا للبطر، البطر هو الفخر.
- قال الشيخ: ما يقولون إنه ورد أن “من سمى ولده محمدًا تدخل الملائكة سبعين مرةً إلى بيته” ليس له أصل.
- قال الشيخ: معنى: “فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه” ترك الشبهات فيه صيانة الدين وصيانة العرض. الشبهات ما لم يتضح أمره، يشبه الحلال ويشبه الحرام.
- قال الشيخ: ما يروى أن الرسول قال “حدثوا عن البحر ولا حرج” غير صحيح.
- ما يروى على أنه حديث من أن الرسول سئل هل يزني المؤمن قال: “نعم”، قيل: هل يسرق، قال: “نعم” قيل: هل يكذب، قال: “لا”.
قال الشيخ: هذا غير ثابت، يستحق أن يكون موضوعًا لأنه يخالف الواقع، وما رأيت من ذكر أنه موضوع.
- قال الشيخ: معنى قول الرسول: “أوتيت جوامع الكلم” أنه أوتي كلمات كثيرةً تجمع كل واحدة معاني كثيرةً.
- هل ورد في الحديث “استعينوا على قضاء حوائجكم بالصدقة“؟
كتب الشيخ بيده: ورد معناه بإسناد ضعيف.
- قال الشيخ: ورد حديث بإسناد ضعيف أن يـٰس تشفع لقارئها ومستمعها.
- قال الشيخ: ورد بإسناد ضعيف: “يـٰس قلب القرءان“.
- قال الشيخ: ورد أن الرسول دعا بالبركة لعسل بنها لكن ما ثبت.
- قال الشيخ: ورد في الأثر: “الاقتصاد نصف المعيشة“([13]).
- يقول بعضهم ورد في الحديث: “بارك الله في الرجل الشعور والمرأة الحلساء الملساء”؟
قال الشيخ: ما له أصل.
- يقولون إن الرسول ضم فاطمة وقال لها: “إن أكثر ما يهلك مخالطة الرجال النساء” ويروون ذلك بألفاظ مختلفة؟
قال الشيخ: ما له أصل إنما الذي ورد بإسناد ضعيف جدًا أنها قالت: “أحسن حال النساء أن لا يراهن الرجال ولا يرين” وهذا لا حجة فيه.
- قال الشيخ: ما يقولون إنه ورد أنه “يسن إخراج العرق الأخضر ليلًا من الغرفة” ليس له أصل.
- قال الشيخ: حديث: “رب مكرم لنفسه وهو لها مهين” معناه في الظاهر يكون مكرمًا لنفسه وهو في الحقيقة مهين لها. غوائل([14]) النفس كثيرة.
([1]) في حاشيتي السيوطي والسندي على سنن ابن ماجه: “ما أغزر فوائد هذه الكلمة النبوية وما أجودها للأطباء وذلك أن المريض إذا عاف الطعام والشراب فذلك لاشتغال طبيعته بمجاهدة مادة المرض أو سقوط شهوته الحار الغريزي وكيفما كان فلا يناسب حينئذ إعطاء الغذاء في هذا الحال” اهـ.
([2]) والمعنى أن الفارسي بإسلامه وإن كان دون قريش نسبًا فهو ملتحق بالمسلمين من قريش، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى. والحديث جزم الذهبي بضعف سنده، وقال الحافظ الهيثمي: “فيه عند الطبراني كثير بن عبد الله المزني ضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات” اهـ.
([3]) أي المزمار.
([4]) روى الطبراني في معجميه الصغير والأوسط وأحمد في مسنده عن أبي موسى قال: قال رسول الله ﷺ: “فناء أمتي بالطعن والطاعون“، فقيل: يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه، فما الطاعون؟ قال: “وخز أعدائكم من الجن، وفي كل شهداء“.
([5]) ورواه ابن ماجه من حديث أم هانئ.
([6]) رواه بهذا اللفظ الحافظ ابن حجر العسقلاني في «الأمالي المطلقة».
([7]) رواه بهذا اللفظ البيهقي والطبراني وأبو يعلى.
([8]) وأخرجه النسائي أيضًا، وفي سنن أبي داود: “ألا وإن طيب الرجال ما ظهر ريحه ولم يظهر لونه، ألا وإن طيب النساء ما ظهر لونه ولم يظهر ريحه“. وقال الهيثمي في المجمع: وفيه إبراهيم بن بشار الرمادي وهو ضعيف وقد وثق. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا الرمادي.
([9]) قال المناوي في «التيسير»: “”صنائع المعروف” جمع صنيعة وهي ما اصطنعته من خير، “تقي مصارع السوء” أي تحفظ من السقوط في الهلكات، أخرجه الحاكم عن أنس بإسناد ضعيف” اهـ.
([10]) أي وطئها.
([11]) أي الممدوح.
([12]) قال ابن الملقن في «التوضيح»: “المعنى أن من استحى من الناس أن يروه يأتي الفجور ويرتكب المحارم فذلك داعية له إلى أن يكون أشد حياءً من ربه وخالقه عز وجل، ومن استحى ربه فإن حياءه زاجر له عن تضييع فرائضه وركوب معاصيه” اهـ أي قد يحصل هذا في بعض الأحيان ممن يدفعه الحياء إلى هذا.
وليس معنى الحديث أن كل حياء ممدوح ومحمود، فقد قال ابن الملقن في نفس الكتاب أيضًا: “وقد قالت عائشة رضي الله عنها: “نعم النساء نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين” فالحياء المذموم في الفعل هو الذي يبعث على ترك التعلم” اهـ.
([13]) روى الطبراني في الأوسط والمكارم والبيهقي في الشعب وابن عساكر في معجمه كلهم مرفوعًا بلفظ: “الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة” الحديث.
([14]) جمع غائلة وهو الشر، قاله في «تاج العروس».