التوبة
التوبة هي الرجوع عن المعصية إلى الطاعة. وهي كاملة وغير كاملة فالكاملة هي الرجوع عن جميع المعاصي، والناقصة أن يتوب من بعض معاصيه دون بعض، وهي إما نصوح وإما غير نصوح فالتوبة النصوح أن يتوب من الذنب ولا يعودَ إليه، وأما غير النصوح فهي أن يعود إلى الذنب بعد أن تاب منه، فمن تاب من ذنبٍ ثم عاد إليه لم تنتقض التوبة التي تابها ثم إن تاب من المرة الثانية قبلت توبته وهكذا كلما عاد إلى الذنب ثم جدد التوبة فالتي تاب منها تمحى كما جاء ذلك في الخبر الصحيح الذي رواه البخاري وغيره [(1283)]. وروينا في سنن ابن ماجه [(1284)] من حديث عبد الله ابن مسعود بإسناد حسن [(1285)] عن النبي صلى الله عليه وسلم «التائب من الذنب كمن لا ذنب له».
ثم إنَّ شرط صحة التوبة الإقلاع عن المعصية والندمُ والعزم على ترك العود. وإن كانت المعصية تتعلق بحق بني ءادم كالضرب بغير حق والشتم والغيبة إذا بلغت المغتاب وأكل مال الغير ظلمًا فلا بد من الخروج من المظلمة إما برد المال أو التمكين من القصاص أو استرضاء المظلوم. ويشترط لقبول التوبة أن تكون قبل الغرغرة وقبل عذاب الاستئصال فلا تقبل التوبة لمن أدركه الغرق كفرعون فإن الله تعالى قال ﴿آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ … *﴾ [سورة يونس] وانعقد الإجماع من المسلمين على موته كافرًا.
ويشترط لصحتها أن تكون قبل طلوع الشمس من مغربها لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «إن في المغرب بابًا خلقه الله للتوبة مسيرة عرضه سبعون عامًا لا يُغلق حتى تطلع الشمس منه» رواه ابن حبان والترمذي من حديث صفوان بن عسَّال المرادي [(1286)].
وسبحان الله وبحمده وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات. تم الكتاب بحمد الله تعالى.
فرغ بحمد الله من تأليفه مؤلفه.