الْمَنْهَجُ الأَسْنَىْ فِيْ مَعَانِيْ أَسْمَاءِ اللهِ الْحُسْنَىْ
الْمُؤَلِّفُ
فَضِيْلَةُ الشَّيْخِ الدكتور وليد سعيد السمامعة الأَشْعَرِيِّ الشَّافِعِيِّ
غَفَرَ اللهُ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ وَلِمَشَايِخِهِ
ءامِيْن
يقولُ الإمامُ المُزَنِيُّ:
«قرأتُ كتابَ الرسالةِ على الشَّافعيّ ثمانين مرة، فَمَا مِن مرةٍ إلَّا وكان يقفُ عَلَى خطأ، فقالَ الشَّافعيُّ: هِيه، أَبَى اللهُ أن يكونَ كِتابًا صحيحًا غير كِتَابِهِ».
أَخِي القارئ الكريم، مَا كَان من خطأ في كتابنا أَرْشِدنا إليهِ فَإنَّنا لَا نَدَّعي العِصمة، ونحن لكَ من الشَّاكرين.
التقريظ الأول
الحمدُ للهِ الذي تعالى عنِ الأندادِ، وتَقدَّسَ عنِ الأضدادِ، وتَنزَّهَ عنِ الأولادِ، قدَّرَ مَا كانَ ومَا يكونُ مِنَ الضلالِ والرشادِ، أحمدُهُ تعالى حمدًا كثيرَ الأعدادِ، فهوَ خالقُ الأجسامِ ولا يُشبِهُ الأجسادِ، وأُصلّي وأُسلمُ على رسولِهِ محمدٍ المبعوثِ إلى جميعِ الخلقِ في كلِّ البلادِ، عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومَنِ اقتفَى أثرَهُ مِنْ أهلِ الرشادِ، أمَّا بعدُ:
فإنَّ خيرَ الكلامِ كلامُ اللهِ وأحسنَ الهديِ هديُ محمدٍ ﷺ، يقولُ اللهُ تعالى في محكمِ كتابِهِ العزيزِ: ﭐﱡﭐﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲﱳﱠ([1])، ففي هذهِ الآيةِ الكريمةِ مِنْ كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ الذي لا يأتيهِ الباطلُ مِنْ بينِ يديهِ ولا مِنْ خلفِهِ الأمرُ والنهيُ، فيها الحثُّ على دعاءِ اللهِ تعالى بأسمائِهِ الحسنى وفيها النهيُ عنِ الإلحادِ في أسماءِ اللهِ تعالى بأنْ يسميَ الشخصُ ربَّهٌ عزَّ وجلَّ بغيرِ ما ثبتَ بآيةٍ أو حديثٍ أو إجماعٍ، وإنَّ المتفكرَ في هذهِ الآيةِ يعلمُ حاجةَ المسلمينَ إلى معرفةِ ما يجوزُ أنْ يُسمَّى اللهُ بهِ ومَا لا يجوزُ حتى لا يخالفَ النهيَ ويقعَ في المحظورِ، وإنَّهُ قدْ سرَّني أنَّ فضيلةَ الشيخَ الدكتور وليد السمامعة حفظهُ اللهُ قدْ شمَّرَ ساعدَ التأليفِ وأطلقَ عنانَ الفكرِ في شرحِ أسماءِ اللهِ الحسنى، لِمَا أعلمُ مِنْ حاجةِ المسلمينَ لمعرفةِ معاني هذهِ الأسماءِ العظيمةِ ومعرفةِ فضلِهَا في دينِنَا الكريمِ ومعرفةِ خصائِصِهَا ومَا ذلكَ إلَّا لِمَا تجمعُ مِنْ أصولِ عقائدِ المسلمينَ التي يُحتاجُ أنْ تَتَأَصَّلَ في قلوبِ الصغارِ والكبارِ. وجاءَ كتابُهُ بفضلِ اللهِ تعالَى كاسمِهِ ففيهِ المنهجُ الأسنَى لكلِّ غارفٍ مِنْ مسائلِ التوحيدِ مِنْ بحرِ الأشاعرةِ والماتريديةِ أهلِ السنةِ والجماعةِ ولكلِّ غارفٍ مِنْ علومِ تهذيبِ النفوسِ ولكلِّ طالبٍ ذكرَ اللهِ تعالَى الذي بذكرِهِ تطمئنُ القلوبُ. فجزَى اللهُ فضيلةَ الشيخِ الدكتورِ وليد السمامعة خيرًا على عَمَلِهِ ونفعَ بهِ وبعلومِهِ المسلمينَ أينَمَا حلَّ. ءامين.
فضيلة الشيخ الدكتور مهند الحمود العربيات حفظه الله