الأحد ديسمبر 22, 2024

التحذير من محمد متولي الشعراوي

يلحق بالمجسمة الذين مر ذكرهم محمد متولي الشعراوي المصري فإنه قال في كتابه المسمى الإسلام حداثة وحضارة من طبع دار العودة ص 113 مانصه (الله نور ومن نوره خلق الأشياء) وقال في ص 155 عند كلامه عن الأرض ما نصه (فيأتي الحق سبحانه وتعالى يمسها مسا) وقال في ص 204 (لمسها لمسا خفيفا لأنه رب إله) وقال (يلمسها الله هكذا) وهذا تشبيه صريح لله بخلقه وقد قال الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم (إن الله لا يَمَسُّ ولا يُمَسُّ ولا يُجَسُّ ولا يُحَسُّ) (1) وذلك في الصحيفة السجادية المأثورة عنه بالإسناد المتصل.

وقال الشعراوي في كتاب الفتاوى الجزء الثاني المطبوع في مطبعة دار العودة في بيروت ص 21 (إن الله موجود فينا بالفطرة إنه موجود في كل حبات كياننا) وقال في ص 22 (الله موجود فينا بالفطرة نحس به ونشعر بوجوده) وقال في كتاب المنتخب من تفسير القرءان الكريم ج 3 ص180 مانصه (إن أصل الإنسان الأول الذي خلق من الله) وفي قوله جعل ءادم جزءا من الله وهذا من أكفر الكفر.

قلنا كلامه هذا فيه أنواع من التجسيم والمجسم كافر بإجماع الأئمة الأربعة وغيرهم لأن من جسم الله تعالى كذب قوله تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) سورة الشورى، فإنه جعل لله أمثالا كثيرة لا تحصى فالإنسان جسم والشمس والقمر جسم والنور والظلام والروح والريح جسم لطيف والله خالق كل هذا فكيف يقال إنه جسم ولو بطريق المعنى من غير أن يقول هذا اللفظ الله جسم لكنه قال الله يحس وقال الله يلمس وكل هذا تجسيم لله وقد اتفق الأئمة الأربعة وغيرهم على أن المجسم كافر حتى قال الإمام أحمد بن حنبل (من قال الله جسم لا كالأجسام كفر) ولا يجوز أن يعتقد أن الله نور بمعنى الضوء ومعنى قوله تعالى (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) سورة النور، أن الله منير هو أنار السموات والأرض بالشمس والقمر والنجوم، ويكفي في بيان كون النور مخلوقا حادثا قوله تعالى (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ) سورة الأنعام، فأخبرتنا هذه الآية بأن النور والظلام مخلوقان كما أن الأرض والسموات مخلوقات وأن الله ليس نورا بمعنى الضوء، وفي قوله (ومن نوره خلق الأشياء) جعل العالم كله أجزاء لله، ومما كذب به الشعراوي القرءان والحديث النبوي قوله (البهائم لا أرواح لها وإنما هي نامية كنامية النباتات) أما يستحي من أن يسوي البهائم بالنبات ومن يصدق هذا من مسلم أو غير مسلم، أما يستحي من الناس إن لم يستح من الله، كل إنسان صغير وكبير يعرف أن البهائم فيها روح، والشجر تقطع وتحرق ولا تنفر، والبهيمة إذا ضربت ضربا تهرب وتفلت من يد صاحبها.

(1) قال سيدنا زينُ العابِدين رضي الله عنه (لا يَمَسُّ ولا يُمَسُّ ولا يُجَسُّ ولا يُحَسُّ، معناه لا يجوزُ على الله تعالى أنْ يكونَ شيئًا يُلْمَس ولا يجوزُ أن يَلْمَسَ هو شَيْئًا من خَلْقِهِ، هذه عَقِيدَةُ أهلِ السنة).