الجمعة مارس 29, 2024

التحذير من كتاب “الموسوعة الحركية” لفتحي يكن

* ومما يجب التحذير منه كتب فتحي يكن ولا سيما كتابه “الموسوعة الحركية” فمما ذكره فيه ونصه [95]: “هلمًا بأن هذه التقسيمات الكفرية لا تقوم على دليل شرعي أساسًا” اهـ، وهذا الكلام يجب إنكاره إنكارًا شديدًا، وهذا الكلام جر بعض الناس لأن يقولوا: إن الألفاظ الكفرية لا يحكم على قائلها بالكفر إلا مع الاعتقاد، وهذا رد للإجماع لأن فقهاء الإسلام أجمعوا على أن الكفر ثلاثة أنواع وكل قسم كفر بانفراده من غير أن ينضم إليه الآخر، قال الشيخ يوسف الأردبيلي في كتاب “الأنوار لأعمال الأبرار” في كتاب الردة ما نصه [96]: “وهي قطع الإسلام ويحصل ذلك بالقول تارة وبالفعل تارة أخرى”، ثم قال: “والقول الموجب للكفر لا فرق بين أن يصدر عن اعتقاد أو عناد أو استهزاء” اهـ، وهذا التقسيم قاله خلق كثير من فقهاء الإسلام، فتراجع مؤلفاتهم.

فقول فتحي يكن من أن تقسيم الكفر إلى ثلاثة أقسام لا صحّة له سببه أنه لم يمارس تلقي علم الدين من أهل المعرفة، وأقصى ما حصّله مطالعة بعض تآليف سيد قطب وجماعته ولذلك صار الصواب عنده غلطًا والغلط عنده صوابًا، كان الواجب عليه وعلى أمثاله أن يتعلم علم الدين ثم يتكلم بما هو من الدين، وإن زاد فتحي يكن على ذلك فقد اطلع على رسالة الشيخ حسن البنا رحمه الله في العقيدة فإنه صرح في رسالته بأن السلف والخلف متفقون على تأويل الآيات المتشابهة يعني كآية {الرحمن على العرشِ استوى} [سورة طه/5] إما بالإجمال وإما بالتفصيل، لكنه هو وأمثاله ممن اتبعوا سيد قطب خلافُ منهج الشيخ حسن البنا فإن الشيخ حسن البنا كان عالمًا تلقى علم الدين من أفواه أهل المعرفة أما سيد قطب وأتباعه فليسوا كذلك.

ثم الشيخ حسن البنا في حياته عرف أن بعض المنتسبين إليه باسم “حزب الإخوان” انحرفوا فتبرأ منهم فقال: “هؤلاء ليسوا من الإخوان وليسوا مسلمين” اهـ فإنهم انحرفوا باعتقادهم إلى سفك دماء المسلمين باسم أنهم يحكمون بالقانون أي حكم رؤسائهم بالقانون ومعايشة الرعايا لهم فاعتقدوا حل سفك دماء الحكام والرعية فنفذوا ذلك بالفعل.

ومن الدليل على أن فتحي يكن يكفر المسلمين اليوم قوله في كتابه المسمى “كيف ندعو إلى الإسلام” ما نصه [97]: “واليوم يشهد العالم أجمع ردةً عن الإيمان بالله تعالى وكفرًا جماعيًا وعالميًا لم يُعرف لهما مثيل من قبل” اهـ، وهذا صريح في تكفيرهم للمسلمين ولا يستثنون إلا جماعتهم، فجماعتهم على زعمهم هم المسلمون.

فليُعلم أن فتوى فتحي يكن وسيد سابق وحسن قاطرجي وأمثالهم بسببها تجرأ كثير من العوام على التلفظ بالكفر فإن أحدهم يسب الله ثم يقول: “هذا لغو الكلام” ويحتج بالآية: {لا يُؤاخذكُمُ اللهُ باللغوِ في أيْمانكم} [سورة المائدة/89]، هؤلاء جعلوا لغو اليمين كالكفر القولي والعياذ بالله تعالى ولم يعرفوا لغو اليمين.

[95] الموسوعة الحركية [2/260].

[96] الأنوار لأعمال الأبرار [2/481].

[97] انظر الكتاب [ص/112].