التحذير من المنتسبين الى “الشاذلية اليشرطية”
* ومما يلزم الحذر والتحذير منه جماعة نسبوا أنفسهم إلى الشيخ نور الدين اليشرطي رحمه الله.
فإنّه قد ذكر في كتاب منسوب إلى الشيخ محمود أبي الشامات الدمشقي أنه من تأليفه يسمى “الإلهامات الإلهية على الوظيفة اليشرطية” فهو محشو بمقالات صريحة في كفر الحلول والاتحاد اللذين هما من أكفر الكفر.
والشاذلية اليشرطية الذين يقولون مرة بعبارات الوحدة ومرة بعبارات الحلول أي حلول الله في خلقه. والعجب كيف ينتسبون إلى التصوف الإسلامي وهم ضد الصوفية لأن التصوف الإسلامي ما ذهب إليه الأكابر كالجنيد وأمثاله موافق للقرءان غير معارض له. فهؤلاء اليشرطية القائلون بالوحدة والحلول مصادمون لنصوص القرءان الكريم كقوله تعالى: {قل هو الله أحد* الله الصمد* لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفوًا أحد} [سورة الإخلاص] فكفرهم أسمج الكفر وأشنعه وفي هذا الكتاب أيضا مما يجب التحذير منه القول بأولوية النور المحمدي.
أما كلامنا على الشيخ محمود أبو الشامات إنما هو على حسب ما اطلعنا عليه فيما ينسب اليه من التآليف وأما أمره في الباطن فعلمه عند الله تعالى هل هذا صح عنه أم هو مفترى عليه، لكن إن كان ثبت عنه هذا الذي في الكتاب الذي نسب إليه المسمى [الإلهامات الإلهية] فإنه ملحد من الملاحدة.
وهذه الفرقة التي ينتسب أفرادها إلى الطريقة الشاذلية ويسمون “الشاذلية اليشرطية” ينسبون أنفسهم إلى الشيخ علي نور الدين اليشرطي المغربي الأصل نزيل عكا في فلسطين، أما الشيخ علي نور الدين اليشرطي فقد أثنى عليه خليفته الشيخ العالم التقي الزاهد مفتي لبنان الأسبق الشيخ مصطفى نجا رحمه الله في كتابه “كشف الأسرار لتنوير الأفكار” وأثنى عليه غيره أيضا.
ويقول الشيخ مصطفى نجا فيما ينقله عن شيخه علي نور الدين اليشرطي في كتاب “كشف الأسرار لتنوير الأفكار” ما نصه: ولقد قال غير مرة: إني بريء في الدنيا وفي الآخرة من كل من يخالف الكتاب والسنة، ولما كنت في حضرته سأله بعض الحاضرين هل يجوز الإنكار على أحد من المريدين، فقال: نعم إذا تعدى حدود الشرع اهـ.
وقال في موضع ءاخر ما نصه: وكتب إلى بعض إخواننا من أهل العلم والفضل خارج بيروت: “بلغني أن فلانًا فسدت أحواله وخرج عن الميزان الشرعي فاعلموا وأعلموا الجميع أنه مطرود من طريقتنا الشريفة هو وكل من وافقه على فساده وأفعاله المخلة بالشرع الشريف، وأوصيكم أن تزنوا أحوال الفقراء [12] على الكتاب والسنة، وكل ما رأيتم منه مخالفة فأنتم مأذونون بطرده، ولا تعطوا الطريقة إلا لمن وجدتم فيه الأهلية ورأيتموه متمسكًا بالشريعة الطاهرة المرضية”.
[12] الفقراء في اصطلاحهم هم الصوفية.
وكتب لي تقول: “كل طريقة تخالف الكتاب والسنة فهي زندقة وباطلة”.
وقال الشيخ يوسف النبهاني في كتابه “جامع كرامات الأولياء” ما نصه: “انتفع به قوم وتضرر ءاخرون ممن حادوا عن طريق السداد وجانبوا طريق الرشاد وغلب عليهم الجهل حتى تركوا الصلاة والصيام وصاروا لا يفرقون بين الحلال والحرام، وهؤلاء يوجد منهم في عدة بلاد من بلاد الشام كصفد من بلاد عكا وطوباس وأم الفحم من بلاد نابلس. وكان الشيخ رضي الله عنه لما بلغه شأنهم وقبح سيرتهم في أيام حياته كتب إلى سائر الجهات التي فيها مريدوه ينهاها عن مخالطة أولئك الجهلة المارقين، ويصرح بأنه برىء منهم ومن أعمالهم ويطردهم من الطريقة، ولم يزل كذلك إلى أن مات وهو عليهم غضبان، وما زال بعد موته يوجد منهم جماعة في البلاد المذكورة إلى الآن” اهـ.
وهؤلاء وصلت بهم هذه العقيدة إلى استحلال الأمهات والبنات كما ذكر ذلك الشيخ راغب الطباخ الحلبي في كتابه “أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء” فقال من نصه: وإن الحق يقال ما علمنا منه [يعني الشيخ علي نور الدين اليشرطي] سوى ما يوجب الكمال غير أن بعضًا من جماعته قد خرجوا عن دائرة الأدب وتكلموا بما هو لكل ملام سبب، وتركوا في الظاهر كل مأمور وارتكبوا أقبح الأمور. اهـ.
ثم ذكر أنه لم يزل بعض أهل هذه الطريقة يفتخرون بمخالفة الشريعة الغراء وبترك كل مأمور به، فلاطوا بالأبناء وزنوا بالأمهات وأكلوا الحرام، وانهمكوا في المنكرات واعتقدوا بأنفسهم أنهم صوفية الزمان وأن من سواهم قد ألبس نفسه ثياب الحرمان. ومن كلامهم الذين يقولونه في مجالسهم في حق الله تعالى: “ليس كمثله شىء وهو عين كل شىء” ويقولون أيضًا: “بدأت بعلي وختمت بعلي” يعنون بهذا أن القطبية بدأت بعلي بن أبي طالب وختمت بعلي نور الدين.
وهم يؤيدون عقيدة الحلول حتى قال قائلهم والعياذ بالله: “من يرى الفعل عين المفعول به سقط غسل الجنابة” يريد بذلك أن الفاعل والمفعول به شىء واحد.
ومثل ذلك مما يدل على اعتقادهم الحلول والوحدة المطلقة كثير وقد اشتهر عنهم ذلك فهم يتكلمون أحيانًا بلفظ الاتحاد وأحيانًا بلفظ الحلول.
وهذه الفرقة تستحل مصافحة الرجاء النساء الأجنبيات ويقبل النساء أيدي الرجال وبالعكس إذا تلاقوا، نعوذ بالله من الفتن، وفضائحهم ومخازيهم لا يحصيها إلا الله تعالى.