الجمعة أكتوبر 18, 2024
  • التبين والأناة في اتخاذ المواقف من الناس

     

    تجنب الخصومات في معاملة الناس وأذاهم:

    فقد ورد في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلا بينه وبين أخيه شحناء فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا”. معنى الحديث أن هذين مستثنيان، لا يغفر الله لهما في ذينك اليومين، هذان اليومان أكثر الأيام مغفرة للذنوب، ومع ذلك يقال للملائكة أخروا هذين حتى يتصالحا لأن بينهما تحاقداً، أما لغيرهما من المؤمنين يغفر لهم، ليس معناه كل الذنوب تغفر لكل العباد، إنما معناه لبعض الناس يغفر كل ذنوبهم ولبعض الناس بعض ذنوبهم، الخميس والاثنان لهما فضل من بين الأيام في بعض النواحي، وفي بعض النواحي الجمعة أفضل. وقد قال رسول صلى الله عليه وسلم المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يحقره”.

    فمن عمل بهذا الحديث رفعه الله درجات، فمن أراد الترقي وحسن الحال عند الله فليعمل بهذا الحديث وليتواضع لأخيه وليحسن الظن به إن تحسين الظن بين المؤمنين يوصل إلى المعاملة الحسنة بين المسلمين فيحصل له حسن الخلق وهو عمل المعروف وكف الأذى عن الغير وتحمل أذى الغير، هذه سيرة الأنبياء والأولياء.

    ولا يُسلمه معناه لا يتركه يظلم وهو يستطيع دفع الظلم عنه. وقد قال عليه الصلاة والسلام: ليس منا من دعا إلى عصبية أي الذي يساعد قومه على الظلم ويدعو لذلك.

    عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا أيها الناس، إنكم لتقرءون هذه الآية: (يأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه. والله لا يحب الظلم وهو منزه عنه، فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كان لأخيه عنده مظلمة فليتحلله قبل أن لا يكون دينار ولا درهم معنى  الحديث أن الذي ظلم أخاه في الدنيا أي ثبتت لأخيه عليه مظلمة كأن أكل ماله إن قل ذلك المال أو كثر فليتحلله في الدنيا فإنه لا يكون في الآخرة دنانير ولا دراهم يستوفي المظلوم حقه بها، إنما يكون استيفاء الحقوق في الآخرة أحد أمرين: إما أن يؤخذ من حسنات الذي ظلم فيعطى المظلوم هذه الحسنات، وإن ضاقت حسناته عن ذلك، أي لم تسع مظالم الناس، أخذ من سيئات المظلومين فطرحت عليه فيقذف في النار. ومن المؤمنين من يوفي الله عنهم من خزائنه، أي من خزائن فضله، المظالم ليست أكل المال ظلما فقط بل الذي ظلم أخاه المسلم مشافهة في وجهه أو بشتم في خلفه ثم يبلغه أن فلانا قال فيك كذا وكذا، كل ذلك مظلمة. وكذلك إن ضرب المسلم المسلم بغير حق سواء كان قريبه أو غير قريبه فإن ذلك أيضاً مظلمة. وكذلك إذا روع مسلم مسلماً قصدا إا لأخيه المسلم بدون رضاه وهو يعلم ذلك فإن ذلك أيضاً مظلمة، فكل ذلك لا يهمل يوم القيامة. فقد جاء في الحديث المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.

    وقد قال أحد العلماء موصياً بعض تلاميذه:

    أنت كن محتاطاً في الكلام مع الناس، قد تظن أن بعض الكلام لا يثير النفس وهو في حقيقة الأمر يثيرها. تحر اللطف في معاملتك وفي الخطاب والحركات، هذا مطلوب من كل الإخوة والأخوات لأن الأحوال تختلف.