الاستشفاء بما لبسه النبي أو لمسه
وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ في صَحيحِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ كَيْسانَ مَوْلى أَسْماءَ بِنْتِ أَبي بَكْرٍ قَالَ أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا جُبَّةً طَيَالِسَةً كَسْرَوَانِيَّةً لَهَا لِبَنَةُ دِيبَاجٍ وَفَرْجَاهَا مَكْفُوفَانِ بِالدِّيبَاجِ فَقَالَتْ هَذِهِ كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ حَتَّى قُبِضَتْ فَلَمَّا قُبِضَتْ قَبَضْتُهَا وَكَانَ النَّبِيُّ يلَبَسُهَا فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرْضَى نَسْتَشْفي بِهَا اهـ. قَالَ الْحَافِظُ النَّوَوِيُّ في شَرْحِ مُسْلمٍ: وَفي هذا الْحَديثِ دَليلٌ على اسْتِحْبَابِ التَّبَرُّكِ بِآثارِ الصَّالحينَ وَثِيابِهِمْ اهـ. قَالَ القاضي عياضٌ في شَرْحِهِ على مُسْلمٍ: قَوْلُهُا “فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرْضَى نَسْتَشْفي بِهِا” لِمَا في ذَلِكَ مِنْ بَرَكَةِ مَا لَبِسَهُ النَّبِيُّ أَوْ لَمَسَهُ وَقَدْ جَرَتْ عَادَةُ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ بِالتَّبَرُّكِ بِذَلِكَ مِنْهُ عَلَيْهِ السَّلامُ وَوُجُودِ ذَلِكَ وَبُلُوغِ الأَمَلِ مِنْ شِفَاءٍ وَغَيْرِهِ اهـ. وهذا دليل على أن الصحابة كانوا يتبركون بالرسول وءاثاره الشريفة.