الخميس نوفمبر 21, 2024

الدَّرْسُ الثَّانِى عَشَرَ

الإِيـمَانُ بِمَا جَاءَ عَنْ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4)

الْجَنَّةُ وَالنَّارُ

 

   وَمِنَ الأُمُورِ الَّتِى أَخْبَرَ عَنْهَا النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَجِبُ الإِيـمَانُ بِهَا الْجَنَّةُ وَالنَّارُ.

   (1) الْجَنَّةُ هِىَ دَارُ السَّلامِ وَالنَّعِيمِ وَالسُّرُورِ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِينَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَمِنْ لَبَنٍ وَمِنْ خَمْرٍ لَيْسَ كَخَمْرِ الدُّنْيَا الَّذِى يُذْهِبُ الْعَقْلَ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ.

   وَالنَّعِيمُ فِيهَا حِسِّىٌّ بِالْجَسَدِ وَالرُّوحِ وَالْجَنَّةُ دَرَجَاتٌ بَعْضُهَا أَعْلَى مِنْ بَعْضٍ وَأَعْلَى دَرَجَةٍ هِىَ دَرَجَةُ الأَنْبِيَاءِ. وَأَهْلُ الْجَنَّةِ لا يَحْزَنُونَ وَلا يَمْرَضُونَ وَلا يَهْرَمُونَ وَلا يَمُوتُونَ خَالِدُونَ فِيهَا وَلا يَخْرُجُونَ مِنْهَا أَبَدًا وَهُمْ فِى نَعِيمٍ دَائِمٍ لا نِهايَةَ لَهُ.

   قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَلا هَلْ مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لا خَطَرَ لَهَا هِىَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ يَتَلَأْلَأُ وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ وَقَصْرٌ مَشِيدٌ وَنَهْرٌ مُطَّرِدٌ وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ فِى مُقَامٍ أَبَدِىٍّ فِى حُبْرَةٍ وَنَضْرَةٍ فِى دَارٍ عَاِليَةٍ سَلِيمَةٍ بَهِيَّةٍ» رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ.

   (2) النَّارُ أَىْ جَهَنَّمُ يَجِبُ الإِيـمَانُ بِأَنَّهَا دَارُ الشَّقَاءِ وَالْعَذَابِ وَأَنَّهَا لا تَفْنَى أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْكُفَّارِ الَّذِينَ اخْتَارُوا الْكُفْرَ وَأَعْرَضُوا عَنِ الإِسْلامِ وَالنَّارُ فِيهَا عَذَابٌ حِسِّىٌّ حَقِيقِىٌّ وَحَرُّهَا أَشَدُّ بِكَثِيرٍ مِنْ حَرِّ الدُّنْيَا وَبَرْدُهَا أَشَدُّ بِكَثِيرٍ مِنْ بَرْدِ الدُّنْيَا وَهِىَ مَوْجُودَةٌ الآنَ وَمَكَانُهَا تَحْتَ الأَرْضِ السَّابِعَةِ. وَالْكُفَّارُ خَالِدُونَ فِيهَا أَبَدًا لا يَخْرُجُونَ مِنْهَا.

   وَأَمَا عُصَاةُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ أَىِ الَّذِينَ كَانُوا يَفْعَلُونَ الْمَعَاصِىَ الْكَبِيرةَ وَمَاتُوا مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ فَهَؤُلاءِ عَلَى قِسْمَيْنِ

   (1) قِسْمٌ يُعْفِيهُمُ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ النَّارِ بِشَفَاعَةِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ بِلا عَذَابٍ.

   (2) وَقِسْمٌ يُعَذِبُهُمُ اللَّهُ فَتْرَةً فِى نَارِ جَهَنَّمَ ثُمَّ يُخْرِجُهُمْ مِنْهَا وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ لِأَنَهُمْ مَاتُوا عَلَى الإِيـمَان.

   قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ﴿إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا﴾ [سُورَةَ الأَحْزَاب].

 

أَسْئِلَةٌ:

   (1) مَا هِىَ الْجَنَّةُ وَلِمَنْ أَعَدَّهَا اللَّهُ.

   (2) مَاذَا يُقَالُ عَنِ النَّعِيمِ فِى الْجَنَّةِ.

   (3) اذْكُرْ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ فِى وَصْفِ الْجَنَّةِ.

   (4) لِمَنْ أَعَدَّ اللَّهُ النَّارَ وَأَيْنَ هِىَ الآنَ وَمَنْ يُخَلَّدُ فِيهَا.

   (5) مَا هُوَ حَالُ الْعُصَاةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِمَّنْ مَاتُوا مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

   (6) اذْكُرْ ءَايَةً مِنَ الْقُرْءَانِ تَدُلُّ عَلَى خُلُودِ الْكُفَّارِ فِى النَّارِ.