الدَّرْسُ التَّاسِعُ
الإِيـمَانُ بِمَا جَاءَ عَنْ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
عَذَابُ الْقَبْرِ وَنَعِيمُهُ وَسُؤَالُ الْمَلَكَيْنِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْىٌ يُوْحَى﴾ [سُورَةَ النَّجْمِ]
أَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى سَيِّدَنَا مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِدِينِ الْحَقِّ وَأَمَرَهُ بِتَبْلِيغِهِ إِلَى النَّاسِ فَأَدَّى الأَمَانَةَ وَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ بِكُلِّ صِدْقٍ وَشَجَاعَةٍ.
وَكُلُّ شَىْءٍ أَخْبَرَ بِهِ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ حَقٌّ وَصِدْقٌ سَوَاءٌ كَانَ مِنْ أُمُورِ الْحَلالِ وَالْحَرَامِ أَوْ قَصَصِ الأَنْبِيَاءِ أَوِ الأُمُورِ الَّتِى تَحْدُثُ فِى الْمُسْتَقبَلِ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
فَمِنَ الأُمُورِ الَّتِى أَخْبَرَنَا عَنْهَا سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَذَابُ الْقَبْرِ وَنَعِيمُهُ وَسُؤَالُ الْمَلَكَيْنِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ.
(1) عَذَابُ الْقَبْرِ: يَجِبُ الإِيـمَانُ بِأَنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الْكُفَّارَ جَمِيعَهُمْ فِى قُبُورِهِمْ فَيَأْمُرُ حَشَرَاتٍ فِى الأَرْضِ مُؤْذِيَةً أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَهُمْ وَيَأْمُرُ الأَرْضَ فَتَنْطَبِقُ عَلَيْهِمْ فَتَكُونُ قُبورُهُمْ حُفْرَةً مِنْ حُفَرِ النَّارِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ النَّكَدِ وَالْعَذَابِ أَمَا الْمُسْلِمُونَ الْعُصَاةُ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ الَّذِينَ مَاتُوا مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ فَهُمْ قِسْمَانِ
(2) وَنَعِيمُ الْقَبْرِ: يَجِبُ الإِيـمَانُ بِأَنَّ اللَّهَ يُنْعِمُ عَلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُتَّقِينَ فِى قُبُورِهِمْ وَمِنْ هَذَا النَّعِيمِ أَنْ تُنَوَّرَ قُبُورُهُمْ بِنُورٍ كَنُورِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَأَنْ تُوَسَّعَ سَبْعِينَ ذِرَاعًا فِى سَبْعِينَ ذِرَاعًا وَتُمْلَأَ نُورًا إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ النَّعِيمِ.
(3) وَسُؤَالُ الْمَلَكَيْنِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ: وَيَجِبُ الإِيـمَانُ بِمُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ وَهُمَا مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يَسأَلانِ الْمَيِّتَ فِى قَبْرِهِ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِى هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا يَقُولُ أَشْهَدُ أَنَهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ لا يَنْطِقُ بِهَا فَيَضْرِبَانِهِ بِمِطْرَقَةٍ بَيْنَ أُذُنَيْهِ لَوْ طُرِقَتْ بِهَا الْجِبَالُ لَذَابَتْ.
وَسُؤَالُ الْمَلَكَيْنِ يَحْصُلُ لِلْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ الْكَامِلَ لا يَلْحَقُهُ فَزَعٌ وَلا انْزِعَاجٌ مِنْ سُؤَالِهِمَا لِأَنَ اللَّهَ يُثَبِّتُ قَلْبَهُ فَلا يَرْتَاعُ مِنْ مَنْظَرِهِمَا الْمُخِيفِ وَيُسْتَثْنَى مِنْ هَذَا السُّؤَالِ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ وَالأَطْفَالُ وَهُمُ الَّذِينَ مَاتُوا دُونَ الْبُلُوغِ.
أَسْئِلَةٌ:
(1) اذْكُرْ دَلِيلًا مِنَ الْقُرْءَانِ عَلَى صِدْقِ النَّبِىِّ فِيمَا بَلَّغَهُ عَنِ اللَّهِ.
(2) عَدِّدْ بَعْضَ مَا أَخْبَرَ عَنْهُ النَّبِىُّ.
(3) لِمَنْ يَحْصُلُ عَذَابُ الْقَبْرِ.
(4) مَا هُوَ حَالُ الْمُسْلِمِينَ الْعُصَاةِ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ فِى قُبُورِهِمْ.
(5) لِمَنْ يَحْصُلُ نَعِيمُ الْقَبْرِ.
(6) عَمَّنْ يُسْأَلُ الْعَبْدُ فِى الْقَبْرِ وَمَنْ هُمَا مَلَكَا السُّؤَالِ.
(7) لِمَنْ يَحْصُلُ سُؤَالُ الْمَلَكَيْنِ فِى الْقَبْرِ وَمَنْ يُسْتَثْنَى مِنَ السُّؤَالِ فِى الْقَبْرِ.