الإثنين ديسمبر 23, 2024

أهل السُنّة علَى مَرّ العُصور يقولون أنّ مَلَك المَوت اسمُه عَزرائيل لكنّ الألبانيّ شيخ الوهابيّة المُتَمَحْدِث خالَف أؤلئك الأئمّة الأعلام

الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيّدنا محمّدٍ الصادقِ الوعدِ الأمينِ وعلى إخوانِهِ النبيّينَ والمرسلينَ ورضيَ اللهُ عن أمهاتِ المؤمنينَ وألِ البيتِ الطاهرينَ وعنِ الخلفاءِ الراشدينَ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ وعن الأئمةِ المهتدينَ أبي حنيفةَ ومالكٍ والشافعيِّ وأحمدَ وعن الأولياءِ و الصالحينَ،

أجمعت الأمة على أن اسم ملك الموت عزرائيل، ليس فقط القاضي عياض الذي ذكر ذلك بل كثيرون.

بعض الأسماء وليس للحصر:

قال الثعلبي في تفسيره: قال مُقاتِل والكَلبي بلغْنا أنّ اسم ملك الموت عزرائيل.
قال البغوي في تفسيره (مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) أَيْ وُكِّلَ بِقَبْضِ أَرْوَاحِكُمْ وَهُوَ عِزْرَائِيلُ.
قال ابن عطيّة في تفسيره: ومَلَكُ الْمَوْتِ اسمه عزرائيل.
قال فخر الدين الرازي في تفسيره: وَثَبَتَ بِالْخَبَرِ أَنَّ عِزْرَائِيلَ هُوَ مَلَكُ الْمَوْتِ.
قال ابن جُزَيّ في تفسيره: مَلَكُ الْمَوْتِ اسمه عزرائيل.
قال أبو حيّان في تفسير البحر المحيط: ومَلَكُ الْمَوْتِ اسْمُهُ عِزْرَائِيلُ.
قال ابن عادل الحنبلي في تفسيره: وملك الموتِ واسمه عِزْرَائِيلُ.
قال السيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور: مَلَك الْمَوْت واسْمه عزرائيل.
قال السيوطي في شرحه على صحيح مسلم (أُرسِلَ مَلَك الْمَوْتِ) ورد فِي أثر عَن وهب اسْمه عزرائيل.
قال المُلا علي القاري في مرقاة المفاتيح شرح مِشكاة المصابيح: وَالْقَابِضُ مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ أي للأوراح هُوَ عِزْرَائِيلُ.
قال المُناويّ في فيض القدير شرح الجامع الصغير: إنما قَبَضَها عزرائيلُ عليه السلامُ مَلَكُ الموت.
قال زكريا الأنصاري في فتح الرحمن بكشف ما يَلتبِس في القرأن قوله تعالى (قُلْ يَتَوَفاكُمْ مَلَك المَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) الآيةَ، هو عزرائيلُ عليه السلام.

هذا ما قالَهُ عُلماء أهل السُنّة علَى مَرّ العُصور، لكنّ الألبانيّ شيخ الوهابيّة المُتَمَحْدِث خالَف أؤلئك الأئمّة الأعلام وقال في تعليق له على مَتْن العقيدة الطحاوية عند قول الطحاوي (وَنُؤْمِنُ بِمَلَكِ الْمَوْتِ): (وأما تسميته بـ (عزرائيل) كما هو الشائع بين الناس فلا أصلَ له وإنما هو من الإسرائيليات) انتهى كلام الألباني.

وقال العلامة الشيخ محمد المكي بن عزوز التونسي المالكي في كتابه عقيدة التوحيد الكبرى في عقائد أهل السنه والجماعة:

سؤال: هل يقال: الله كائن في كل مكان؟ فأجاب رحمه الله: لا يقال لأنه صورة القول بالحلول والاتحاد وهو كفر. إنتهى

سؤال: من هم الملائكة و ما وظيفتهم؟

فأجاب رحمه الله: عباد الله مطيعون عابدون معصومون، و هم أجرام من نور، لا إناث و لا ذكور، و قد يتشكلون بشكل الآدمي عند الحاجة منهم الأربعة: جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل.

فتسمية الشيخ محمد المكي بن عزوز لملك الموت عزرائيل أمر تنكره الوهابية مع أن أبو حيان الاندلسي في النهر الماد والحافظ البيهقي في البعث والنشور والقاضي عياض في كتاب الشفا نقلوا الاجماع على أن اسم ملك الموت عزرائيل عليه السلام.

هو أبو عبد الله محمد المكي بن مصطفى بن محمد بن عزوز الشريف البرجي النفطي المالكي ولد بمدينة نفطة بتونس يوم خمسة عشر من شهر رمضان سنة 1270هـ.
قال عنه الكتاني في فهرس الفهارس 3/856:
كان مُسند أفريقية ونادرتها، لم نر ولم نسمع فيها بأكثر اعتناء منه بالرواية والإسناد والإتقان والمعرفة ومزيد تبحر في بقية العلوم.

وسبحان الله والحمد لله رب العالمين.