الإثنين ديسمبر 8, 2025

افتراؤهم على الشيخ أحمد التجاني المغربي

* ومما يلزم الحذر والتحذير منهم الذين نسبوا أنفسهم زورًا وبهتانًا إلى الشيخ أحمد التجاني المغربي رضي الله عنه.

وممن انحرف عن جادة الصواب وفارق معتقد النبي صلى الله عليه وسلم ومن نهجه من الأصحاب طائفة نسبت نفسها إلى الشيخ أحمد التجاني المغربي.

 

ويقول المحدث الشيخ عبد الله الهرري حفظه الله في بيان أمر التجانية: وقد ثبت عندنا أن طريقته الأصلية حرفت بأن نشرت هذه النسخ [أي كتبهم] المحرفة وأخفيت النسخ الأصلية للشيخ وذلك من ثلاث طرق:

 

إحداهما: شهادة شيخنا الشيخ داود الجبرتي الحبشي فقد قال: “إنّه لما دخلت الكفار المغرب لم يكن يستتب لها الأمن فدلها بعض الخونة على أمر، قال لهم: إنكم إن فعلتم ذلك استتب لكم الأمن وقال لهم: تنشر كتب محرفة وتخفى الأصلية فاذا انتشرت هذه الكتب بين أتباع الشيخ يصير بينهم اختلاف فأنتم تستريحون”.

 

الثانية: ما قاله الشيخ إبراهيم صالح الحسيني القاضي الشرعي الأكبر لنيجيريا عند ذكر الكلام على التيجانية: “الشيخ أحمد التجاني أشعري العقيدة عالم لا يقول ما نُسب إليه إنما حقيقة الأمر أن أوائل تلاميذه ومريديه اشتغلوا بالجهاد ومحاربة الفرنسيين فلجأ الفرنسيون إلى بعض المنتسبين إليه وأعطوهم مالًا فأدخلوا التحريف في الطريقة التجانية مما أدى إلى انشقاق التجانيين، وأول من جاء بهذا التحريف تجانية فاس ثم تبعهم بعض تجانية السودان فأرادوا بزعمهم الدفاع عن الشيخ فزادوا الطين بلة” اهـ. ثم سئل الشيخ إبراهيم عما يدعيه هؤلاء من أن صلاة الفاتح تعدل ستة ءالاف ختمة من القرءان فقال: “لا تعدل حرفًا واحدًا من القرءان”، ثم ذكر أن عنده رسائل بخط الشيخ أبي العباس التجاني فيها خلاف ما نسب إليه المحرفون، وأن التجانية القدماء ليسوا كتجانية هذا الوقت. اهـ.

 

ويقول الحاج مالك به ابن الشيخ داود في كتابه “الحقائق الإسلامية في الرد على المزاعم الوهابية” ما نصه: وأما ما يقوله أو يفعله بعض الجهال المنتسبين إلى الطريقة التجانية مما يخالف الشريعة الاسلامية فان الشيخ رضي الله عنه ليس مسئولا عنهم وطريقته بريئة منهم اهـ.

 

أما كلامهم المنحرف عن كلام الشيخ أحمد التجاني فهو موجود في الكثير من كتبهم ككتاب يسمى “الفتح الرباني” وكتاب “رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم” وكتاب “جواهر المعاني” وكتاب “الإفادة الأحمدية”.

 

وأشد منشوراتهم في الضلال دفتر مكتوب عليه “أوراد الطريقة التجانية” وفي هذا الدفتر الصغير مذكور: “اللهم صل وسلم على سيدنا محمد عين ذاتك الغيبية” وهذه الكلمة لا يقولها مسلم فإنها ضد التوحيد، والإسلام توحيد. وهذه الكلمة تجعل الرسول عين الله أي أن الله والرسول شىء واحد وهذا من أكفر الكفر كما أن القول بالحلول أي حلول الله تعالى في خلقه من أكفر الكفر.

 

فهاتان العقيدتان عقيدة وحدة الوجود ويقال لها الوحدة المطلقة وعقيدة الحلول أكفر الكفر، اعتقادهما كفر وقولهما باللفظ كفر لأن ما كان فاسدًا معناه فلفظه فاسد فكما لا يجوز اعتقاده معناه كذلك لا يجوز النطق به.

 

ومما جاء في كتابهم المسمى “جواهر المعاني” أن المرة الواحدة من صلاة الفاتح تعدل من كل تسبيح وقع في الكون ومن كل ذكر ومن كل دعاء كبير أو صغير من القرءان ستة ءالاف مرة لأنه من الأذكار.

 

وفيه أيضا: “بأن بعض أحوال الرحمة في أهل النار من الكفار أنهم يغمى عليهم في بعض الأوقات فيكونون كالنائم لا يحسون بألم العذاب ثم تحضر بين أيديهم أنواع الثمار والمأكل فيأكلون في غاية أغراضهم ثم يفيقون عن تلك السكرة فيرجعون إلى العذاب، فهذا من جملة الرحمة التي تنال الكفار” اهـ.

 

وهذا الكلام مخالف لقول الله تعالى: {ونادى أصحابُ النارِ أصحابَ الجنةِ أنْ أفيضوا علينا منَ الماءِ أو ممَّا رزقكُم اللهُ قالوا إنّ اللهَ حرَّمَهُما على الكافرين} [سورة الأعراف].

 

وفيه أيضًا: إن الكفار والمجرمين والفجرة والظلمة ممتثلون لأمر الله ليسوا بخارجين عن أمره. اهـ.

 

وهذا مخالف للقرءان لقوله تعالى: {وما تأتيهم من ءايةٍ من ءاياتِ ربِّهم إلا كانوا عنها مُعرضين} [سورة الأنعام] فكيف يوصفون بأنهم ممتثلون لأمر الله ليسوا بخارجين عن أمره والله وصفهم بقوله {معرضين} ووصفهم بوصفه {ومَنْ أظلمُ مِمَّن ذُكِّرَ بأياتِ ربِّهِ فأعرضَ عنها}[سورة الكهف].

 

وفيه أيضًا: إن الشيخ العارف يمكنه أن ينقل روحه من جسده إلى جسد ءاخر ويتصرف بذلك الرجل بما يريد من الأمور. ا.هـ.

 

وفيه أيضًا ما نصه: “أقول لكم إنّ مقامنا عند الله في الآخرة لا يصله أحد من الأولياء ولا يقاربه لا من صغر ولا من كبر، وإنّ جميع الأولياء من عصر الصحابة إلى النفخ في الصور ليس فيهم من يصل إلى مقامنا” إ.هـ.

 

وفي الكتاب المسمى “الإفادة الأحمدية” ما نصه: “طائفة من أصحابنا لو اجتمع أكابر أقطاب هذه الأمة ما وزنوا شعرة من أحدهم”.

 

وفيه ما نصه: “كل الشيوخ أخذوا عني من عصر الأصحاب إلى النفخ في الصور” اهـ.

 

وفيه أيضًا ما نصه: “قدماي هاتان على رقبة كل ولي لله تعالى من أول إنشاء العالم الى النفخ في الصور”.

 

وفيه أيضًا ما نصه: “يوضع لي منبر من نور القيامة وينادي مناد حتى يسمعه كل من بالموقف: يا أهل الموقف هذا إمامكم الذي كنتم تستمدون منه في دار الدنيا من غير شعوركم” اهـ.

 

وفيه أيضًا ما نصه: “من لم يعتقد أنها [يعني صلاة الفاتح] من كلام الله لم يصح الثواب فيها” ا.هـ.

 

وهذا بعض ما في كتبهم ولو أردنا حصرها لضاقت هذه الأوراق عنها.

 

ثم إنّ نصيحتنا للمنتسبين للطريقة التجانية أن يتركوا الكتب ويشتغلوا بكتاب الشيخ ابراهيم صالح الحسيني المذكور فإنه ألف كتابًا كبيرًا وقد طبع.