استغفار الرسول لأمته بعد موته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »حياتي خير لكم ومماتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت لكم«، رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
هذا الحديث يدل على أن النبي ينفع بعد موته خلافا للوهابية القائلين بأنه لا ينفع أحد بعد موته، فإنه عليه الصلاة والسلام لما قال: »ومماتي خير لكم« أفهمنا أنه ينفعُنا بعد موته أيضا بإذن الله عز وجل، كما نفعنا موسى عليه السلام ليلة المعراج لما سأل النبي عليه الصلاة والسلام: ماذا فرض الله على أمتك؟، فقال له: »خمسين صلاة«، قال: ارجع وسل التخفيف فإني جربت بني إسرائيل فرض عليهم صلاتان فلم يقوموا بهما، فرجع فطلب التخفيف مرة بعد مرة وفي كل مرة كان موسى عليه السلام يقول له: ارجع فسل التخفيف، إلى أن صاروا خمس صلوات بأجر خمسين، فهل يشك عاقل بنفع موسى عليه السلام لهذه الأمة هذا النفع العظيم، وقد كان موسى توفي قبل ليلة المعراج بأكثر من ألف سنة، فهذا عمل بعد الموت نفع به أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
وأما قوله عليه الصلاة والسلام: »تحدثون ويحدث لكم «فمعناه يحصل منكم أمور ثم يأتي الحكم بطريق الوحي إلى رسول الله.
ثم يؤكد النبي عليه الصلاة والسلام نفعه لأمته بعد وفاته بقوله: »ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت لكم«.