السبت ديسمبر 13, 2025

استحباب الجهر بالصلاة على النبي بعد الأذان

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون. أما بعد الحسنة الجهر بالصلاة على النبي ﷺ بعد الأذان وحدث هذا بعد سنة 700 هـ وكانوا قبل ذلك لا يجهرون بها ويكفي في إثبات كون الجهر بالصلاة على النبي ﷺ بدعة مستحبة عقب الآذان قوله عليه الصلاة والسلام إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي. أخرجه مسلم وقوله عليه الصلاة والسلام : من ذكرني فيصلي علي. أخرجه الحافظ السخاوي في كتابه القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع. وأبو يعلى في مسنده أيضا فيؤخذ من ذلك يا أحبابنا إن المؤذن والمستمع كلاهما مطلوب منه الصلاة على النبي ﷺ وهذا يحصل بالسر والجهر فإن قال القائل : لم يُنقل عن مؤذني رسول الله أنهم جهروا بالصلاة عليه، قلنا : لم يقل النبي ﷺ لا تصلوا عليا إلا سرا، وليس كل ما لم يُفعل عند رسول الله حراما أو مكروها إنما الأمر في ذلك يتوقف على وورود نهي بنص أو استنباط من مجتهد من المجتهدين كمالك وأحمد والشافعي وأبي حنيفة وغيرهم ممن جاء بعدهم من المجتهدين الذين هم مستوفو الشروط كالحافظ ابن المنذر وابن جرير ممن لهم القياس اي قياس ما لم يرد فيه نص على ما ورد فيه نص والجهر بالصلاة على النبي الحبيب المصطفى ﷺ  عقب الآذان توارد عليه المسلمون منذ قرون فاعتبره العلماء من محدثين وفقهاء بدعة مستحبة حسنة وإليكم كتاب القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع.  تأليف الإمام الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمان السخاوي المتوفى سنة 902 هـ. هذا الكتاب طبع دار الكتب العلمية الطبعة الأولى سنة 1407، في هذا الكتاب في الصحيفة 185 يقول : “باب ما أحدثه المؤذنون عقب الأذان“. قال :” قد أحدث المؤذنون الصلاة والسلام على رسول الله عقب الأذان للفرائض الخمس لا الصبح والجمعة فإنهم يقدمون ذلك فيها على الأذان وإلا المغرب فإنهم لا يفعلونه أصلا لضيق وقتها وكان ابتداء حدوث ذلك من أيام السلطان الناصر صلاح الدين أبي المظفر يوسف ابن أيوب وأمره – أي بأمر من السلطان الناصر صلاح الدين –” يقول: “وقد اختُلِف في ذلك هل هو مستحب أو مكروه أو بدعة أو مشروع. قال: والصواب أنه بدعة حسنة يُأجر فاعله بحسن نيته“. هذا ما عليه علماء أهل السنة وصلى الله عليك وسلم يا سيدي يا رسول الله يا محمد.