ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
معنى هذا الحديث الذي رواه الترمذي (الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)،
مفسر بالرواية الأخرى لهذا الحديث (ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء) رواه الإمام أحمد وصححه الحاكم (بشواهده).
فهذه الرواية تفسر الرواية الأولى لأن خير ما يفسر به الحديث الوارد بالوارد كما قال الحافظ العراقي في ألفيته (وخير ما فسرته بالوارد).
ثم المراد بأهل السماء الملائكة ذكر ذلك الحافظ العراقي في أماليه عقيب هذا الحديث، ونص عبارته:
واستدل بقوله (أهل السماء) على أن المراد بقوله تعالى في الآية (ءأمنتم من في السماء) الملائكة. اهـ، لأنه لا يقال لله (أهل السماء).
وأما قوله ﷺ (ارحموا من في الأرض) معناه بإرشادهم إلى الخير بتعليمهم أمور الدين الضرورية التي هي سبب لإنقاذهم من النار وبإطعام جائعهم وكسوة عاريهم ونحو ذلك
وأما قوله ﷺ (يرحمكم أهل السماء)، فأهل السماء هم الملائكة وهم يرحمون من في الأرض أي أن الله يأمرهم بأن يستغفروا للمؤمنين
كما قال تعالى (والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم)،
وقال سبحانه (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم) ،
وينـزلون لهم المطر وينفحونهم بنفحات خير ويمدونهم بمدد خير وبركة، ويحفظونهم على حسب ما يأمرهم الله تعالى.