اذْكُرْ دَلِيلًا مِنَ الْقُرْءَانِ عَلَى الْمِعْرَاجِ.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِى سُورَةِ النَّجْمِ ﴿وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى﴾ أَىْ رَأَى سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ ﷺ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ مَرَّةً ثَانِيَةً عَلَى الْهَيْئَةِ الَّتِى خَلَقَهُ اللَّهُ عَلَيْهَا، رَآهُ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى وَهِىَ شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ أَصْلُهَا فِى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ وَتَصِلُ إِلَى السَّابِعَةِ. فَإِنْ قِيلَ قَوْلُهُ تَعَالَى ﴿وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى﴾ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ رُؤْيَةً مَنَامِيَّةً قُلْنَا هَذَا تَأْوِيلٌ بِلا دَلِيلٍ وَلا يَجُوزُ تَأْوِيلُ النَّصِّ أَىْ إِخْرَاجُهُ عَنْ ظَاهِرِهِ بِغَيْرِ دَلِيلٍ عَقْلِىٍّ قَاطِعٍ أَوْ سَمْعِىٍّ ثَابِتٍ وَهُوَ مَا كَانَ قُرْءَانًا أَوْ حَدِيثًا ثَابِتًا أَىْ صَحِيحًا كَمَا قَالَ الإِمَامُ الرَّازِىُّ فِى كِتَابِهِ الْمَحْصُولِ وَغَيْرُهُ.