اذكر بعض فضائل الصلاة على النبى ﷺ
يستحب الإكثار من الصلاة على النبى ﷺ فى كل يوم وخاصة يوم الجمعة لقوله ﷺ من صلى على عصر يوم الجمعة ثمانين مرة غفرت له ذنوب ثمانين سنة، فيقول اللهم صل على محمد عبدك ونبيك ورسولك النبى الأمى. فمن أكثر من الصلاة على النبى ﷺ ولو كان مسرفا على نفسه ثم استغاث به فى الشدة فإنه يغيثه بإذن الله فهو عليه الصلاة والسلام غياث من استغاث به فقد حكى ابن الملقن عن أبى الليث عن سفيان الثورى التابعى المشهور رضى الله عنه أنه قال كنت أطوف فإذا أنا برجل لا يرفع قدما ولا يضع قدما إلا ويصلى على النبى ﷺ فقلت يا هذا إنك قد تركت التسبيح والتهليل وأقبلت بالصلاة على النبى ﷺ فهل عندك من هذا شىء فقال من أنت عافاك الله فقلت أنا سفيان الثورى فقال لولا أنك غريب فى أهل زمانك لما أخبرتك عن حالى ولا أطلعتك على سرى ثم قال خرجت أنا ووالدى حاجين إلى بيت الله الحرام حتى إذا كنت فى بعض المنازل مرض والدى فقمت لأعالجه فبينما أنا ذات ليلة عند رأسه إذ مات فاسود وجهه فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون مات والدى فاسود وجهه فجذبت الإزار على وجهه فغلبتنى عيناى من الحزن فنمت فإذا أنا برجل لم أر أجمل منه وجها ولا أنظف منه ثوبا ولا أطيب منه ريحا يرفع قدما ويضع أخرى حتى دنا من والدى فكشف الإزار عن وجهه فمد يده الشريفة على وجهه فعاد وجهه أبيض ثم ولى راجعا فتعلقت بثوبه فقلت يا عبد الله من أنت الذى من الله بك على والدى فى دار الغربة فقال أوما تعرفنى أنا محمد بن عبد الله صاحب القرءان أما إن والدك كان مسرفا على نفسه ولكن كان يكثر الصلاة على فلما نزل به ما نزل استغاث بى وأنا غياث من يكثر الصلاة على فانتبهت فإذا وجهه أبيض. وقد ورد فى الحديث الذى رواه الطبرانى فى كتاب الدعوات أن الناس إذا اجتمعوا فى مجلس ثم فارقوه ولم يذكروا الله ولم يصلوا على النبى ﷺ يكون حسرة عليهم فى الآخرة وإن دخلوا الجنة، أى من غير نكد وانزعاج معناه أن المسلم حين يذكر هذا المجلس إن كان فى بيته أو فى المسجد ولم يهلل فيه ولم يصل على النبى ﷺ وفارقه يقول يا ليتنى ما فوت هذا وذلك من عظم الثواب الذى يعرفه هناك لمن كان يحافظ على ذكر الله والصلاة على النبى ﷺ فى كل مجلس.